على الرغم من أن السن القانونى لزواج الفتيات فى مصر هو 18 سنة، إلا أن مشكلة الزواج المبكر لا تزال منتشرة، حيث يحدث الزواج بدون تسجيل العقود، وقد أعلنت وزارة الصحة والسكان مؤخراً أن 11% من الفتيات المراهقات من سن 15 إلى 19 عامًا متزوجات حالياً أو سبق لهن الزواج، وواحدة من كل 20 فتاة فى الفئة العمرية من 15 إلى 17 عامًا متزوجة.
ووفقاً لاحصائيات الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء فإن عدد الإناث المتزوجات فى فئة العمر "10 – 17 عاما" بلغ نحو 111 ألف حالة بإجمالى الجمهورية خلال 2017، منهن 18.5 ألف حالة فى الحضر بمعدل 6.6 فى الألف من إجمالى عدد الإناث فى تلك الفئة العمرية بالحضر، ونحو 93 ألف حالة بالريف بمعدل 22.1 فى الألف من العدد الإجمالى للإناث فى تلك الفئة العمرية بالريف.
أما عن حجم مشكلة عالمياً ذكرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف"، فى تقرير حديث لها صدر فى مارس الماضى، أن ما يقدر بـ 12 مليون فتاة تحت سن 18 عاما تتزوجن سنويا في العالم.
وهناك تأثيرات صحية ضارة للزواج المبكر، بحسب ما ذكرت منظمة اليونيسيف على موقعها الرسمى وهذه التأثيرات:
-تزداد نسبة الوفيات أثناء الحمل والولادة للفتيات اللاتى يتزوجن فى سن مبكر واللاتى تتراوح أعمارهن بين 15 و 19 عاماً في جميع أنحاء العالم، وتتسبب في 70 ألف حالة وفاة سنوياً، بحسب إحصائية اليونيسيف فى عام 2009.
-إذا كانت الأم أقل من 18 عاماً، فإن خطر وفاة مولودها في السنة الأولى من العمر يبلغ 60% أكثر من المولود الأول لأم يزيد عمرها عن 19 عاماً، وإذا عاش الطفل يكون أكثر عرضة للإصابة بنقص الوزن عند الولادة وسوء التغذية وتأخر النمو البدني والإدراكي.
- الفتيات اللاتى يتزوجن فى سن مبكر يتعرضن للعنف والاعتداء البدنى والاستغلال أكثر من غيرهن.
وبحسب دراسة للمجلس القومى للسكان فى مايو 2017 بعنوان "نظرة متعمقة على خصائص الزوجات القاصرات في مصر"، فإن:
- الفتيات اللاتى تزوجن فى سن مبكر أقل سعادة فى حياتهن الزوجية وعلاقتهم الجنسية مع أزواجهن، لعدم إدراكهن كيفية مناقشة الأمور الأسرية.
- أقل استخداماً لوسائل منع الحمل وتنظيم الأسرة.
- ينجبن عدد أكبر من الأطفال، ويتعرضن للإجهاض المتكرر، وولادة أطفال أموات أو غير أصحاء.
- يتعرضن للعنف الأسرى أكثر من غيرهن ولديهن قلة وعى عن حقوقهن الإنسانية.
وفى هذا الإطار يدرس البرلمان حالياً مشروع قانون لتجريم زواج الأطفال قبل سن 18 عاماً.
من أهم التحديات التى تواجه الفتيات فى مصر والعالم، وقد أعلنت وزارة الصحة، ممثلة في المجلس القومي للسكان، فى شهر فبراير الماضى عن تراجع نسبة ختان الإناث وانخفاض نسبته من 74% في الفئة العمرية من 15 - 17 سنة، عام 2008 إلى 61% عام 2014.
ووفقاً لما ذكرته منظمة اليونيسف، على موقعها الرسمى، هناك أكثر من 70 مليون فتاة وامرأة تتراوح أعمارهن بين 15 و49 عاماً تعرضن للختان في 28 بلداً أفريقياً، وهناك 3 مليون فتاة يواجهن خطر الختان كل عام في القارة الأفريقية وحدها .
