- من هى والدة النائب المصرى التى سأل عنها رئيسان سابقان لمجلس النواب القبرصى؟
-تفاصيل مكالمة عبدالعال للقصبى بعد اختياره رئيسا لـ«دعم مصر»
- أسرار علاقة عضو «خارجية البرلمان» بمسؤولة كبيرة فى مكتب أنجيلا ميركل
- قصة حفيدة رئيس مصرى أسبق بمجلس النواب.. وهدية من نوع خاص تلقتها نائبة من عضو بالكونجرس الأمريكى فى عشاء بالقاهرة ورفضت الاحتفاظ بها
لن تجد فى الحلقة الرابعة ما هو متعلق بأسرار قبة مجلس النواب المصرى فقط، بل إننا سنذهب بعيداً حيث برلمانات العالم، وحكايات لأول مرة من الزيارات الخارجية، مواقف مُثيرة للدهشة وقصص غريبة وحكايات تخرج كواليسها الآن، نماذج مصرية لا نعرف عنها شيئاً تلعب أدواراً وطنية فى بلاد الغرب، ونماذج خبيثة تلعب أدواراً مشبوهة، هنا فقط ستتعرف عليهم.
هذة الحلقة من «أسرار القبة» ستتعرض أيضاً فى سياق مختلف، إلى حكايات من نوع خاص مرتبطة بالزيارات البرلمانية فى الخارج، مثل حقيبة النائبة آمنة نصير التى كانت سبباً فى تعطيل سير وفد برلمانى متجه إلى أمريكا، والهدية التى تلقتها النائبة داليا يوسف من عضو بالكونجرس الأمريكى ورفضت الاحتفاظ بها فى طريقها إلى المنزل، وأسرار كثيرة أخرى.
ترتبط أول زيارة لى مع وفد برلمانى مصرى إلى أمريكا بمجموعة من القصص التى دونتها بخط اليد فقط ولم تعرف طريقها إلى النشر قبل الآن، نحو أسبوع قضيته برفقة عدد من أعضاء مجلس النواب فى واشنطن، رحلة شاقة بدأت فى 11 يونيو العام الماضى، للقاء عدد من أعضاء الكونجرس الأمريكى للتباحث حول العديد من القضايا المشتركة.
بدأت حكايات هذه الزيارة قبل الوصول إلى أمريكا، وأثناء فترة الترانزيت فى مطار فرانكفورت بألمانيا قبل الرحلة الجوية الثانية من ألمانيا إلى أمريكا، تسببت حقيبة النائبة آمنة نصير فى تعطيل سير الوفد البرلمانى، حيث طلبت منى النائبة مساعدتها فى حمل الحقيبة حتى أوقفنا أفراد الأمن للتفتيش الروتينى فى المطار، وهنا كانت الواقعة.
مر النواب جميعهم، «قبل أن يأتى دورى فى التفتيش، فتح فرد الأمن الألمانى الحقيبة، وأخذ يفتش فيها، وجد ملابس نسائية ومجموعة من الكتب، فأخذنى فى غرفة أخرى نحو نصف ساعة ليتحقق من كافة البيانات المتعلقة بشخصيتى، تسللت إلىَّ همسات بين أفراد الأمن، كيف يحمل حقيبة بها ملابس نسائية، هل سرقها مثلاً أم أن فى الأمر لغز آخر»؟!
المهم أنه خلال فترة بحثهم عن المعلومات، تدخل أحد الدبلوماسيين المصريين فى ألمانيا المرافقين للوفد، وأعادنى إلى الوفد مرة أخرى، وحينما ذهبت للدكتورة آمنة بالحقيبة، رويت لها أن حقيبتها كانت السبب فى التعطيل، فردت بصوتها الرخيم: «ألم يرووا مؤلفاتى داخل الحقيبة؟! أليست سبباً كافياً لأن يقولوا لك «اتفضل يا فندم إحنا آسفين، ألم يقرأوا كتبى؟، ألم يعرفوا من هى آمنة نصير؟!».
المهم أننا وصلنا أمريكا وبدأت اللقاءات فى اليوم التالى، لتبدأ معها حكايات أنشرها لأول مرة، فما رأيته فى مكتب عضو الكونجرس الأمريكى جيف فورتينبيرى كان مثيراً للدهشة، لم تذهب عينى بعيداً عن لوحة موضوعة على الحائط خلف كرسى مكتبه، عضو الكونجرس الأمريكى يركب الحمار بأحد الأحياء المصرية، حتى أن أمسكها وحكى للنواب قصة اللوحة.
