"أيها المواطنون، فى هذه الظروف العصيبة، التى تمر بها البلاد قرر الرئيس
محمد حسنى مبارك تخليه عن منصب رئيس الجمهورية، وكلف المجلس الأعلى للقوات المسلحة بإدارة شئون البلاد، والله الموفق والمستعان".. بهذه الكلمات القليلة، أعلن الراحل اللواء عمر سليمان سقوط نظام الرئيس الأسبق حسنى مبارك استجابة لرغبة الملايين، الذين خرجوا إلى ميدان التحرير، وميادين المحافظات، للمطالبة بإسقاط النظام.
خمس سنوات مرت على ذكرى رحيل الرئيس الأسبق حسنى مبارك، فى مثل هذا اليوم من عام 2011، وانطلقت ثورة فرحة وسعادة غامرة فى ميادين مصر فور إعلان عمر سليمان تنحى مبارك.
واستعرض "برلمانى" آراء أعضاء مجلس النواب فيما حققته الثورة من مطالبها بعد مرور خمس سنوات عليها، وعلى تنحى رأس النظام الأسبق حسنى مبارك، وفى أى مكان تابعوا خطاب التنحى، وكيف كان شعورهم وقتها.
احتفالات الميدان
فى البداية، قال عبد الحميد كمال، عضو مجلس النواب عن حزب التجمع بمحافظة السويس، إنه تابع تنحى الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك، يوم 11 فبراير 2011، من ميدان التحرير، إذ وصل إلى الميدان قبلها بيومين، وبات به مع زملائه من حزب التجمع، مؤكّدًا أنهم استقبلوا خبر التنحى بفرحة عارمة، وهتف المتظاهرون بأغانى الشيخ إمام، وعزف الفنانون على العود والآلات الموسيقية تعبيرًا عن فرحتهم بتنحى مبارك.
وأكد "كمال"، فى تصريحات خاصة لـ"برلمانى"، اليوم الخميس، أنه بعد خمس سنوات من تنحى مبارك بدأ يشعر المواطنون بتحسن فى الأوضاع بشكل عام، خاصة بعد إزاحة التيار الظلامى الإخوانى العاتى، كما أن مصر لم تدخل فى موجة الفوضى التى تشهدها بعض الدول العربية، وهو ما يُعدّ إنقاذًا للدولة المدنية المصرية، إلا أن الشعب ما زال يتوق إلى العدالة الاجتماعية، ويريد جنى ثمار الثورة.
وأوضح نائب التجمع عن محافظة السويس فى تصريحاته أن المتظاهرين فى ثورة 25 يناير كانوا لا يطمحون فقط فى تنحى الرئيس مبارك، ولكنهم كانوا يسعون إلى تغيير النظام بالكامل، وإعادة الانتخابات، وإصلاح الأوضاع الاجتماعية ورفض سياسة الخصخصة.
التنحى جنب البلاد حربًا أهلية
وأكد مصطفى بكرى، عضو مجلس النواب، إنه بعد مرور خمسة أعوام على الثورة يرى أن الرئيس الأسبق حسنى مبارك جنب البلاد خطر الحرب الأهلية برحيله الآمن، يوم 11 فبراير 2011، حتى وإن كان رحيله قد جاء بإرادة الجيش والشعب، إلا أن هذه نقطة تحسب له، مع تحفظاتى على كثير من الأمور من بينها الفساد الذى استشرى فى عهده.
وأضاف "بكرى"، فى تصريحات لـ"برلمانى"، أنه لم يكن مهتمًا برحيل الرئيس الأسبق حسنى مبارك بقدر اهتمامه بماذا وراء الرحيل، قائلًا: "عندما جاء يوسف القرضاوى فى جمعة النصر، يوم الجمعة 18 فبراير 2011، أدركت أن كل ظنونى فى محلها، وهى أنه حان الآن زمن الإخوان".
وتابع عضو مجلس النواب: بعد جمعة النصر، تصورت السيناريو القادم، وهو أن الإخوان سيتعمدون إقصاء الجميع، وفرض شروطهم والتلويح بالقوة، ولكن كان يساورنى شك بأنهم قد يراجعون مواقفهم، ويدركون مخاطر المرحلة وأبعادها، ويبدو أنهم استطاعوا أن يوظفوا كثيرًا من القوى، وأن يقدموا إلينا رسائل مطمئنة لم يثبت صحتها فيما بعد.
