حازت تصريحات الرئيس السيسى الأخيرة، عن دعوته لإنشاء تحالف سياسى اقتصادى بين كل من مصر والسودان وإثيوبيا، على إشادة واسعة وترحيب كبير من أعضاء مجلس النواب، معتبرين هذه الخطوة بداية لتحقيق تكامل بين مصر وهذه الدول، تمهيدًا لتشكيل تحالف أوسع يضم أغلب دول القارة، ودول حوض النيل بشكل خاص، ليدعم موقف مصر فى الدفاع عن قضاياها المختلفة، وعلى رأسها ملف سد النهضة.
وأشاد النائب حمدى بخيت بهذه المبادرة من الرئيس السيسى، معتبرًا أنها تترجم واحدة من أهم قواعد إدارة الأزمات، وهى "تحويل مناطق النزاعات إلى جسور تنمية"، بمعنى أن الجميع رابحون عند إجراء أى تفاوض.
وأضاف "بخيت" فى تصريحات لـ"برلمانى"، أن حل الأزمات لا يجب أن يكون بطرح الشروط فقط، هذا مبدأ خاطئ، بل يتم بناء جسور مشتركة ومنفعة بين الدول، لربط مصيرهم وسبل التنمية بعضهم ببعض، وهذا يستلزم أن نتبع هذا الإجراء بمزيد من اللجان المشتركة فى المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية.
ومن جانبه، أوضح حاتم باشات، نائب المصريين الأحرار، أن تحقيق التكامل وتقريب وجهات النظر بين الشعوب لا يكون بالشعارات والكلمات فقط، ولكن بالواقع وتحركات مستمرة من جانب الدولة، وأن الرئيس السيسى يعرف تمامًا هذه الأمور، لذلك بدأ فى البحث عن حلول لتعميق أواصل العلاقات واستغلال إمكانات مصر لذلك.
.jpg "حاتم باشات (2)")
بدوره، قال النائب هيثم الحريرى، إننا أهملنا ملف أفريقيا لأكثر من 40 عامًا، وهو ما أثر بالسلب على علاقاتنا ومواقفنا اليوم، معتبرًا أن مصر "ضهرها عريان" فى أفريقيا- على حد قوله- مؤكدًا أن خطوة الرئيس السيسى موفقة، بعيدًا عن الأصوات الخاطئة التى تنادى بحل عسكرى، لأننا أصبحنا فى وقت العدوان العسكرى أمر مرفوض تماما، لذلك لا بديل عن الدبلوماسية والمطالبة بحق مصر القانونى فى التأمين المائى.
وصرح محمود يحيى، وكيل الهيئة البرلمانية لحزب مستقبل وطن، بأن هذا التكامل بداية لنصل لعلاقات وطيدة مع هذه الدول، لما تمثله من عمق استراتيجى مهم لمصر، وضرورة زيادة عدد المنح التعليمية لهذه الدول بمصر، لما تمثله من أهمية كبيرة بالنسبة لهم، وتعتبر جميلًا فى رقبتهم بعد ذلك.
وأوضحت النائبة داليا يوسف، عضو لجنة الشئون الخارجية المؤقتة بمجلس النواب، أن أفريقيا بالنسبة لمصر لها موضع خاص، وللأسف تم إهمالها كثيرا من جانبنا، وهناك بشرة خير بالعودة مرة أخرى بعد تحركات القيادة السياسية الأخيرة.
وتمنت "داليا" أن يشمل التعاون العديد من الأوجه السياسية والاقتصادية والدينية، وهو ما يسمى بالثقافة الناعمة لمصر، فكلما تعددت أذرع التعاون، كلما تحققت نتائج أفضل على أرض الواقع.
وأكدت نشوى الديب، نائبة إمبابة، والقيادية بالحزب العربى الناصرى، أن خطوة السيسى أعادت الحياة مرة أخرى لإنجازت جمال عبد الناصر، بعدما تم اغتيالها على أيدى حسنى مبارك والسادات، معتبرة أن القيادة السياسية الحالية تعيد كتابة التاريخ بشكل محترم.
وأوضحت "نشوى" أن حركات التحرر والاستقلال لأغلب الدول الأفريقية خرجت من القاهرة، وكانت الكنيسة فى إثيوبيا يتم تعيين مسئولها من جانب الكنيسة فى مصر، وكنا رائدين فى الفن والثقافة ونقوم بتصدير كل ذلك لدول القارة، لذلك هناك دور كبير على منظمات المجتمع المدنى للتواصل مع نظيراتها بهذه الدول ودعمها لتحقيق التكامل الحقيقى بيننا.
واعتبر النائب محمد الزينى، رئيس لجنة الصناعة والطاقة المؤقتة، أن فكرة القيام بتكامل بين مصر وإثيوبيا والسودان تصب فى مصلحة الجميع، خاصة أن تبادل الاستثمارات والاهتمام بالنواحى الاقتصادية فى العلاقات بين الدول يعمل على إذابة الجليد وأى توترات بينهم.
وأكد "الزينى" أننا نعترف بوجود فجوة بيننا وبين بعض دول الجوار الأفريقى، وهذه الفجوة بأيدينا صنعناها، ولكننا نؤكد اليوم وفى ظل القيادة السياسية الحكيمة، أن نسعى للاتجاه لأفريقيا، والاستفادة من الميزات الاستثمارية الكبيرة بها، وحينما نقوم بذلك سيتم خلق "مصير واحد" لنا جيمعا، وهو ما يجعلنا فى حالة وفاق دائما، حفاظا على هذا المصير.
