وقال السفير سعيد أبو على، الأمين العام المساعد لشئون فلسطين والأراضى العربية المحتلة بالجامعة العربية، أن جيش الاحتلال والمستوطنين المدججين بالسلاح يشنون عدوانا واسعا على المدنيين الفلسطينيين خلال الفترة الماضية.
وأضاف السفير سعيد أبو على، خلال كلمته فى الاجتماع الذى جاء بناء على طلب دولة فلسطين، أن هذا العدوان الإسرائيلى على الشعب الفلسطينى هو استمرار لإرهاب الدولة المنظم فى حملة تحريض واسع تمارسها بصورة معلنه شخصيات رسمية وحزبية ودينية، مشيرا إلى أن هذا جزء من مخططات أبعد فى تحديد المسار ومصير القضية الفلسطينية.
وأشار السفير سعيد أبو على إلى أن التهديدات طالت أبعد الحدود خاصة فيما يتعلق بالرئيس محمود عباس بحياته وقراراته وبتحدى قرارات المجتمع الدولى.
أبو الغيط وعدد من مندوبى الجامعة العربية
وأوضح السفير سعيد أبو على أن الأمر الآن يستهدف تحطيم الموقف والإرادة العربية من خلال استهداف قضيته المركزية "فلسطين" فى محاولة يائسة لكسرها والغائها، مشيرا إلى أن ذلك يحدث من خلال التعامل مع عاصمة لإسرائيل ومقرا للسفارات الغربية بالقدس وصولا إلى تقويض ما استقر عليه وضعها ومكانتها الدولية القانونية والتاريخية
وأكد السفير سعيد أبو على، أنه يجب وجود تفاعل موقف عربى قوى مع أى قرارات أو خطابات أو نوايا لأى دولة تجاه القدس تمسكا بالحقوق القومية والتزاما بالشرعية الدولية، محذرا من تداعيات الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل لما يشكله ذلك آثار وتداعيات سلبية .
من جانبه جدد السفير ياسر العطوى، مندوب مصر الدائم لدى جامعة الدول العربية، دعم مصر الراسخ للشعب الفلسطينى ولحقوقه المشروعة ودعمها الكامل للرئيس الفلسطينى محمود عباس.
ووجه السفير ياسر العطوى، الشكر لوفد فلسطين لطلبه عقد هذا الاجتماع الذى ايدت مصر عقده فورا، مطالبا الحكومة الأسترالية بالتراجع عن القرار الذى أعلنه رئيس الوزارات الأسترالى بأن بلاده اعترفت بالقدس الغربية عاصمة إسرائيل حتى لو اقترنت هذه التصريحات بالحديث عن أهمية تحقيق السلام فى المنطقة.
وقال السفير ياسر العطوى، إننا نرفض اتخاذ أى دولة موقف خاص بالقدس يخالف الشرعية الدولية لأنه يشكل مساسا بموضوعات الحل النهائى للقضية ويؤثر على الاستقرار بالمنطقة، مضيفا إن مصر تحذر من سياسات الاستيطان وفرض الواقع بالقوة، مطالبا المجتمع الدولى بحماية حقوق الشعب الفلسطينى وتحقيق طموحاته فى إقامة دولته المستقلة.
من جانبه قال السفير المناوب لدى الجامعة العربية مهند العكلوك، أنه يتوجب علينا اتخاذ خطوات عملية تشمل التواصل الثنائى السريع مع رئيس البرازيل المنتخب من أعلى المستويات العربية لموقفه المرتقب بشأن الاعتراف بالقدس عاصمة للاحتلال.
وأضاف مهند العكلوك، رئيس وفد فلسطين فى الاجتماع، إننا نحتاج لإرسال وفد عربى رفيع المستوى إلى البرازيل قبل تنصيب الرئيس المنتخب يوم 1/1/2019، ونحن بحاجة لإبلاغ رسالتنا العربية بشأن القدس من خلال سفراء البرازيل فى الدول العربية، ومن خلال مجلس السفراء العرب فى البرازيل، ونحن بحاجة للتواصل مع الدول التى تربطها علاقات جيدة مع البرازيل، وخاصة مجموعة أمريكا الجنوبية، والتى يربطنا بها قمم تعاون عربى أمريكية جنوبى.
وأكد مهند العكلوك، أن الدبلوماسية العربية نجحت عدة مرات فى الدفاع عن المصالح العربية، حيث أفشلت ملف ترشيح إسرائيل، قوة الاحتلال، لعضوية مجلس الأمن عام 2019-2020، وتأجل عقد قمة توغو الإسرائيلية الأفريقية، بالإضافة إلى عدول جمهورية البراغواى عن قرارها بنقل سفارتها إلى القدس، وحصل هذا النجاح فى قبل عام فى الأمم المتحدة قبل عام من خلال تبنى الجمعية العامة لقرار وضع القدس فى وجه الإدارة الأمريكية، وحصل قبل أيام من خلال فشل مشروع القرار الأمريكى غير المتوازن والهادف إلى الإساءة للنضال الفلسطينى دون تناول أساس المشكلة، مشددا أننا بحاجة لاستخدام قدراتنا الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية لحماية مصالحنا الإستراتيجية، لحماية هويتنا ومقدساتنا، لحماية المسجد الأقصى المبارك وكنيسة القيامة، لحماية الموروث الحضارى والثقافى العربية فى مدينة القدس.
