أعلنت وزارة الموارد المائية والرى، حالة الطوارىء بين قطاعات وأجهزة الوزارة المعنية بالتعامل مع موسم السيول، حيث تم تشكيل غرفة عمليات مركزية ترتبط بغرف فرعية فى المحافظات المؤهلة لسقوط الأمطار والسيول بها، بالتنسيق مع كافة الجهات المعنية، واتخاذ العديد من الإجراءات لمنع حدوث كوارث فى المناطق الساخنة.
رئيس قطاع التوسع الأفقى: لابد أن نفرق بين الأمطار الغزيرة والسيول
قالت المهندسة نادية عبد الحميد رئيس قطاع التوسع الأفقي بمصلحة الرى، لابد أن نفرق بين موجة أمطار غزيرة تسقط على منطقة وبين السيول، موضحة أن المناطق المستوية مثل الدلتا هى التى تسقط عليها أمطار غزيرة، لذلك يكون التعامل مع هذه المياه من خلال شبكة تصريف أمطار جيدة معدات جاهزة، وتخفيض مناسيب مياه فى المصارف بالتنسيق مع مركز التنبؤ فى الوزارة والمحافظات وغرف عمليات على مدار الساعة طوال موسم الشتاء، وعمل مناورات للوقوف على مدى الاستعداد لمواجهة تلك الأمطار.
وأضافت عبد الحميد أن السيول تسقط فوق قمم جبال وتتجمع بإندفاع شديد جداً فى ممرات خاصة بها تسمى الأودية ويتم توجيها إلى النيل، أو الإستفادة بها من خلال تجميعها فى بحيرات أو سدود حصاد الأمطار، موضحة أن تقوم بعمل حسابتها حاليا بالتنبؤ، وهناك أشياء تسمى بالكوارث الطبيعة وهذه الأشياء لا يمكن لأحد أن يأخذ حسابته لها بنسبة 100% والا سوف نحتاج إلى موزانات العالم لتفادى الكوارث الطبيعية، نحن نتحدث عن الاشياء الخطيرة المتوقعة التى نستعد لها بالدراسات.
التغيرات المناخية لها تأثير كبير على سقوط الأمطار
وأشارت عبد الحميد إلى أن التغيرات المناخية لها تأثير كبير على سقوط الأمطار، ولدينا معهد الموارد المائية مختص فقط بدراسة السيول وتوقعاتها والزمن التكرارى لها ويحدد مناطق الأولوية الأولى والثانية والثالثة للحماية من أخطار السيول، ووضع سيناريوهات لها، موضحة أنه يوجد أطلس للسيول لكافة المحافظات.
وأوضحت عبد الحميد أن الاستعدادات للأمطار تتضمن نشرة بحالة الطقس يصدرها مركز التنبؤ فى الوزارة، بالإضافة إلى غرف عمليات على مدار الساعة تضم المحافظة المتوقع سقوط أمطار عليها ووزارتى الداخلية و التنمية المحلية وأجهزة وزارة الرى، قائلة: الجميع يتعاون على مدار الساعة لتجهيز المعدات وتحريكها للمواقع تحت اشراف قيادات الوزارة.
ثقافة السيول لم تكن موجودة لدينا فى مصر خلال السنوات الماضية
وقالت عبد الحميد أن ثقافة السيول لم تكن موجودة لدينا فى مصر خلال السنوات الماضية، كان يتم تنفيذ منشأت دون الرجوع لوزارة الرى دون معرفة ما اذا هذه المناطق معرضة لمخاطر السيول من عدمه، لكن حالياً الثقافة أصبحت أكثر انتشاراً، موضحة أنه منذ عام 2010 وحتى 2014 تم اجراء الدراسات اللازمة و وضع خطة وضخ مليارات الجنيهات وأصبحت السيول أولوية أولى للدولة.