قال جيف فورتينبيرى، إنه جاء إلى مصر فى فترة شبابه ليتعلم اللغة العربية، وزار عدد من المحافظات من بينها محافظة المنصورة، وأنه أحب تلك المحافظة جداً، وأخذ يتردد على مصر بعد ذلك، ودعَّم عدد من الجمعيات من بينها جمعية أطفال الأقباط، التى نظمت احتفالية فى مصر بحضور عدد من الأطفال الأيتام، وحضر عضو الكونجرس الأمريكى تلك الاحتفالية، لتفاجئه طفلة صغيرة بلوحة رسمتا له من وحى حديثه عن أنه عندما كان يذهب إلى المنصورة كان يركب الحمار ليتجول بين الأحياء هناك، استقبل جيف فورتينبيرى لوحة الطفلة بسعادة كبيرة ولم تذهب اللوحة بعيداً عن مكتبه بالكونجرس منذ ذلك الحين.
من بين الملاحظات التى دونتها أيضاً فى تلك الزيارة، هى صورة الملك عبدالله الثانى بن حسين ملك الأردن وحرمه الملكة رانيا، وجدتها فى أغلب مكاتب كبار مستشارى أعضاء الكونجرس الأمريكى، وبعد البحث قال لى عدد من الدبلوماسيين المصريين فى أمريكا، إن ملك الأردن وزوجته يحرصون على العلاقات مع كبار المستشارين لأعضاء الكونجرس الذين هم أقرب إلى الوصول إلى منصب عضو الكونجرس بعد ذلك، وأنهم يرسلون تلك الصور فى رأس السنة بتوقيع شخصى منهم بهدف تعزيز التواصل وبناء علاقات من الود.
آخر الحكايات التى دونتها خلال تلك الزيارة، كانت متعلقة بالدور المشبوه لمحمد أنور السادات النائب المُسقط عضويته من البرلمان، ففى أحد اللقاءات المغلقة بمركز بحثى فى واشنطن، سأل مؤسس المركز الوفد المصرى عن أحوال السادات، وقال نصاً: «إننى أُحبه، هو صديق عظيم، ويتواصل معنا باستمرار»، ثم بعدها طرح ذلك الرجل مغالطات كثيرة عن أوضاع حقوق الإنسان فى مصر، لتعطى هذه الحكاية تفسيراً واضحاً بالتواصل المشبوه للسادات، لتشويه صورة مصر ومؤسساتها فى الخارج بالتواصل مع جهات خارجية وتقديم معلومات تضر بمصر.
وكما أن هناك أدوارا مشبوهة للبعض، هناك أدوار مُشرفة لمصريين وطنيين فى الخارج أيضاً، فعلمت أن أول زيارة للنائبة داليا يوسف للكونجرس الأمريكى فى 2016، كان جدول الزيارة الذى رتبه السفير المصرى هناك ممتلئ باللقاءات، من بينها كان لقاء مع ديفيد تروت، وقبل اللقاء التقت بمستشاره القانونى، وإذ يُعرف نفسه، مينا حنا أمريكى مصرى، أصوله من شبرا، يزور جدته بشكل دورى التى لا تزال تسكن فى حى شبرا، يتكلم العربية.
أبدت النائبة حينئذ فخرها بالشاب المصرى الذى لا يزال فى عقده الثانى، وسألته عن طموحه للمستقبل، قال لها إن من بين أحلامه أن يكون عضواً فى الكونجرس الأمريكى، وحينما التقت النائبة بعضو الكونجرس ديفيد تروت، قال لها إن مينا أحد أهم مساعديه مصرى الجنسية، فقالت له إنه عضو الكونجرس المقبل، فضحكا معاً وقال لها إنه يساعده بشكل كبير أيضاً فى التواصل مع المصريين الذين يسكنون بدائرته هناك.
بمناسبة النائبة داليا يوسف، أعرف أنه فى أحد العشاءات فى القاهرة، كانت قد دعت مجموعة من أعضاء الكونجرس الأمريكى إلى القاهرة، وبعدما انتهى العشاء وقد تبادلا الحديث عن سبل التعاون البرلمانى المشترك، وبحث سبل التعاون فى المجالات المختلفة بين البلدين، أهداها عضو بالكونجرس الأمريكى زجاجة من الخمر، ارتبكت النائبة، هل تقبلها أم تردها، نصحها أحد المصريين الحاضرين، أن تقبلها حتى لا تُحرج عضو الكونجرس، لكن النائبة لم تحتفظ بها كثيراً، حيث أهدتها لأحد الأصدقاء قبل أن تصل إلى المنزل.
