الجمعة، 22 نوفمبر 2024 10:02 م

سائق توك توك وزميله ارتكبوا الجريمة.. المتهمان: الاستروكس زين لنا الضحية عروسة.. ووالدة المجنى عليها: توصلنا لهوية المتهمين من خلال التروكولر.. بنتى كانت جثة والمتهم يهاتفنى حتى مطلع الفجر

بدون رحمة.. اغتصبوا "رحمة" وقتلوها بشبرا الخيمة

بدون رحمة.. اغتصبوا "رحمة" وقتلوها بشبرا الخيمة
السبت، 27 أكتوبر 2018 01:00 م
كتب - محمود عبد الراضى
فى شارع فرعى داخل عزبة أبوالعلا كساب، بمنطقة شبرا الخيمة محافظة القليوبية، حيث ضجيج «التوك توك» لا يتوقف، والحياة لا تبدو هادئة بالشوارع، تقطن أسرة متوسطة الحال بعقار متهالك.
 
 
هنا.. داخل شقة صغيرة بالطابق الأرضى كانت تعيش «رحمة» وأشقاؤها الأربعة برفقة والدهم، قبل أن يغتال ذئاب بشرية براءتها، ويتم اختطافها واغتصابها ثم قتلها بواسطة سائق «توك توك» وزميله، لتملأ الأحزان جنبات المنزل الصغير، ويبقى اللون الأسود شاهدًا على ما يعتصر هذه الأسرة من حزن على فراق الطفلة التى لم يتجاوز عمرها الـ12 عامًا.
 
 
والدة «رحمة» التى تعيش حياة صادمة مليئة بالحزن، سردت لـ«برلمانى»، كواليس الجريمة البشعة التى هزت محافظة القليوبية وتعاطف معها رواد السوشيال ميديا، وكيف فقدت طفلتها البريئة. قالت الأم، نحن أسرة متوسطة الحال، ونظرًا لظروف الحياة الصعبة، أعمل مع سيدة تدعى «مدام رباب» فى بيع الخضراوات، للحصول على عائد يساعد زوجى فى التغلب على مصاريف المنزل، ونظرًا لمعاناتى من عدة أمراض، أعتمد بشكل كبير على طفلتى «رحمة» فى نقل الخضراوات من المنزل لـ«مدام رباب»، حيث كانت الطفلة المطيعة تساعدنى فى ذلك. وعن يوم الحادث، تقول «الأم»، أرسلت «رحمة» بالخضراوات لـ«مدام رباب»، ومر الوقت، واتصلت «رباب» مؤكدة عدم وصول «رحمة»، فخرجت للبحث عنها فى كل مكان دون جدوى، وشاركنى زوجى وأولادى و«مدام رباب» فى رحلة البحث من الصباح الباكر حتى غابت الشمس وذهبت لمخدعها دون فائدة.
 
والد-القتيلة
والد القتيلة
 
تلتقط الأم أنفاسها برهة من الوقت، وتقول: كانت الآمال معقودة على عودة «رحمة»، لكن الوقت يمر دون نتيجة، فلجأت لمركز الشرطة لتحرير محضر بالواقعة، مع استمرارنا فى البحث عنها، حتى تحركت عقارب الساعة نحو الحادية عشرة مساءً، وعندها رن هاتف «مدام رباب» رنة واحدة من رقم مجهول، فعاودنا الاتصال به لكنه كان مغلقًا، فبحثنا عنه فى «تروكولر»، ليظهر لنا اسم المتصل «وليد توك توك»، حيث كان هذا الاسم لنا بمثابة خيط الأمل للوصول لمكان «رحمة».
 
«أسرة مشغولة على طفلتهم تجوب الشوارع، وجناة يغتصبون ويقتلون»، هكذا كان المشهد فى هذا التوقيت، فتقول الأم، كررنا الاتصال بالرقم فرد علينا شخص، وتمالكنا أنفسنا وتحدثنا معه بهدوء، وتقمصنا شخصية سيدات يرغبن فى «توك توك» لتوصلينا لإحدى المناطق وأغريناه بالمال لكنه رفض، فلم نيأس وكررنا الطلب فأصر على الرفض بزعم وجود عطل بـ«التوك توك»، فسألناه عن «رحمة» فارتبك، وصاح: «أنا ماليش دعوة دا ميلاد هو اللى خطفها»، واستمرت الاتصالات بـ«وليد» حتى مطلع الفجر على أمل أن «رحمة» على قيد الحياة، ربما يعيدها إلينا مرة أخرى، لكن الشاب كان «عنيدا»، فذهبنا لمركز الشرطة وسردنا لهم ما حدث، ونجحوا فى تتبع المتهمين وضبطهم، وتبين أنهم قتلوا «رحمة»، بدون «أى رحمة».
 
المتهمان-copy
المتهمان
 
والتقط الأب أطراف الحديث من زوجته، قائلًا: المتهمان أكدا فى اعترفاتهما أنهما اختطفا الطفلة وهربا بها لمكان نائى وقتلاها، وأنهما كان يتعاطيان الاستروكس المخدر، حيث زين لهما الطفلة كأنها «عروسة» فاغتصباها. وأضاف الأب، لا أطلب أكثر من العدل، الذى يؤكد أنه من قتل يقتل، فما بالكم بمتهمين اختطفوا الطفلة وروعوها بالسلاح واغتصبوها وقتلوها وتخلصوا من الجثة، فلن يكفينا سوى الإعدام حتى تستريح نيران القلب. من ناحيته، قال «أحمد» شقيق القتيلة، «رحمة» كانت مثل الملاك فى المنزل، تساعد والدتنا، وجهها بشوش، طالما ملأت المنزل سعادة وحب، حتى الجيران كانوا يحبون «رحمة»، حزنوا على وفاتها وتعاطفوا معنا، لكننا نثق فى القانون أن يعيد حق «رحمة» ويقتص من القتلة.
 
وتلقى اللواء رضا طبلية مدير أمن القليوبية، إخطارًا من العميد إسماعيل عبدالله، مأمور قسم شرطة ثان شبرا الخيمة، باستقباله بلاغًا من «محمود.أ» 45 سنة، سايس جراج، ومُقيم بعزبة أبوالعلا كساب، وزوجته «سيدة.ع» 39 سنة، ربة منزل باختفاء ابنته «رحمة» 12 سنة، طالبة، وعلى الفور تم تشكيل فريق بحث جنائى، برئاسة اللواء علاء فاروق مدير المباحث، وأسفرت تحريات المباحث عن أن الطفلة المتغيبة استقلت «توك توك» برفقة مجهولين فى وقت معاصر لاختفائها، وبتكثيف الجهود تم تحديدهما وهما «ميلاد.ع» 29 سنة، و«وليد.م» 26 سنة، سائقا «توك توك» وتم إعداد عدة أكمنة، وضبطهما، وبمواجهتهما اعترفا باستدراج المتغيبة والتوجه بها إلى منطقة طرح النهر المجاورة لترعة الإسماعيلية وتناوبا التعدى عليها جنسيا.
 
مسرح-الجريمة-copy
مسرح-الجريمة
 
 
 

 


الأكثر قراءة



print