"قم للمعلم وفِّه التبجيلا.. كاد المعلم أن يكون رسولا".. مقولة سطرها أمير الشعراء أحمد شوقى، فى مدح المعلمين، الذى يعتبر منارة العلم ومنهاجه المضئ، والعامل الأول والأساسى فى تقدم العملية التعليمية أو تأخرها، وعليه تنهض الأمم فلا نهضة لأمة إلا بتحسين درجة العلم وتقديم خدمة طبية جيدة للمواطن، وهو ما تسعى إليه الدولة فى الوقت الحاضر.
إلا أن ما فعله مدير مجمع السعيد الابتدائية بالخصوص، أكد الملكة الكبيرة التى يمتلكها المعلمون، والتى أكدت أيضا أن الإنسانية فى التعليم قبل وفوق كل شئ، ليحظى بمكانة كبيرة بين طلابه كبير مرؤوسيه فى العملية التعليمية، وتأكيد على مدى العطاء الذى من الممكن أن يقدمه دون أية تكليفات.
ووضحت القصة عندما وردت شكوى من أحد أولياء أمور الطلاب بالمدرسة، والتى أوضحت أن الطفل إياد صابر فى الصف الرابع بالمرحلة الابتدائية، ويعانى من إعاقة حركية، وهى بدورها تسبب له المزيد من المتاعب فى التنقل صعودا ونزول من الطابق العلوى الذى يكمن فيه الفصل الدراسى للطالب، مطالبة بوضع حل بسيط لتخفيف معاناة الطالب.
وفور تلقيه الشكوى أخلى مدير مجمع السعيد الابتدائية بالخصوص مكتبه، فور وروده شكوى من أحد أولياء الأمور بشأن المشقة التى يلقاها نجله فى التنقل أثناء اليوم الدراسى فى الصعود لفصله بالطابق الأعلى بسبب إعاقته، وحول مكتبه بالدور الأرضى لفصل دراسى لكل طلاب الفصل الذى يتواجد به الطالب المعاق.
وأكد عزت الحسينى، مدير مدرسة مجمع السعيد بالخصوص لـ"برلمانى"، أنه لم يفكر فى الأمر فور وروده الشكوى له، موضحا " مستعد أقعد بمكتبى فى حوش المدرسة بس اقدم خدمة جيدة للطلاب، وكل اللى بطلبه حب الطلاب وراحتهم، ولو الموضوع اتعرض عليا 100 ألف مرة هوافق لأنه التعليم وظيفة سامية، ولو لم يتم تقدير النشء سيعود سلبا على الطلاب مستقبلا".
وأوضح "الحسينى"، أن الطالب إياد محول من إحدى المدارس بشبرا الخيمة، ولديه إعاقة فى قدميه، وأن مهنته كمعلم تعتمد على الإنسانية فى المقام الأول، قائلا: "بعتبر كل الطلاب أبنائى وأعاملهم بهذا المنطلق، ولا أحب الجلوس فى المكاتب، والأطفال كلهم أمانة عندى، والمدير لازم يكون إنسان قبل ما يكون مقدم خدمة، لأنه المدرس مفيش عليه رقيب إلا ربنا".
وأضاف "الحسينى"، أنه انتقل بمكتبه بنفس الفصل الذى كان يتواجد به الطالب وزملائه، موضحا أن مقر مكتبه القديم سيظل فصلا خاصا بالطالب وزملاءه طوال صفوف المرحلة الابتدائية حتى الانتهاء منها، لافتا إلى أنه فور قيامه بهذا الأمر والدة الطفل بكت من موقفه، وهو قبل رأسها بشكل عفوى.
وتابع مدير مدرسة مجمع السعيد بالخصوص، أنه وفر للطالب حماما مخصصا لحالته وسبورة، موضحا أن الهدف من نقل الفصل بالكامل إلى مقر مكتبه يأتى ضمن خطة الوزارة المتبعة لدمج ذوى الاحتياجات الخاصة مع أقرانهم من الطلاب الأسوياء، مشيرا إلى أن المدرسة تعمل فترتين فى اليوم وتضم 6540 طالب وطالبة.
وقال هشام شحاتة، وكيل إدارة الخصوص التعليمية، إن مدير مجمع السعيد الابتدائية فور وروده شكوى من أحد أولياء الأمور بشأن المشقة التى يلقاها نجله فى التنقل أثناء اليوم الدراسى فى الصعود لفصله بالطابق الأعلى، على الفور قام بإخلاء مكتبه بالدور الأرضى، وتحويله لفصل دراسى لكل طلاب الفصل الذى يتواجد به الطالب المعاق.
فيما وجهت، والدة الطفل إياد صابر، الشكر لمدير المدرسة على هذا الموقف وسرعة رد الفعل فى حل مشكلة نجلها، وتخفيف معاناة التنقل التى كان يلقاها خلال الفترة الماضية، قائلا: "من فرحتى قعدت أعيط، وربنا يبارك فيه على قد ما فرح إياد وفرحنا".
فيما أكد سيد النجار مدير الإدارة التعليمية بالخصوص، أن إياد وكل زملاءه هم أبناء لنا وفى خدمتهم وخدمة العملية التعليمية كلها، والعمل على نهضتها ورقيها خلال الفترة المقبلة، والعمل على تقديم جودة بالتعليم.