ليس مينا حنا وحده من ارتبط مع النواب فى الخارج بمواقف مُشرفة، لكننى علمت أيضاً أنه فى أحد الزيارات لوفد برلمانى إلى ألمانيا، جهز السفير بدر عبدالعاطى لقاء للنائب كريم درويش مع مستشار الأمن القومى لأنجيلا ميركل المستشارة الألمانية، وحينما بدأ اللقاء، فوجئ «درويش» أن المسؤولة عن الملف المصرى فى مكتب مستشار الأمن القومى لأنجيلا ميركل، درست معه فى المدرسة الألمانية فى القاهرة، بل وفى نفس الفصل.
بمناسبة النائب كريم درويش، يرتبط النائب بحكايات اخرى فى الوفود البرلمانية، ففى آخر زيارة لوفد البرلمان المصرى إلى قبرص برئاسة الدكتور على عبدالعال، سأل رئيس مجلس النواب القبرصى السابق وعمدة فاماجوستا الحالى، على الدكتورة ليلى تكلا، فدعا الدكتور على عبدالعال رئيس البرلمان النائب كريم درويش، وهمس فى أذنه «بيسأل على والدتك، السيدة القديرة».
ولمن لا يعرف الدكتورة ليلى تكلا، فهى سياسية قبطية مصرية، وهى أول سيدة تنتخب لرئاسة لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب المصرى، وحاصلة على جائزة «النيل فى العلوم الاجتماعية»، وكانت عضواً باللجنة التنفيذية لاتحاد برلمانات العالم، وأول امرأة فى العالم تنتخب رئيسة لجلسة من جلسات هذا الاتحاد.
رئيس مجلس النواب السابق قال للنائب كريم درويش نجل الدكتورة ليلى تكلا: إنه كان رئيساً للجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان القبرصى قبل أن يشغل منصب رئيس مجلس النواب السابق، وكان يتعامل معها باستمرار، وكانت هى سبباً فى العلاقات القوية بين مصر وقبرص، بل إنه وفى لقاء آخر مع أحد رؤساء مجلس النواب القبرصى السابقين أيضاً، سأل هو الآخر على الدكتورة ليلى تكلا.
رد الدكتور على عبدالعال رئيس البرلمان عليها: «هى بخير، وابنها موجود معانا، النائب كريم درويش وهو رئيس مجموعة الصداقة البرلمانية المصرية القبرصية»، فقال المسؤول القبرصى إنه كان عضواً فى لجنة الديمقراطية وحقوق الإنسان بالاتحاد البرلمانى الدولى، حين كانت الدكتورة ليلى تكلا رئيسة اللجنة، وقال له إن الدعوة مفتوحة لها لزيارة قبرص فى أى وقت.
نماذج أبناء المشاهير فى البرلمان كثيرة جداً، وأتحدث عنها بالتفصيل فى الحلقة المقبلة، فعلى سبيل المثال، بداخل مجلس النواب حفيدة رئيس جمهورية أسبق ورئيس مجلس نواب أسبق، النائبة ياسمين أحمد أبوطالب عضو لجنة السياحة والطيران المدنى، نجلة اللواء أحمد أبوطالب رئيس لجنة السياحة والثقافة والإعلام فى مجلس الشعب الأسبق، وحفيدة صوفى أبوطالب.
صوفى أبوطالب أكاديمى وسياسى مصرى، كان رئيسًا لمجلس الشعب بالفترة من 4 نوفمبر عام 1978 حتى 1 فبراير عام 1983، وشغل منصب رئيس الجمهورية بصفة مؤقته عقب اغتيال الرئيس محمد أنور السادات لمدة ثمانية أيام، وذلك من 6 إلى 14 أكتوبر 1981 حتى تم انتخاب محمد حسنى مبارك، وفى اليوم الأول لعمل البرلمان، وجدت النائبة وقد أمعنت النظر أمام صورة عمها صوفى أبوطالب المعلقة بين صور رؤساء مجالس الشعب السابقين، وسألتها عن مدى ارتباطها به، فقالت لى: إن علاقة من نوع خاص ربطتهمها، حتى أنهما ينتميان لبرج الجدى، وتشابها فى بعض الصفات.
قبل أن تنتهى الحلقة الرابعة من «أسرار القبة»، مؤخراً فاز الدكتور عبدالهادى القصبى برئاسة ائتلاف دعم مصر بالتزكية، علمت أن الدكتور على عبدالعال رئيس مجلس النواب، تحدث إلى الدكتور عبدالهادى القصبى هاتفياً بعد فوزه مباشرة، هنأه بالفوز وأعلن دعمه الكامل للعمل سوياً فى دور الانعقاد الرابع، وأكد رئيس البرلمان ضرورة أن يكون هناك تعاون كامل مع كل الأطراف والفئات الممثلة فى البرلمان من ناحية، والحكومة من ناحية أخرى، للوصول إلى ما يليق بتطلعات المواطنين.