السبت، 23 نوفمبر 2024 12:03 ص

طهران تتراجع قبل تطبيق العقوبات النفطية ووزير خارجيتها لا يستبعد الحوار.. ويؤكد: لا شیء مستحیل.. وروحانى: ترامب يحقق مكاسب داخلية بممارسة ضغوط علينا

ما هى فرص التفاوض بين إيران والولايات المتحدة؟

ما هى فرص التفاوض بين إيران والولايات المتحدة؟
الخميس، 04 أكتوبر 2018 04:00 ص
كتبت : إسراء أحمد فؤاد

فى مناورة إيرانية جديدة أمام الولايات المتحدة الأمريكية وقبل أقل من شهر من تطبيق العقوبات التى تستهدف قطاع النفط الإيرانى، وتضع طهران التى تعتمد على مبيعات النفط بشكل أساسى فى أزمة حقيقية، تراجعت حدة التصريحات الإيرانية، وفيما يبدو أن طهران بدأت تتفادى التصعيد مع واشنطن، وفى أحدث تصريح لوزير الخارجية الإيرانى محمد جواد ظريف، لم يستبعد حدوث مفاوضات مع واشنطن، فى وقت تسعى فيه طهران لتهدئة الداخل الذى بات يعج بالأزمات الاقتصادية على خلفية انخفاض قيمة عملتها أما الدولار. الأمر الذى يفتح مجالا للتساؤل حول فرص عودة الطرفين لطاولة المفاوضات مجددا؟.

 

وخلال هذا الأسبوع خرجت من الوزير الإيرانى مهندس الاتفاق النووى والذى تلقى تعليمه فى الولايات المتحدة، تصريحات فيما يبدو ترسل رسائل إشارات إيجابية لواشنطن، وكشفت الصحفية الأمريكية، روبين رايت، فى مقالها الذى نشرته "ذا نيويوركر"، عن لقائها بوزير الخارجية الإيرانية، عقب اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وذكرت رايت أنها، بعد عودة روحانى إلى طهران، تحدثت مع ظريف، الذى تحدث حول مستقبل العلاقات بين إيران والولايات المتحدة قائلا "نحن نعيش فى عالم من الاحتمالات لأن لا شى مستحيل، ولكن لا يزال يتعين ايضا البقاء وترقب ما يحدث".

 

جواد ظريف
جواد ظريف

 

 

وفى مقابلة جديدة للوزير الإيرانى، مع هیئة الإذاعة البریطانیة "بي بي سي"، اليوم، الأربعاء، أعاد قوله بأنه لا مسحيل فى علاقات بلاده مع الولايات المتحدة، وقال ردا على سؤال حول ما إذا كان من المستحیل على إیران قبول عرض دونالد ترامب لمقابلته: "لا شیء مستحیل". واعتبر أن دعم الاتحاد الأوروبي للاتفاق النووي المبرم مع طهران عام 2015  أفضل من المتوقع في مواجهة الضغوط الأمریكیة، لافتا إلى أن مهمة الحفاظ على الاتفاق النووي ستكون صعبة بعد انسحاب أمریكا لأن دولارها یلعب دورًا محوریًّا في النظام المالي الدولي، معتبرا أن مهمة تطبيق آلية الالتفاف على العقوبات التى وضعها الاتحاد الأوروبى ستكون الأصعب.

 

من جانبه أشاد الرئيس الإيراني حسن روحاني بأوروبا لاتخاذها "خطوة كبيرة" للحفاظ على النشاط التجاري مع إيران، ونقلت وكالة تسنيم عن روحاني قوله "للإبقاء على علاقات مالية ونقدية مع إيران شكلت أوروبا كيانا خاصا... اتخذت أوروبا خطوة كبيرة".وقال إن إدارة ترامب "غاضبة بشدة" بسبب القرار الأوروبي، معتبرا أن الرئيس الأمريكى يزيد الضغوط على طهران من أجل تحقيق "مكاسب سياسية داخلية".

 

 

وفيما يبدو أن محاولة خفض التصعيد لم تفلح مع طهران التى وجهت بالأمس السلطات الفرنسية اتهامات لجهاز استخباراتها بتنفيذ مخطط تفجير مؤتمر للمعارضة الإيرانية فى يونيو الماضى بباريس، وعليه اتخذت إجراءات بتجميد أصول لعناصر استخباراتية، الأمر الذى أشادت به واشنطن، واصفة إياه برد الفعل القوي من جانب باريس، وقال مجلس الأمن القومي الأمريكي في تغريدة على تويتر إن فرنسا تتّخذ قرارات قوية ردّاً على الهجوم الإرهابي الإيراني الفاشل في باريس،.. يجب على طهران أن تعرف أنّ هذا السلوك الفاضح لن يتم التساهل معه.من جهتها قالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية هيذر نويرت للصحفيين إن المخطط الذي كشفت باريس تفاصيله يثبت أن إيران هي الراعي الأول للإرهاب في العالم.

 

 

 

 
 

: با اجماع تمام قاضی‌ها، باید به قرارداد مودت ۱۹۵۳ متعهد باشد و هر محدودیتی که بر مبنای تصمیم ماه می ۲۰۱۸ ( مواردی که مربوط به صنایع هوایی، دارو و کشاورزی) گرفته شده را برطرف کند.

وفى غضون هذه المواجهة الإيرانية الأمريكية، جاء قرار محكمة العدل الدولية لصالح طهران فيما يتعلق بشكواها من العقوبات الأمريكية لتتنفس الصعداء، بعد أن قضت محكمة العدل الدولية بإلغاء واشنطن عقوباتها على السلع الإنسانية الموجهة لإيران، وضمان سلامة الطيران المدني وحركة الملاحة الجوية. واعتبرت المحكمة أن العقوبات على سلع "مطلوبة لاحتياجات إنسانية قد تترك أثرا مدمرا خطيرا على صحة وأرواح أفراد على أراضي إيران".ورأت المحكمة أيضا أن العقوبات على قطع غيار الطائرات يمكن أن "تعرّض سلامة الطيران المدني للخطر في إيران وكذلك أرواح مستخدميها".وحكم القضاة بالإجماع أن العقوبات على بعض السلع تشكل انتهاكا "لمعاهدة الصداقة" المبرمة بين إيران والولايات المتحدة عام 1955. ورغم ذلك نددت واشنطن بقرار المحكمة معتبرة أن لا قيمة لذلك وأن المحكمة لا تملك سلطة قضائية.

 

فى المجمل لا يبدو الأفق واضح فيما يتعلق بخفض التوتر بين الولايات المتحدة وإيران والعودة إلى طاولة المفاوضات على المدى البعيد، ومن الصعب تقدير مآل الأمور، فطهران تناور وتتجنب التصعيد فى مرحلة ما لإجتياز أزماتها الداخلية والخارجية وتأمل فى الاحتفاظ بالاتفاق النووى وإجهاض أثر العقوبات السلبى عليها، أما الولايات المتحدة عازمة على تشديد الضغوط لتقويض المارد الإيرانى لإجباره على تغيير سلوكه وعرقلة تطوير برنامج طهران الباليستي للصواريخ والذى ترى أنه يهدد حلفاءها وعلى رأسهم إسرائيل.

 

 


print