لم يعد يقتصر دور هذه المعديات على نقل المواطنين فقط بل امتد دورها لتقل الأطفال وطلاب الجامعات، واستمرار مسلسل الإهمال يهدد من مصير هؤلاء الطلاب، وتكرار حادث "الوراق" من جديد، فهذه المعديات بحاجة إلى تحرك سريع عبى أرض الواقع، إلى جانب طرح حلول خارج الصندوق لنجدة مصير هؤلاء المواطنون.
"انخفاض التسعيرة جعل تكدس المواطنين بها أمر محتوم".. حيث إنه يصل عدد المواطنين فى الرحلة الواحدة للمعدية يتراوح من 20 إلى 30 راكبا إلى جانب بعض "الموتوسيكلات"، وهذا ما يتسبب بدوره لحالة تكدس شديد بسبب انخفاض الأجرة وعدم وجود وسيلة أخرى للنقل، إلى جانب عدم توفير مواقف للمناطق التى تطل على النيل جعل الأهالى يعانون من الوصول إلى أعمالهم ومدارسهم.
فى البداية قال عبد الفتاح دياب، أحد مواطنى قرية كفر ميت العبسى بالمنوفية، أن يضطر يوميا إلى اتخاذ تلك المعديات وسيلة نقل أساسية له للذهاب والعودة لعمله هو ومئات من ابناء القرية والقرى المجاورة لهم إلى جانب الطلاب بالمراحل التعليمية المختلفة، وهو ما يسبب خطرا كبير على المواطنين بسبب الأحمال، إلى جانب سوء الحالى الفنية لتلك المعديات.
ووجه "دياب" فى حديثه لـ "برلمانى"، استغاثه للدكتور علاء عبد الحليم محافظ القليوبية ومحافظ المنوفية ووزير الرى الدكتور محمد عبد العاطى، لتفادى الموت بسبب تنقلاتهم يوميا بين معدية الموت، وسرعة انشاء كوبرى علوى مشاة للربط بين المحافظتين لنجدة هؤلاء الأهالى من خطر الموت المحقق يوميا.
ورصدت عدسة "برلمانى"، سوء أحوال المعديات بالقليوبية والتى تنقل مئات المواطنين يوميا، منها منطقة "الحرس الوطنى" ببنها حيث توجد معديات للنقل المواطنين على النيل بين منطقتى الحرس الوطنى وعزبة الزراعة مما يعرض حياة المواطنين للخطر المحقق، وفى مدينة كفر شكر توجد معدية لنقل المواطنين من مدينة كفر شكر إلى ميت العبسى منوفية، كما لم تبعد مدينة القناطر الخيرية كثيرا عن هذه المخاطر حيث تتميز بأعلى نسبة معدل رحلات يوميا، كما يعانى أهالى القرى والعزب الواقعة على طريق خط 12 الذى يصل مدينة بنها بالقناطر الخيرية، من رحلة عذاب يوميا.
ومن ناحيته قال "على ر" أحد قاطنى بمدينة بنها، أن المواطنين يتعرضون للموت كل لحظة بسبب المعديات النيلية، حيث تنقل طلاب المدارس وشباب الجامعات وجميع المواطنين بسبب غياب وسائل المواصلات وبعد المسافات والذى جعلها المنفذ الوحيد لقضاء مصالح المواطنين.
وأوضح "على"، أن المعديات بمنطقة الحرس الوطنى تعتمد فى رحلتها بين الضفتين على شد الحبال المربوطة، والتى تتعرض لكارثة احيانا بانقطاع الحبل أو اختلال توازن المركب، ليكون الضحية المواطنين البسطاء والأطفال بالغرق فى المياه، مشيرا إلى أن المواطنين يلجئون إلى العبور عن طريق العبارات بسبب انخفاض سعر تعريفة الركوب والتى لا تتعدى جنيهين، بدلاء من سائقى السيارات والذين قاموا برفع تعريفة الأجرة إلى 100% فى ظل غياب الرقابة.
وبدوره أكد الدكتور علاء عبد الحليم مرزوق، محافظ القليوبية، أنه تم تشكيل لجنة برئاسة السكرتير العام للمحافظة الدكتور عواد أحمد، تضم مجموعة من المتخصصين بكلية الهندسة جامعة بنها، والشؤون الهندسية بديوان عام المحافظة، لمراجعة كافة وسائل الأمان والسلامة والتراخيص بجميع المعديات على مستوى المحافظة، ورفع تقرير خاص بكل معدية على حدة، إلى جانب عمل حصر كامل لكل المعديات التى تعمل بالمحافظة، سواء كانت مرخصة أو غير مرخصة، والعمل على تقنين أوضاعها وتوفير وسائل الأمن والسلامة بها.
وأكد المحافظ فى تصريحات لـ "برلمانى"، انه وجه رؤساء المدن بمساعدة اللجنة وتوجيهها إلى المناطق التى تتواجد بها تلك المعديات، إلى جانب المتابعة الدورية منهم ورفع تقرير نصف شهرى عن تلك المعديات، مشيرا إلى أنه فى حالة توافر الاعتمادات اللازمة سيتم مخاطبة الجهات المختصة لسرعة عمل كبارى علوية أو مشاه لخدمة تلك المناطق وتخفيف الأعباء عن كاهل المواطنين ورفع المخاطر عنهم.