مستشفيات مصر.. طريقك للآخرة

دائما ما تكون

المنظومة الصحية

صداعا مزمنا فى رأس أى حكومة تتعاقب على مصر، بسبب تدهور المنظومة بالكامل وتردى أحوال المستشفيات سواء الحكومية أو الخاصة، ولعل حادث حريق مستشفى الشروق بمنطقة جليم بالإسكندرية، والذى أسفر عن وفاة 4 وإصابة 23 آخرين، كان آخر وقائع فساد وتردى حالة المستشفيات فى مصر.


"برلمانى" طرح ملف تردى المستشفيات فى مصر على مائدة عدد من أعضاء مجلس النواب، لبحث سبل تطويرها للنهوض بمستوى الخدمات التى تقدمها، لتوفير رعاية صحية جيدة للشعب المصرى.

المستشفيات لا تسر عدو ولا حبيب

فى البداية قالت ميرفت موسى عضو مجلس النواب بحزب المصريين الأحرار بالمنيا: "إن وضع المستشفيات فى مصر لا يسر عدو ولا حبيب، ونحتاج لثورة على الضمير لتطوير المستشفيات من جميع النواحى".


أضافت ميرفت فى تصريحات لـ "برلمانى"، أنها ستطرح فى مجلس النواب، تطوير المستشفيات مع زيادة الميزانية المخصصة لقطاع الصحة، لافتة إلى أن هناك أعمال تجديد بدأت بالفعل فى عدد من المستشفيات، إلا أننا أيضا نحتاج لإعادة تطوير مستشفيات كثيرة وعمل دورات تدريبية بشكل كافٍ للأطباء والممرضين.

وأوضحت نائبة المنيا، أن لدينا مشكلة أيضا فى المستشفيات تكمن فى عدم توافر إمكانيات كثيرة فى معظم المستشفيات، فمثلاً مريض فيروس C يجرى كل التحليلات على نفقته الخاصة وتكلّفه أكثر من 700 جنيه كل عدة أشهر، كما أن هناك مستشفيات فى الريف تفتقر لإمكانيات كثيرة وتفتقر لأدوات وأجهزة، فهناك بعض المستشفيات لا يوجد بها مصل العقرب، قائلة: "لماذا لا تكون المستشفى مكتملة من كل شىء، وتكون التحاليل داخل المستشفى نفسها؟"

المستشفيات الجامعية أحسن حالا

فيما قال يسرى الأسيوطى، عضو مجلس النواب عن دائرة عين شمس: "إن وزارة الصحة فى مصر لديها ميزانية كافية لكنها لا تستغلها بشكل سليم، واللى شايل الصحة فى مصر المستشفيات الجامعية".


وأوضح الأسيوطى، أن ثلث مرضى مصر يعالجون فى المستشفيات الجامعية رغم أن ميزانية وزارة الصحة مهولة بالمقارنة بميزانية المستشفيات الجامعية، ضاربًا مثال بوجود 3200 سرير فى مستشفيات جامعة عين شمس، وبها 600 سرير رعاية مركزة، وجميع المصريين من كل المحافظات يأتون للعلاج بها.

3 محاور تنهى الأزمة

وأكد السيد عبد اللطيف عثمان، عضو مجلس النواب عن دائرة الحسينية بالشرقية، أن هناك ثلاثة أشياء لو تم تداركها سيتم إصلاح وضع المستشفيات فى مصر، وهى العنصر البشرى المدرب والأجهزة طبية، وأخيرًا إدارة حازمة عادلة.


أضاف عثمان فى تصريحات لـ"برلمانى"، أن بعض المستشفيات يوجد بها مستلزمات طبية كثيرة ومتطورة لكن ينقصها العامل البشرى الذى يدير ويعمل على هذه الأجهزة، قائلاً: "فى مستشفى الحسينية بالشرقية مثلا لا يوجد جهاز أشعة مقطعية، ولا مركز لعلاج مرضى فيروس سى، ولا بنك للدم، كما تحتاج زيادة الحضانات وأجهزة الغسيل الكلوى".

وتابع نائب الحسينية: يجب تدريب العامل البشرى الذى يدير العملية الطبية، على سبيل المثال توجد غرفة رعاية مركزة ينقصها أطباء أكفاء فى علاج الحالات الحرجة، وربما يوجد أطباء بالتعاقد لكن يجب أن يكون طبيب مقيم بالمستشفى، لذا يجب أن يكون هناك تدريب مستمر للأطباء والممرضين سواء عن طريق استشاريين متخصصين أو مراكز طبية أو المستشفيات الجامعية وكليات الطب.

تعديل المنظومة

وأكد عصام القاضى، عضو مجلس النواب عن دائرة الرحمانية والمحمودية بالبحيرة، أن مستشفيات مصر منهارة، كما أن المنظومة الصحية بالكامل تحتاج لتعديل، وسأسعى لذلك من خلال لجنة الشؤون الصحية والبيئية بمجلس النواب.


وأوضح القاضى فى تصريحات خاصة لـ"برلمانى"، أنه يجب أن يتفرغ مديريو المستشفيات للعمل فى المستشفيات الحكومية، مع إعطائهم حوافز تصل لـ 400% فى المستشفيات العادية و1000% فى المستشفيات النائية، مثل شمال سيناء والوادى الجديد، حتى نضمن عدم لجوء مدير المستشفى لفتح عيادة خاصة.

وأكد نائب البحيرة، أن مشروع قانون شراء الخدمة الغير الذى سيطرحه فى مجلس النواب، سيحل أزمة المنظومة الصحية فى مصر بالكامل، حيث سيجعل هناك تنافسية بين المستشفيات لتكون أفضل، وستبدأ المستشفيات فى تطوير نفسها.