مفاجأة كبيرة فجرها النائب المخضرم كمال أحمد، عضو عن دائرة العطارين بمحافظة الإسكندرية، بقرار استقالته من عضوية البرلمان، أمس الثلاثاء، إذ جاء القرار مفاجئًا وصادمًا وغير متوقع لكل الأوساط السياسية ومعظم أعضاء مجلس النواب.
الصدمة جاءت بحجم وثقل كمال أحمد، والذى شارك فى العمل العام منذ 1965، واشترك بالاتحاد الاشتراكى، وكان عضوًا فى مجلس النواب فى 1975، و2000 و2005.
قيمته البرلمانية يعكسها ما قدمه النائب المخضرم من استجوابات عدة تتعلق بالغلاء واستجواب البورصة، والعديد من الأسئلة وطلب الإحاطة، كما شَكَّل اختلافه ع الرئيس الراحل محمد أنور السادات فى سياسة الانفتاح، وسياسة الخصخصة فى عهد الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك، صورة المعارض فى أذهان الجميع، انطباع أكده اعتقاله عام 1981 مع العديد من الشرفاء، أمثال فتحى محمود، ومحمد حسنين هيكل.
وبعد إعلان كمال أحمد استقالته من مجلس النواب، يستعرض " برلمانى" أشهر خمس تصريحات قالها فى الأشهر الماضية، والعاكسة حتما رؤيته حول القضايا والأحداث البرلمانية، أبرزها انتقاداته لائتلاف "دعم مصر" ورفضه مطالبة بعض لنواب التبرع لصندوق "تحيا مصر".
ربنا عفانى من رئاسة الجلسة الافتتاحية
لم يصفه كثيرين بالمخضرم هباء، وإنما جاء ذلك لخبرته فى العمل البرلمانى، والذى توقع حدوث هرج بالجلسة الافتتاحية، لما يزيد عن شهر من بدءها، ما جعله يرفض تكهنات البعض إدارتها باعتباره أكبر الأعضاء سنًا، مؤكدًا فى تصريح خاص لـ"برلمانى" بتاريخ 15 نوفمبر، على عدم ارتياحه وأنه لا يحب مثل هذه المواقف، قائلا: "الحمد لله ربنا عفانى من الموقف ده".
مش عاجبه النواب ومستنى الفرج
فى الوقت الذى أشاد فيه الجميع بتمثيل الفئات داخل مجلس النواب، صرح النائب كمال أحمد بعكس ذلك، ففى ديسمبر الماضى قال ما نصه: "تشكيل المجلس ينقصه أصحاب الخبرات، فى مجالات الاقتصاد والسياسة والتشريع والبحث العلمى، مشيرًا إلى أنه يتطلع أن يكون النواب الـ 28 المعينين من أصحاب الخبرات.
وأضاف فى تصريح لـ"برلمانى"، أن هذا لا يعنى أن يتم اختيار المعينين كرؤساء للجان، لأن هذا يخضع للانتخابات التى ستجرى بين النواب على المناصب الداخلية.
رفض تبرعات الأعضاء لصندوق "تحيا مصر"
رفض كمال أحمد، دعوة بعض النواب أعضاء المجلس بضرورة التبرع بمستحقاتهم المالية لصندوق "تحيا مصر"، قائلا: "حينما يتنازل الوزراء عن مخصصاتهم، وضباط الجيش والشرطة والقضاء يبقى نتكلم عن مسألة التبرع لمصر، مضيفا: "كدا إحنا بنقول للنائب أشحت على باب المترو، كفاية هراء وعبث بقى، من استخدم المال السياسى فى الانتخابات يريد العودة للسيطرة، وتعجيز غيرهم من النواب ممن ليست لديهم القدرة المالية".
وتساءل كمال أحمد، أيضا عن المصدر الذى سيعيش من خلاله النائب إذا ما تبرع بمستحقاته المالية، مشيرًا إلى أن هناك نوابا من الطبقة الوسطى ومن العمال وآخرين من الشباب قدراتهم المالية متوسطة، فمن أين سيأتون بمصاريف تنقلاتهم خاصة من بصعيد مصر؟.
الشعب مش فى "دُرج النُخب"
فى بداية يناير الحالى شن كمال أحمد، حربًا على الدعوات المنادية بخروج الشعب المصرى فى ذكرى يناير، وعلى رغم ما عُرف به من معارضة، إلا أنه شدد على أن الشعب المصرى لن يستجيب لدعوات الإخوان، قائلا: "لا جماعة الإخوان ولا غيرهم يقدروا يحشدوا الناس لكن يمكنهم القيام بعمل إرهابى بشكل فردى، لأن الجماهير ليست فى "درج النخب" يستدعونهم متى أرادوا ويدخلونهم "للدرج" متى أرادوا، مشيرًا إلى أن للثورة قوانين تحكمها كالقانون التراكمى الكمى الذى يؤدى إلى تغيير كيفى، ولذلك الثورة تأخذ وقت لحدوثها، ويحتاج الأمر إلى تراكم فى المواقف السلبية ليست موجودة الآن.
ضد ائتلاف "دعم مصر"
منذ اللحظات الأولى لبدء المعركة الانتخابية، اتسمت تصريحات كمال أحمد، بالنقد الموضوعى لما تشهده الساحة السياسية، خاصة مواقفه ضد قائمة "فى حب مصر" وما تولد عنها من ائتلاف "دعم مصر"، وأبرز ما قاله فى ذلك: "الائتلافات وهم انتخابى.. و"دعم مصر" يسعى للحصول على نصيب أكبر من التورتة"، وأيضا "إن ائتلاف "دعم مصر" اتبع أسلوب الحزب الوطنى المنحل وأحمد عز، عن طريق حشد أصوات النواب، وأن الدكتور علاء عبد المنعم تم تقديمه قربانًا من قبل الائتلاف، فبعد المؤتمر الأخير لهم أعلنوا دعمه، وتغيير موقفهم تحت القبة، مؤكدًا أنه ينوى فتح صفحة بيضاء ويبتعد عن العبث والمهاترات.