من السرية والكتمان التام إلى العلن المفضوح تسير العلاقات المشبوهة بين إسرائيل وقطر، فبعد اللقاءات السرية المتبادلة التى جمعت مسئولين إسرائيليين كبار فى الجيش والخارجية الإسرائيلية بمستشارين لأمير الإرهاب تميم بن حمد بن خليفة آل ثانى فى الدوحة وتل أبيب، لحياكة المؤامرات فى المنطقة لإثارة الفوضى وعدم الاستقرار، قرر محورا الشر اللقاء فى العلن.
ورجحت مصادر سياسة إسرائيلية رفيعة المستوى لهيئة" الإذاعة والبث" أن تكون الدولة الخليجية التى سيزورها رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو قريبا هى إمارة قطر، وتأتى هذه التوقعات فى أعقاب تقرير نشرته الإذاعة الإسرائيلية أمس الأثنين إن إسرائيل تجري اتصالات سرية لتنسيق زيارة لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ، إلى دولة خليجية ، لا تقيم علاقات دبلوماسية رسمية مع إسرائيل، على غرار زيارة نتنياهو إلى سلطنة عمان الشهر الماضى .
وقالت المصادر أن امير قطر تميم بن حمد بن خليفة أل ثانى سيكون فى استقبال "نتنياهو" بمطار حمد الدولى ، حيث ستستغرق الزيارة يومين لمناقشة التعاون فيما بينهما و التنسيق الأمنى بين المخابرات القطرية والموساد.
تميم بن حمد
وتأتى زيارة رئيس وزراء دولة الاحتلال لإمارة قطر ، بعد علاقات وطيدة كانت نواتها العلاقات الاقتصادية ، حيث كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية إن وزير الدفاع الإسرائيلى المستقبل افيجدور ليبرمان التقى فى نهاية يونيو الماضى مع وزير خارجية قطر، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، فى قبرص، مضيفة أنه ربما مهد اللقاء السرى إلى الزيارة التى سيجريها نتنياهو لقطر.
كما كشفت الصحيفة عن حجم التبادل التجارى بين تل أبيب والدوحة والذى بلغ 12 ملياردولار، فى اعقاب الأزمة الاقتصادية الأخيرة التى مرت بها الدوحة عقب إعلان الرباعى العربى الذى يضم مصر والسعودية والإمارات والبحرين مقاطعة قطر فى 5 يونيو من العام الماضى ، موضحة الصحيفة أن تل أبيب تصدر للدوحة معدات وماكينات، فى حين تستورد إسرائيل من قطر المواد الخام المستخرجة من البترول والتى تستخدمها إسرائيل فى تصنيع البلاستيك أكثر المواد المشهورة بها إسرائيل فى مجال التصدير.
الجيش الاسرائيلى
وأضافت الصحيفة، أن هناك علاقات عسكرية تربط بين إسرائيل وقطر، حيث تستورد وزارة الدفاع القطرية من نظيرتها الإسرائيلية قطع غيار معداتها العسكرية لسلاح المشاة، بالإضافة إلى أجهزة الرؤية الليلية مثل الكاميرات وغيرها، مشيرة إلى أن 75% من تصدير إسرائيل للمعدات والآلات تستحوذ عليه قطر.
على جانب آخر كشفت صحيفة "كلكلست" الاقتصادية الإسرائيلية المقربة من حكومة بنيامين نتنياهو النقاب عن زيارة قام بها أحد أمراء العائلة المالكة فى قطر وهو خليفة آل ثانى بتكليف من أمير دولة قطر السابق خليفة بن حمد آل ثانى أمير دولة قطر السابق، فى نوفمبر 2013 من أجل التوقيع على عدة اتفاقيات فى مقدمتها التكنولوجيا الحديثة أو "الهاى تيك".
حمد بن خليفة
تجدر الإشارة إلى أن أمير قطر السابق خليفة بن حمد آل ثانى قد زار إسرائيل لأول مرة فى عام 2009، والتقى خلال الزيارة بوزيرة الخارجية الإسرائيلية وقتها تسيبى ليفنى ورئيس الوزراء إيهود أولمرت، وجاءت الزيارة عقب الحرب التى شنتها إسرائيل على قطاع غزة التى أطلق عليها عملية "الرصاص المصبوب".
ولم يكن التطبيع الرياضى بين قطر وإسرائيل فى منأى عن هذه العلاقات المشبوهة ، حيث سمحت قطر برفع العلم الإسرائيلى خلال مشاركة فريق إسرائيل بمسابقة البطولة الدولية للكرة الطائرة الشاطئية بالدوحة، لتكون الدوحة أول عاصمة خليجية يرفع عليها العلم الإسرائيلى، كما سمحت قطر برفع العلم الإسرائيلى وعزف النشيد خلال حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز أكتوبر الماضى.