حالة من الذعر، تجتاح الأهالى فى كل عام بسبب نفوق عدد من المواشى بشكل مفاجئ، بعد إصابتها بفيروس الحمى القلاعية، رغم تأكيد مديريات الطب البيطرى فى كل المحافظات، فى كل مرة على أخذ التدابير اللازمة للوقاية من هذا المرض، الذى يحصد فى كل عام مئات أو ربما الآلاف من رؤوس الماشية التى تمثل مصدر الرزق الوحيد لآلاف الفلاحين والمزارعين فى عدد كبير من المحافظات.
آراء أعضاء مجلس النواب
"برلمانى" استعرض آراء أعضاء مجلس النواب، فى عدد من المحافظات، التى يجتاحها الفيروس فى كل عام، ورؤيتهم لحل الأزمة، التى تؤرق الفلاحين وتهدد الثروة الحيوانية.
فى البداية قال الدكتور عصام القاضى، عضو مجلس النواب بالبحيرة، عضو لجنة الشئون الصحية والبيئية، إن مرض الحمى القلاعية، الذى يصيب الماشية تم حصره فى مركز المحمودية، ولم يعد منتشرا بالشكل الكبير الذى كان عليه قبل أيام.
وأضاف القاضى فى تصريحات لـ "برلمانى"، أن مديرية الطب البيطرى بالبحيرة، قامت بتحصين الماشية لمواجهة انتشار هذا المرض الذى يهدد الثروة الحيوانية، كما اتخذت إجراءات وقائية للقضاء على أى بؤر مصابة بالمرض.
وتابع نائب البحيرة: أنه تم تطهير أسواق الماشية للقضاء على مرض الحمى القلاعية بشكل كامل، إضافة إلى نشر حملات توعية بين الأهالى، لافتا إلى أن المرض كان منحصرا فى مدينة السعيد، وفزراة فقط وتم تدارك الأمر.
الحل الجذرى
وطالبت هانم حسن أبو الوفا، عضو مجلس النواب بمحافظة المنيا، الحكومة بضرورة وضع حل جذرى لمشكلة انتشار الحمى القلاعية فى المحافظات سنويا بما يهدد الثروة الحيوانية، لافتة إلى أن المرض كان قد تسبب قبل 7 سنوات فى إغلاق العشرات من المزارع بسبب نفوق الماشية بها.
وأضافت هانم فى تصريحات لـ"برلمانى"، أنه يجب عمل وحدات طب بيطرى بشكل كاف فى القرى والمراكز بكل المحافظات، بحيث يكون هناك على الأقل وحدة طب بيطرى لكل مجلس قروى.
وأوضحت نائبة المنيا، أنها تملك جمعية خيرية تقدم عدة أنشطة كان من بينها تقديم رؤوس ماشية لكل سيدة معيلة بحيث تساعدها على المعيشة، لكن بعد انتشار مرض الحمى القلاعية أحجمت عن هذا النشاط واستبدلته بأنشطة أخرى.
فشل وزارة الزراعة
فيما قال صابر عبد القوى يوسف، نائب أشمون، بالمنوفية، إن انتشار الحمى القلاعية فى القرى والمحافظات دليل فشل ذريع لوزارة الزراعة وإدارات الطب البيطرى، ومن العيب على الدولة أن تعجز عن السيطرة على وباء ينتشر فى كل عام ويضر بآلاف الفلاحين.
أضاف عبد القوى فى تصريحات لـ"برلمانى"، أنه منذ سنوات ظهر شلل الأطفال وأصيب مئات الأطفال بالفيروس، وتم محاسبة جميع وكلاء الوزارة فى كل المحافظات محاسبة شديدة لتراخيهم فى التصدى للوباء، ومنذ ذلك الحين بدأ كل وكيل وزارة ينزل بنفسه فى حملات التطعيم ضد شلل الأطفال.
وتابع نائب أشمون: أحمل الدولة المسئولية كاملة عن فقدان مئات المواشى التى تمثل رؤوس أموال للفلاحين الفقراء، مطالبًا بضرورة دعم الفلاح فى تربية المواشى بدلا من الاستيراد من السودان بالعملات الصعبة غير المتوفرة بالأساس.
وأكد زكريا حسان، عضو مجلس النواب بمركز ساقلته بمحافظة سوهاج، وعضو لجنة الشئون الصحية والبيئية، أنه يجب على الحكومة وضع حلول وقائية لمرض الحمى القلاعية الذى يؤرق الأهالى منذ سنوات كثيرة، مؤكدا أن الماشية ثروة قومية يجب الحفاظ عليها.
وأضاف حسان فى تصريحات لـ"برلمانى"، أن هناك طرقا كثيرة لحل مشكلة الحمى القلاعية التى تقضى على المئات من رؤوس الماشية، ولا يعلمها إلا الأطباء البيطريون والعاملون فى وزارة الزراعة فهم أدرى بنا منها، مؤكدا أنه يجب وضع حلول استباقية، بحيث لا ننتظر حدوث الكارثة ثم نبحث عن علاج.
وأوضح نائب سوهاج، أنه لا يعقل أن نكون فى القرن الـ 21 ولا يوجد لدينا حل جذرى لمرض الحمى القلاعية الذى يصيب الماشية كل عام.
كان عدد من القرى والمراكز فى محافظات مختلفة شهدت قبل أيام حالة من الذعر بين الأهالى بعد نفوق عدد من المواشى بشكل مفاجئ بسبب إصابتها بفيروس الحمى القلاعية، ما دفع مديريات الطب البيطرى لعمل حملة تحصينية ووقائية للماشية.