وجاء فى تقرير اليونيسيف حول وضع الأطفال فى العالم عام 2011، أن هناك حالات ختان للإناث أيضاً في أوروبا واستراليا وكندا والولايات المتحدة الأمريكية بين السكان المهاجرين من أفريقيا.
ذكرت دراسة لمنظمة الصحة العالمية عام 2006 أن ختان الإناث يؤدى إلى النزيف لفترة طويلة والعدوى والعقم وكذلك الموت، كما أنه ضار أيضاً بالمواليد، حيث يؤدى إلى احتمال حدوث 1-2 حالة وفاة لكل 100 مولود.
ووفقاً لبيانات البرنامج القومى لمناهضة ختان الإناث، الذى أصدرته وزارة الصحة فى مصر، فهناك مخاطر جنسية للختان على الفتاة تؤثر على زواجها فيما بعد وأهمها:
-ضعف التجاوب الجنسى، عدم الإشباع الجنسى الكامل فى العلاقة الزوجية، الخوف من الجنس، ضعف الرغبة الجنسية، احباط جنسى للزوجة.
وعن الآثار النفسية للختان على الفتاة، منها: الخوف من الزواج والجنس، وكراهيتها للأمر، وكذلك تصاب بالفتور والبرود الجنسى فى علاقتها الزوجية، وقد تصاب بصدمة نفسية وعصبية أثناء عملية الختان.
العنف الجنسى ضد الفتيات
ذكرت منظمة الصحة العالمية، فى تقريرها الصادر عام 2002، أن 150 مليون فتاة تحت سن 18 سنة قد أجبروا على ممارسة الجنس القسري أو غيره من أشكال العنف الجنسي التي تنطوي على اتصال جسدي .
وأشار موقع اليونيسيف إلى أن هناك ملايين من الفتيات والأطفال يتم استغلالهن في الدعارة أو المواد الإباحية كل عام.
ولا توجد أرقام حقيقية عن معدلات العنف الجنسى ضد الفتيات، لأن معظم الأطفال والأسر لا يبلغون عن هذه الحالات بسبب وصمة العار والخوف وعدم وجود الوعى الكافى للإبلاغ عن مثل هذه الحالات.
و كشفت دراسات أعدها المركز القومى للبحوث الجنائية والمراكز الحقوقية، أن عام 2016 شهد أكبر عدد من حوادث الاعتداء الجنسى على الأطفال، حيث بلغت الاعتداءات الجنسية على الأطفال خارج أو داخل المدرسة والأسرة 145 حالة، والتحرش الجنسى 49 حالة والاعتداءات البدنية تعدت 21 حالة، وبلغت حالات العنف التي أدت إلى موت وقتل الأطفال 146 حالة.
وبالنسبة لحوادث الاغتصاب كشفت إحصائيات حديثة ارتفاع حالات الاغتصاب خلال الـ 5 سنوات الأخيرة، وأن 85% من حالات اغتصاب الأطفال يكون المغتصب معروفًا للطفلة، وفى 45% من الحالات ينهى المغتصب العملية الجنسية في الدقائق العشر الأولى ويتبعها بالإيذاء النفسى والبدنى للضحية، وقد يتطور الأمر إلى قتل الضحية، كما أن 11% من الأطفال يتعرضون للاعتداء الجنسى.
وذكرت اليونيسيف أن العنف الجنسي يمكن أن تكون له تأثيرات خطيرة قصيرة وطويلة الأجل وتأثيرات بدنية ونفسية واجتماعية، ليس فقط بالنسبة للبنات أو الأولاد، ولكن أيضاً لأسرهم وتشمل هذه المخاطر مايلى:
-مخاطر الإصابة بالأمراض.
- خطر الحمل غير المرغوب فيه.
-الضغوط النفسية ووصمة العار والتمييز.
-صعوبات في الدراسة.