أثارت فتوى
ياسر برهامى نائب رئيس الدعوة السلفية، بتحريم تهنئة الأقباط، جدلا واسعا بين أعضاء البرلمان، لتشتعل ساحة المجلس معارضة لفتواه التى قال فيها: إن تهنئة المسيحيين بعيدهم مُحَرْم يجب تجنبه، بل قال" أشر من شرب الخمر وفعل الفواحش".
لم تكن المرة الأولى التى يُصْدِر فيها برهامى فتواه تلك، كان بداية بروزها فى عام فوضى الفتاوى المتزامن مع عام الاخوان الذهبى 2012، ومن يومها تحول الأمر إلى " عادة"،لم يتخل عنها برهامى، حتى فى عام الانتخابات، والذى حرص فيه حزبه على إدراج أسماء بعض المسيحيين على قوائمهم الانتخابية، ما اعتبره بعض النواب تناقضا ونفعية تعامل بها حزب النور لحصد أكبر مقاعد داخل المجلس.
الفتوى لم يقابلها نواب البرلمان بالرفض فقط، بل وكما صرح كثير منهم، كنواب الإسكندرية وغرب الدلتا، وكبار النواب كآمنة نصير، ونقيب الأشراف، زيارتهم للكاتدرائية والكنائس، ليؤكدوا جميعا على أن "التهنئة أصلا مش حرام".
مهجة غالب: كل عام والمسيحيين بخير بالعند فى ياسر برهامى
الفتوى أثارت استهجان مهجة غالب عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية السابق بجامعة الأزهر، وعضو مجلس النواب، لتتسائل: "من أين أتى ياسر برهامى بأدلة تحريم التهنئة وأنها أشد من شرب الخمر، فلا يوجد نص قرآنى يحرم التهنئة، مشيرة إلى أن دعوته تنشر الفتنة، فى وقت نحتاج فيه إلى الاتحاد بصرف النظر عن التمييز.
وعن رفضها لفتوى نائب رئيس الدعوة السلفية قالت مهجة غالب: "أرسل تهنئتى لإخواننا الأقباط كعادتى كل عام فى عيدهم، وأؤكد على فعلها هذا العام بالعند فى ياسر برهامى، مشيرة إلى أرسالها رسائل تهنئة إلى أخواتنا المسيحيين من أعضاء البرلمان وكل عام ونحن جميعا بخير مسلم ومسيحى.
نقيب الأشراف: الرسول أوصانا خيرا بالأقباط
وفى السياق ذاته قال السيد الشريف نقيب الأشراف: "بصفتى نقيبا للأشراف أهنئ الأقباط بعيدهم وهذا ما تعلمناه من الحبيب المصطفى وأوصانا به، مشيرا إلى أن تهنئة الأقباط ليست بحرام، بدليل أرسال الرسول "رحمة للعالمين "ولم يقل للمسلمين فقط، وبالتالى يجب علينا جميعا العمل قولا وعملا بهذا النهج .
وأكد نقيب الأشراف على أن أول ما فعله رسول الله هو الحفاظ على أهل الذمة، وعندما نزل عمرو بن العاص إلى مصر قال أوصيكم بأهل مصر خيرا، متابعا: سأتوجه اليوم كعادتى كل عام لمقابلة وتهنئة قداسة البابا تواضروس بالكاتدرائية.
مى محمود: نواب الاسكندرية جميعا سيزورون الكنائس اليوم للتهنئة
قالت مى محمود عضو ائتلاف " دعم مصر" أن جميع نواب الإسكندرية سيتوجهون لمقابلة وكيل البابا تواضروس لتهنئته وحضور القداس عيد الميلاد .
وأشارت عضو ائتلاف دعم مصر إلى أن فتوى برهامى باطلة، ولا تمثل صحيح الدين الذى تربينا عليه، وعلى سنة نبيه، مؤكدة: ما يفعله بعض مدعى السلفية ما هو إلا فرقعة إعلامية من باب إثبات الوجود وإلا لماذا قبلوا وجود الأقباط على قوائمهم فى الانتخابات.
وتابعت النائبة الشابة: "كيف وصى الرسول عليه الصلاة المسلم بالتعامل مع غير المسلم، فى مواقف عدة، منها الإحسان إليه بإعطاء الصدقات والتهانى والهدايا وتقديم التعازى مضيفة: هناك مواقف كثيرة فعلها النبى تحض على ذلك منها أن الرسول وقف لجنازة غير مسلم فقال له الصحابة رضوان الله عليهم: أنه غير مسلم، فقال أو ليست نفسًا.
وقالت مى محمود: "أرى أنهم يحاولون أخذ بعض الآيات من القرآن الكريم وترك بعضها، فيأخذون منها ما يروج لفكرهم، ويتركون منها ما ليس على هواهم وفكرهم، متابعة: لقد كان النبى صلى الله عليه وسلم يتعامل مع غير المسلمين بالحسنى والود والرأفة ولم يكن يومًا متشددًا، وكان يزور جيرانه مع أنهم على غير ملته"