ودعا وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لعدم التدخل في شؤون فرنسا الداخلية، وقال "لا نتدخل فى السياسة الداخلية الأمريكية ونريد معاملتنا بالمثل، دعونا نعيش حياتنا الوطنية".
التغريدة التى كتبها ترامب، رغم أن للوهلة الأولى تبدو ساخرة لكن ينطوى داخلها توظيف سياسى واستغلال بارع للأحداث، والترويج لموقفه الرافض للاتفاق الذى انسحب منه فى 1 يونيو 2017 ، واعتبره اتفاق يقف عقبة فى وجه نهضة الاقتصاد الأمريكى، وقال وقتها جملته الشهيرة من أجل "حماية أمريكا وشعبها".
وكان قد كتب ترامب على تويتر أن "اتفاق باريس لا يسير على نحو جيد بالنسبة الى باريس. التظاهرات وأعمال الشغب في أرجاء فرنسا". ربما حان الوقت للتخلص من اتفاقية باريس بشأن التغير المناخي.وقال ترامب "يوم حزين وليلة حزينة للغاية في باريس.. ربما حان الوقت لإنهاء اتفاقية باريس السخيفة والمكلفة للغاية وإعادة الأموال إلى الناس على شكل خفض الضرائب".وأضاف "الناس لا يريدون دفع مبالغ كبيرة، ربما يذهب قسم كبير منها إلى البلدان النامية "بهدف حماية البيئة". داعيا لإعادة الأموال المخصصة له للمواطنين الفرنسيين.كما سخر فى تغريدة أخرى من التنازلات التي قدمها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ل"السترات الصفراء" معتبرا أن اتفاق باريس آيل الى الفشل.
وبينما هدأت وتيرة العنف التى اجتاحت فرنسا، وخفتت مشاهد العنف فى سبت الغضب أمس والتى استمرت لساعات متأخرة من الليل، حذر وزير المالية الفرنسي برونو لومير الأحد من أن العنف المرتبط بتظاهرات حركة "السترات الصفراء" التي تجتاح البلاد يشكل "كارثة" بالنسبة لاقتصاد فرنسا.وقال لومير للصحفيين لدى زيارته المحال التجارية في باريس التي تعرضت إلى النهب خلال الاحتجاجات المناهضة للحكومة التي خرجت قبل يوم "إنها كارثة بالنسبة للتجارة وكارثة على اقتصادنا".
وفيما بدت شكوك حول دليل تصاعد الأحداث على مدار الأربع أسابيع الماضية ورفع سقف المطالب أن استجابت له الحكومة الفرنسية منتصف الأسبوع الماضى، بتعليقها تلك الضرائب لمدة 6 أشهر، ظهرت على مواقع التواصل الاجتماعي حسابات إلكترونية تقوم بنشر معلومات مزيفة لتضخيم هذا التحرك الشعبي، وبهذا الشأن فتحت السلطات الفرنسية تحقيقا لتتبعها، وفى هذا الإطار قالت صحيفة "التايمز" البريطانية إن مئات الحسابات المزيفة التي تدعمها روسيا تسعى إلى تضخيم ثورة "السترات الصفراء"، لكن هذه المعطيات لم تؤكدها السلطات الفرنسية ومازات بصدد التأكد من مدى صحتها.
تظاهرات السترات الصفراء فى سبت الغضب
وتسعى السلطات الفرنسية لتتبع الحسابات الإلكترونية المزيفة التي تقوم بتضخيم حركة "السترات الصفراء" الاحتجاجية على مواقع التواصل الاجتماعي، وبحسب فرانس 24 قال مصدر إن "الأمانة العامة للدفاع والأمن الوطني" هي الهيئة المكلفة تنسيق عمليات التحقق الجارية.
فيما أوضح مصدر آخر أن الاستخبارات الفرنسية حذرة جدا من تلاعب بالمعلومات، لكن لا يزال من المبكر البت في مسألة صحة معلومات نشرتها صحيفة "التايمز" البريطانية التي أكدت أن مئات الحسابات المزيفة التي تدعمها روسيا تسعى إلى تضخيم ثورة "السترات الصفراء". وتقول المصادر إنها مسألة تتطلب تحقيقات كبيرة ومعقدة.
وقالت الصحيفة البريطانية "ذا تايمز" نقلا عن تحليلات أجرتها شركة "نيو نولدج" للأمن الإلكتروني، إن نحو مئتي حساب على موقع تويتر تنشر صورا ومقاطع فيديو لأشخاص أصابتهم الشرطة بجروح بالغة يُفترض أن يكونوا من محتجي "السترات الصفراء" في حين تعود هذه المشاهد إلى أحداث لا تمت بصلة إلى التظاهرات الجارية في فرنسا منذ أسابيع.
السترات الصفراء
أوقف 1723 شخصا فى جميع أنحاء فرنسا خلال الجولة الأخيرة من تظاهرات "السترات الصفراء" أمس التى تخللتها صدامات بين محتجين وشرطة مكافحة الشغب، حسب ما أعلنت وزارة الداخلية الأحد. وقالت الوزارة إن 1220 من بين مجموع الموقوفين حُبسوا قيد التحقيق. وشارك حوالى 136 ألف شخص في تظاهرات السبت، حسب الوزارة وهو العدد نفسه تقريباً الذي شارك في تظاهرات الأول من ديسمبر.