وأكد "بكرى" أنه كان يتابع تطورات الأحداث من منزله يوم 11 فبراير 2011، قائلًا: "لم أكن ضمن الذين زحفوا إلى القصر الجمهورى لأنى كنت أعلم أن هناك قوى تسعى إلى التصعيد، وأن الرئيس قد فوض عمر سليمان، ورحل إلى شرم الشيخ، وأن عليه أن يبقى 4 أشهر بعيدًا عن السلطة".
واختتم النائب البرلمانى كلامه قائلا: عندما أذيع بيان الرحيل، ولم تحدث معارك حول القصر الجمهورى، وانحاز الجيش إلى الشعب، حمدت الله، وظننت لبعض الوقت أن ما جرى سيكلل الجيش المصرى بباقات الورود، لكن ذلك لم يستمر كثيرًا، فبدأنا مؤامرة يسقط حكم العسكر.
كنا سُذجًا
وقال النائب هيثم الحريرى، عضو مجلس النواب عن محافظة الإسكندرية، إن يوم تنحى الرئيس المخلوع محمد حسنى مبارك لحظة لن ينساها فى عمره.
وروى "الحريرى"، فى تصريح لـ"برلمانى"، ما فعله فى يوم التنحى قائلًا: "كنا فى مسيرة خرجت يوم الجمعة من القائد إبراهيم متوجهة إلى قصر رأس التين، ونحن فى طريقنا للعودة سمعنا خبر التنحى على أحد المقاهى أمام قصر ثقافة الأنفوشى".
مطالب فى ذكرى التنحى
ومن جانبه، قال النائب خالد عبد العزيز شعبان، عضو مجلس النواب عن الحزب المصرى الديمقراطى، إن مصر الآن فى حالة تغير، والأوضاع غير مستقرة حتى تصل إلى مرحلة الثبات، وإن ذلك طبيعى بعد قيام ثورتين فى أقل من عامين.
وأضاف "شعبان"، فى تصريح لـ"برلمانى"، أن ثورة يناير اختطفها الإخوان، ولكن الشعب المصرى أضاع عليهم الفرصة وثار مرة أخرى فى 30 يونيو، مطالبا الدولة فى ذكرى تنحى الرئيس المخلوع محمد حسنى مبارك بخمسة مطالب؛ وهى: عيش، حرية، عدالة اجتماعية، كرامة إنسانية، دولة مدنية حديثة.
وعن ذكرى تنحى مبارك، قال "شعبان" إنه كان فى الاتحادية، برفقة والدته وأخوته وأصدقائه، وإنهم سمعوا خطاب التنحى على الراديو، وهتف الجميع قائلا: "الشعب أسقط النظام"، ثم توجهوا إلى ميدان التحرير للاحتفال بالتنحى.
الجماعة الإرهابية والثورة
قال محمد أبو حامد، عضو مجلس النواب عن دائرة الوايلى والظاهر، إن ثورة 25 يناير ثورة شعبية عطل مسارها جماعة الإخوان الإرهابية، مؤكدًا أن الرئيس الأسبق حسنى مبارك استجاب لمطالب الشعب بعد رفض المتظاهرين لأى مقترح من المقترحات التى قدمها، وتنحى فى مثل هذا اليوم من عام 2011.
وأضاف "أبو حامد"، فى تصريحات لـ"برلمانى" أنه بعد تنحى مبارك كان من المفترض أن يتم إعادة بناء البلد والتحرك فى إطار مطالب الثورة، لكن جماعة الإخوان الإرهابية عطلت مسار هذه المطالب، ولولا ثورة 30 يونيو ما كان لنا أن نسترد مسار ثورة 25 يناير.
وأكد نائب الوايلى والظاهر أن مصر فعليًا بدأت تنفيذ مطالب ثورة 25 يناير منذ اندلاع ثورة 30 يونيو التى لولاها لكنا سندخل فى إطار حكم هو الأسوأ على الإطلاق، وهو حكم الجماعة الإرهابية.