وأدان مهند العكلوك، قرار حكومة أستراليا الاعتراف بالقدس الغربية عاصمة لإسرائيل، هذا القرار الذى أتى فى سياق منحاز للاحتلال ومتناقض مع القانون الدولى وقرارات الشرعية الدولية، مطالبا أستراليا بالتراجع عن هذه الخطوة غير القانونية.
ودعا مهند العكلوك، الرئيس البرازيلى المنتخب جايير بولسونارو من منبر الجامعة العربية إلى الحفاظ على أواصر الصداقة والعلاقات مع الدول العربية، وللحفاظ على المواقف التاريخية البرازيلية الملتزمة بالقانون الدولى، والداعمة لحقوق الشعب الفلسطين.
وأكد السفير المناوب العكلوك، أنه برغم ما بنا من إبتلاء، نحن كفيلون بمواجهة الاحتلال على أرض فلسطين، ونحن صامدون ومؤمنون بالنصر، مطالبا بالدعم العربى الدائم، لأنه أمل الشعب الفلسطينى فى الحاضر والمستقبل كما فى الماضى.
وتطرق مهند العكلوك إلى أن هناك مسئولون ووزراء إسرائيليون وأعضاء كنيست ومستوطنون إرهابيون خرجوا ليطالبو برأس الرئيس الفلسطينى محمود عباس، ويحرضون على قتله، كما فعلوا مع الرئيس الشهيد ياسر عرفات، مستطردا:"نقول إلى رئيس الوزراء الاسرائيلى نتنياهو الذى ينام ويصحو فى كل يوم، ليقول أنه تجاوزنا، وأن السلام مع فلسطين ليس شرطاً للسلام مع العرب، وأنه حلاً وليس مشكلة فى المنطقة .. كيف يكون الإجرام والاحتلال والفصل العنصرى حلاً، وكيف تكون أطماع السيطرة والاستعمار حلولاً!
من جانبه أكد السفير السودانى عبد المحمود عبد الحليم المندوب الدائم لدى جامعة الدول العربية، أن القرار الأمريكى الجائر والخاص بشأن نقل السفارة الامريكية للقدس يشجع باقى الدول على عدم احترام القانون الدولى وانتهاكه وقرات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة التى نصت على بطلان كل من يحاول إضفاء شرعية زائفة على الاحتلال الإسرائيلى بفلسطين
وقال عبد المحمود عبد الحليم أن الأوضاع المتردية والتى تنذر بخطر متعاظم يهدد أهلنا بفلسطين واستقرار كافة الشعوب العربية يفرض علينا جمعيا بقوة وعزم لنحذر كافة الأطراف من الانجراف نحو الموقف الأمريكى الجائر لما له من تداعيات بعيدة تهدد الإقليم والأمن والسلم الدوليين، مشددا على مواقف بلادة الداعم للقضية الفلسطينية والشعب الفلسطينى قضية العرب المركزية انطلاق من الثوابت القانونية واتساقا مع المواثيق الدولية.
من جانبه أكد نائب مندوب المملكة العربية السعودية الدائم لدى جامعة الدول العربية بدر الشمرى، أن استمرار الانتهاكات الإسرائيلية للأراضى الفلسطينية المحتلة من شأنها تعطيل الجهود الدولية وإضفاء المزيد من التعقيدات على الأزمة الفلسطينية الإسرائيلية.
وجدد بدر الشمرى، رفض بلاده لقرارات الدول بنقل سفاراتها إلى مدينة القدس، مشيرا إلى أن هذه الخطوة تمثل انحيازا كبيرا ضد حقوق الشعب الفلسطينى التاريخية والثابتة فى مدينة القدس والتى كفلتها القرارات الدولية ذات الصلة وحظيت باعتراف وتأييد المجتمع الدولى وتمثل تراجعا كبيرا فى جهود الدفع بعملية السلام، منوها فى الإطار ذاته بتحذير حكومة بلاده من العواقب الخطيرة لمثل هذه الخطوة غير المبررة لما تشكله من استفزاز لمشاعر المسلمين حول العالم.
كما جددت العديد من كلمات الدول العربية فى المجلس على ضرورة دعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى وإدانة ما تقوم به اسرائيل من انتهاكات واقتحامات وقتل بحق شعبنا.