كتب محمد عبد العظيم
رحل عن عالمنا فى الساعات الأولى من صباح اليوم الجمعة،
الفنان حمدى أحمد، قبل 48 ساعة فقط من انعقاد البرلمان الذى يمثل الاستحقاق الثالث من خارطة الطريق لثورة 30 يونيو التى كان حمدى أحمد أحد الداعمين لها، ويعرض "برلمانى" نص الرسالة التى كان الفنان الراحل يرغب فى إرسالها إلى أعضاء برلمان 30 يونيو، إلا أن الأقدار لم تمهله حتى يصل صوته ويرى انعقاد البرلمان بنفسه.
نص رسالة الفنان حمدى أحمد
كثر البرلمانات إثارة للقيل والقال، المتمتع والمتفرد بالشائعات والتكهنات، إلى حد الافتراء، برلمان 2015 وصف بالضعيف، قبل أن يعرف الكهان والعرافون، من هم أعضائه، ولا من أى الأحزاب يتكون، وأنه برلمان العمر القصير، وأنه برلمان قندهار المسيطر عليه تجار الدين، وأنه البوابة الخلفية لرجوع الجماعة الإرهابية من خلاياها النائمة.. رأى العرافون بعيونهم الحادة وبصيرتهم الشفافة التى لا تخطئ، جموع الطابور الخامس والفلول، يملئون صناديق الاقتراع ويمثلون الأغلبية فيه، ولا عزاء لشعب مصر الغافل فى ثورتيه "وكأنك يا بوزيد ما غزيت أو رجعت ريمه لعادتها القديمة".
أسلمت دماغى للكهان ورحت فى غيبوبة، أزعجت أطباء المجمع الطبى للقوات المسلحة حيث أعالج الآن، راح الأطباء يبحثون عن أسباب حالة الهلاوس التى أمر بها، من وراء ما أشاعه أعضاء المجمع العارف ببواطن الأمور السياسية، من مجاذيب العالم الفتراضى.. صدقتهم كثر من السذج أمثالى..أبطلنا إعمال العقل فينا، لم نسأل أنفسنا من أين جاء الكهان والعرافون بكل هذه التكهنات.. مجمعهم ليس به أجهزة قياس رأى ولا رصد، ولا أجهزة تخزين معلومات، ولاهم من الأطهار حتى نقول إن رؤياهم أو مناماتهم، هى رؤى المكشوف عنهم الحجاب.
أتحفتنا فضائيات وقت الفراغ، بجموع عائلة عبده مشتاق، الحالمون بعضوية البرلمان، يتحدثون عن برامجهم الإنشائية الانتخابية، غير المعروف منها وعنهم إلى أى المذاهب السياسة ينتمون، هل هم ليبراليون.. اشتراكيون.. شيوعيون.. وسطيون.. انفتاحيون..اتفقت أقوالهم أنهم ليسوا هذا أو ذاك، جاءوا ليعارضوا أو يؤيدوا، حسبما يحتاج الموقف للتأييد أوالمعارضة.. برلمانات ما قبل 25/30 السابقة عادة كانت تميل كثيرًا للمستريحين، بدليل أن هناك نوابًا استمروا على كراسيهم لدورات متعددة.. وكان أكثرهم من الطريقة الشاذلية، أو من أبناء العارف بالسر بن عز أبو حديدة ولم يكن فيهم نائب عنده مبدأ أو صاحب مذهب.
تعبير كثر من المرشحين للمجالس النيابية يستخدم صفة مستقل علامة انتخابية.. تعبيرًا لم يلق هوا فى نفسى، وضاق عقلى عن استيعابه.. أى لون من الفكر أو الاتجاهات يكون هذا الاستقلال، أهو الاستقلال بمعنى اللامنتمى؟!، إذا جاز استخدام التعبير عن مواقف عدة، فلا يجوز على الإطلاق أن يكون شعار المرشح لغرفة برلمانية، أو صاحب قضية وموقف، مما يجرى على الساحة السياسية، أو الاقتصادية أو مهموم بالعدالة الاجتماعية، وتقليل الفوارق الطبقية بين أبناء الوطن الواحد، هنا لا يصلح أبدا تعبير مستقل..مرشح مستقل خطأ شائع استخدمه الكافرون بالأحزاب، التى خرجت من عباءة السلطة، ومواد خرجت من رحم القوانين سيئة السمعة، لأحزاب لعبت حائط صد لردود أفعال الحزب الحاكم.. لفظ الشرفاء من العاشقين للعمل العام، تصنيفهم إلى حيث لا يرضون، ولا أن تلصق بهم صفات هم منها براء.. انحيازهم بالكلية إلى جماهير الشعب لا رجعة عنه.. البرلمانى (المستقل) أبدا لن يفيد الأمة بشىء.. الأمل معقود على النواب صاحبة المشروع القومى.. الصناعى.. الزراعى.. فى التعليم.. فى هندسة الرى، والاستخدام الأمثل للمياه بعد أزمة سد النهضة الأثيوبى، أو لمشروعات قوانين تعيد منظومة القطاع العام الصناعى لرفع نسبة الصادرات، والحد من الواردات الاستهلاكية والاستفزازية..أو لمشروع قومى لتغيير سياسة الإسكان، المنحازة للقادرين فقط.. تغيير ترسانة القوانين سيئة السمعة المقيدة للحريات وبإحكام الرقابة الشعبية، على أجهزة الحكم المحلى وقد عشش فيها خراب فساد الضمير والرشوة، وكذلك للرقابة على الأسواق واحتكارات رؤوس الأموال المستغلة.. مشروع قومى لتشغيل الحرفيين وإحياء الصناعات الشعبية والأثاث.. هذا ما تنتظره مصر منكم فى برلمان 2015.. برلمان للإبداع خلاق يسعى للتغيير.. لا لبرلمان المستريح نعارض إذا لزم.. ونؤيد عندما تكون القعدة حلوة وشكل القاعة المرفوعة الأيدى، وتظهر إبط النائب.. برلمان ابتسامة المنصة وهى تقول.. أغلبية.. موافقون.. رفعت الجلسة.