أمطار غزيرة
وأشارت عبد الحميد، إلى أن الأعمال التى يتم تنفيذها حالياً لحماية المنشأت الموجودة والمدن من خلال انشاء سدود اعاقة وحوائط توجيه وبحيرات صناعية أو توجيه المياه الى نهر النيل، أو شحن الخزان الجوفى، لافتة إلى أنه تم الانتهاء من المرحلة الأولى للحماية من أخطار السيول، وحاليا يتم العمل فى المرحلة الثانية .
معهد بحوث الموارد المائية لديه خبرات عالية ويتعاون مع مراكز بحثية عالمية
وأكدت عبد الحميد أن معهد بحوث الموارد المائية لديه خبرات عالية ويتعاون مع مراكز بحثية عالمية ودول متقدمة فى أعمال الحماية من السيول، ويتم ارسال الباحثين للخارج للحصول على دورات تدريبية لمعرفة الجديد، كما يتم تنظيم دورات تدريبية للمهندسين فى مركز التدريب التابع للوزارة عن منشأت الحماية من السيول ونوعيتها وما يناسب كل منطقة هل بحيرات صناعية أم سدود أم تحتاج إلى تعميق مجرى السيل لعدم توجه السيل الى مناطق اخرى نهتم بالجانب التدريبى فى جميع المجالات.
الاستعداد لموسم السيول بداية من شهر ديسمبر حتى شهر مايو
أوضح المهندس أشرف فريج المشرف على عمليات مشروع الحماية من السيول فى البحر الأحمر بوزارة الرى، أنه يتم الاستعداد لموسم السيول بداية من شهر ديسمبر حتى شهر مايو بتطهير كافة مخرات السيول والمرور على منشأت الحماية من السيول والتأكد من صلاحيتها وجاهزيتها لاستقبال الأمطار والتوجيه بسرعة الإنتهاء من المشروعات الجارى تنفيذها لضمان جاهزيتها للحماية من أخطار السيول و الحفاظ على المنشأت الحالية، ووضع سيناريوهات مختلفة فى حالة حدوث سيل وتشكيل غرف عمليات بكافة المحافظات تضم كافة جهات الدولة ومعرفة دور كل جهة فى حالة حدوث سيل.
الدولة ضخت استثمارات فى جنوب سيناء والبحر الأحمر بقيمة تتخطى 700 مليون جنيه
وأشار فريج إلى أن الدولة ضخت استثمارات فى جنوب سيناء والبحر الأحمر بقيمة تتخطى 700 مليون جنيه عبارة عن بحيرات صناعية وحواجز توجيه وسدود اعاقة ، مشيراً إلى أن هذه المنشأت تتم من خلال دراسات ينفذها معهد بحوث الموارد المائية وتصميمها طبقاً لتاريخ سقوط المطر على هذه الأودية، حيث يتم تقسيم هذه الأودية إلى أولويات والبدء بالأودية النشطة التى يزداد تكرارها من خلال حدوث السيل، ثم الاستفادة من هذه المياه التى تم حصادها فى أعمال التنمية المختلفة سواء عن طريق تجمعات بدوية قائمة على حصاد هذه المياه، أو شحنها فى الخزان الجوفى الذى يعتبر مصدر مياه أساسى فى التجمعات الصحراوية.
وأضاف فريج أنه يتم قبل بداية موسم السيول تنفيذ مجموعة من المناورات تتضمن سيناريوهات مختلفة لحدوث السيل وكيفية التعامل مع السيل ثم البدء فى برامج الانذار المبكر الذى تم استحداثه بعد أزمات السيول الأخيرة والتنبؤ بالمطر وكثافته قبلها بعدة أيام وبناء عليه يتم تشكيل غرف عمليات على مدار الساعة مركزية وفرعية والتعاون مع كافة الجهات والمتابعة أولا بأول قبل حدوث السيل، أما بعد حدوث السيل كل جهة تقوم بدورها الرى تتفقد منشأت الحماية من السيل هل قامت بدوها أم لا، هلى هناك أضرار لها أما لا وهل نحتاج منشأت أخرى تدعيمية أم لا.