كتبت إيمان الوراقى
بعد فترة طويلة من الجدل والمناوشات والأخذ والرد، ما بين الحديث عن فصل النائب مصطفى بكرى من عضوية ائتلاف دعم مصر، ونفى بعض قيادات وأعضاء الائتلاف للأمر، حَسَمَ مصطفى بكرى الجدل بنفسه اليوم، بعد تقديمه استقالته من الائتلاف، منهيًا حالة من النقاش المحتدم والغامض امتدت لأسابيع عديدة حول قرار استبعاد الائتلاف له من عدمه، وجاء قرار استقالته المكتوبة للواء سامح سيف اليزل، المنسق العام للائتلاف، اليوم الثلاثاء، بعد تجاهل الائتلاف دعوته لاجتماعاته للمرة السابعة منذ 16 من يناير الماضى، إذ تجاهل الائتلاف دعوة "بكرى" لحضور اجتماعه العام بفندق "ماريوت"، خاصة وأن "دعم مصر" يشهد خلال الفترة الحالية إجراء تعديلات جوهرية على هيكله القيادى، وسط جهود للتوافق ولمّ شمل الأعضاء والاتفاق على أعضاء المكتب السياسى، خلال سلسلة اجتماعات تحضرها قيادات الائتلاف، بعد تقسيم هيكل عضويته إلى ستّة قطاعات.
ائتلاف دعم مصر يتعمد تجاهل دعوة "بكرى" لاجتماعاته
القشة التى قسمت ظهر البعير وأخرجت مصطفى بكرى عن مناوشاته، تمثّلت فى إصرار وتعمد ائتلاف دعم مصر وقياداته لتجاهل دعوته لحضور الاجتماع الأهم على الإطلاق منذ تدشين الائتلاف، وهو اجتماع قطاع الصعيد المقرر له يوم السبت المقبل، وهو القطاع الذى كان مصطفى بكرى مقرّرًا عامًا له فى تشكيل قائمة "فى حب مصر"، وهو ما يعنى عدم التوافق عليه كعضو للمكتب السياسى للائتلاف، وإعلان تهميشه بشكل كامل وصريح ضمن الهيكل الإدارى والقيادى للائتلاف، وبشكل لا يقبل الجدل ولا ينقصه الوضوح.
مصادر بالائتلاف: "بكرى" استقال حفظا لماء الوجه
فى هذا الإطار، كشفت مصادر مطلعة بائتلاف دعم مصر، عن أن الائتلاف تجاهل دعوة مصطفى بكرى لاجتماع قطاع الصعيد، المقرر عقده يوم السبت المقبل، وأكدت المصادر أن هذا الموقف هو السبب المباشر وراء تقديم "بكرى" لاستقالته، إذ يعنى أنه لن يتم ترشيحه عضوًا من أعضاء المكتب السياسى الذين يتم التوافق عليهم فى الفترة الحالية.
وقالت المصادر فى تصريحات لـ"برلمانى"، إن أعضاء كثيرين من الائتلاف طالبوا سامح سيف اليزل، المنسق العام لـ"دعم مصر"، باتخاذ إجراء حاسم ومعلن حيال بقاء مصطفى بكرى من عدمه داخل الائتلاف، خاصة وأنه قد تم تهميشه فى اجتماعاتهم الأخيرة، والبالغ عددها سبعة اجتماعات، مشيرة إلى أنه كان هناك توجه داخل "دعم مصر" للمّ الشمل وتحقيق التوافق بين الأعضاء، إلا أن الغالبية كانت مع ضرورة أخذ إجراء حاسم ضد النائب مصطفى بكرى، وتم التصويت على ذلك فى اجتماعهم يوم السبت الماضى، وذلك بعد سلسلة نقاشات مطوّلة فى هذا الشأن.
أسباب خلافات مصطفى بكرى مع "دعم مصر"
أما عن أسباب خلافات النائب مصطفى بكرى مع قيادات وأعضاء ائتلاف دعم مصر، فهناك أسباب عديدة تقف وراء الخلاف المحتدم، أولها زيارة مصطفى بكرى وعدد كبير من النواب لمدينة شرم الشيخ، فى أعقاب سقوط الطائرة الروسية نهاية شهر أكتوبر الماضى، وهو الحادث الذى راح ضحيته 224 قتيلاً، إذ حدث خلاف حينها بين اللواء سامح سيف اليزل ومصطفى بكرى، حول عدم استئذان الأخير من الأول فى السفر إلى شرم الشيخ.
فيما اتسعت دائرة الخلاف بين "بكرى" وقيادات الائتلاف فى معركة اللواء خالد الصدر، الأمين العام السابق لمجلس النواب، على خلفية إقالته من منصبه، ما دفع بعض النواب، وعلى رأسهم مصطفى بكرى، للاعتراض على القرار واتخاذ موقف واضح منه، ليخرج "سيف اليزل" وقتها مؤكّدًا أنها رؤية فردية للأعضاء المعترضين.
ومن الأسباب التى أدت لتفاقم الخلاف بين الطرفين أيضًا، الانتخابات الداخلية لائتلاف "دعم مصر" للأسماء التى سيطرحها على مقعدى وكيلى المجلس، والتى قال "بكرى" حينها إن قيادات الائتلاف تدفع بالنائب علاء عبد المنعم للترشح لوكالة البرلمان وتقف ضده.
بينما كان أكثر الخلافات حدّة وذيوعًا، انتخابات وكيل البرلمان الثانى، والتى وقف فيها مصطفى بكرى خلف النائب والوكيل الحالى سليمان وهدان، مرشح حزب الوفد للمنصب، ضد علاء عبد المنعم، عضو الائتلاف، ما أدى لسقوط الثانى بفارق 4 أصوات، لتشتد المعركة بين الجانبين، إلى جانب رفض النائب مصطفى بكرى لقانون الخدمة المدنية، رغم تصريحات اللواء سامح سيف اليزل بموافقة الائتلاف على القانون.