الثلاثاء، 26 نوفمبر 2024 12:02 م

الكاتب الصحفى عادل السنهورى يكتب: هيكل ليس فردا لذاته ولكنه يجسد أمة ومؤسسة صحفية.. أناشد السيسى أن يسمح لابنه بزيارته.. الأستاذ فضل "الغياب الإجبارى" حتى لا يسبب قلقا أو إزعاجا لأحد

سلامتك يا أستاذ

سلامتك يا أستاذ سلامتك يا أستاذ
الجمعة، 12 فبراير 2016 09:45 م
كتب عادل السنهورى
فى ظل الأخبار المتداولة حول صحة الكاتب الصحفى الكبير محمد حسنين هيكل، وتوضيح مكتبه بأن حالته متدهورة، وجه الكاتب الصحفى عادل السنهورى مقاله إلى الأستاذ، بعنوان "سلامتك يا أستاذ هيكل"، وقال فيه: "أدعو معنا بالشفاء العاجل للكاتب الكبير الأستاذ

محمد حسنين هيكل

، الذى يعانى حالة صحية خطيرة لم يدرى بها أحد إلا من خلال ما كتبه الأستاذ صلاح منتصر فى مقاله أول أمس بالأهرام".

محمد-حسنين-هيكل

هل لم ينتبه المجتمع الصحفى والإعلامى وحتى السياسى لغياب ومرض الأستاذ والاطمئنان عليه وعلى صحته، وأين أصدقاءه المقربين وتلامذته الذين احتفلوا معه فى سبتمبر الماضى بعيد ميلاه الـ92؟، وأين نقابة الصحفيين الذى ينتمى لها الأستاذ هيكل؟.

السيسي-وهيكل-(1)

هل مرضه أمر عادى وخبر لا ينبغى الاهتمام به إلى هذه الدرجة؟، وهل انشغلت الصحف والفضائيات المصرية عن صحة الأستاذ بما هو أكثر أهمية؟.

ما هى المعايير الصحفية التى تتعامل بها وسائل الإعلام المصرية فى تجاهلها لخبر مرض رجل بوزن وقيمة وقامة محمد حسنين هيكل؟.

هيكل وعبد الناصر والسادات (2)

هل آثر "الأستاذ" ألا يذاع الخبر فى مصر وهو يعانى المرض منذ ثلاثة أسابيع، كما أشار صلاح منتصر، وفضل "الغياب الإجبارى" والاستئذان بمرضه عن قراءة ومشاهديه وتلامذته وأصدقاءه حتى لا يسبب لهم أى قلق أو إزعاج.

الأستاذ هيكل ليس فردا لذاته ولكنه يجسد فى شخصه ومكانته وقيمته وتاريخه وأفكاره وأرائه وكتاباته، أمة وجماعة ومؤسسة صحفية منذ أكثر من 70 عامًا هى عمر مشواره الصحفى فى بلاط صاحبة الجلالة، وليس مجرد صحفى يكتب فى مصر ويتابعه المصريين فقط وإنما كاتب له وزنه وقيمته فى العالم العربى والعالم الخارجى.

محمد حسنين هيكل

مهما تتفق أو تختلف معه أو تؤيده أو تنتقده فيبقى هو الأستاذ واحد من علامات الصحافة والكتابة المصرية منذ نشأتها، حتى صار مرادفا لها مع عدد آخر من كبار الصحفيين المصريين.

ونحن نؤيد ما دعا له الأستاذ صلاح منتصر فى مناشدة النائب العام المستشار نبيل صادق للسماح لحسن هيكل الابن الأوسط للأستاذ هيكل، والمتواجد خارج مصر ربما فى دبى لزيارة والده والاطمئنان عليه مع شقيقيه الدكتور على هيكل وأحمد هيكل، فحسن هيكل من المطلوبين فى قضية التلاعب فى البورصة بعد ثورة يناير 2011، ونحن بدورنا نناشد السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى بالسماح لابن الأستاذ بالقدوم لمصر وزيارته.

هيكل-ومبارك

فكما ذكر الأستاذ صلاح منتصر فإن صحة هيكل تدعو للانزعاج والقلق فهو يعانى من فشل كلوى ومياه على الرئة، ولم يعد يذهب إلى مكتبه المجاور لشقته فى عمارة جوهرة النيل بالجيزة.

وزادت آلامه فى الأيام الأخيرة حتى توقف عن تناول الطعام، مهما تختلف مع هيكل وآراءه وتحليلاته وكتاباته فلا يمنعك أن تقرأه وتتابعه وتقدره كقيمة فكرية أولا وصحفية ثانيا، وكل الذين انتقدوه ذهبوا مع الريح ولم يذكرهم أحد وبقى هو "الأستاذ" شامخا كبيرا يرميه منتقدوه بحجر فيلقى هو بأطيب الأفكار والكتابات مهما كان حجم الخلاف حولها أو الخلاف معه.

وأتذكر أننى قابلته مرة بالمصادفة فى جمعية التشريع فى ميدان الإسعاف وكان الكاتب سمير رجب يهاجمه بشده فى عموده اليومى بالجمهورية، وأيضا الراحل الدكتور عبد العظيم رمضان فسألته لماذا لا ترد يا أستاذ، فرد: "لست منشغلا بالرد، دع من يكتب كثيرا لعله يتعلم أكثر".

وعند بلوغه الثمانين أعلن ما سماه فى صحيفة الأهرام بـ «الاستئذان فى الانصراف» للتوقف عن الكتابة بعد مشوار صحفى امتد 60 سنة، بدأ فى صحيفة ايجيبشيان جازيت عام 1942، ثم روز اليوسف وأخبار اليوم وآخر ساعة التى رأس تحريرها عام 1951 فى سن 28 سنة ثم الأهرام عام 1957، لم يقنع الرأى العام فى مصر والعالم العربى بمسألة الاستئذان فالكاتب لا يستأذن عن الكتابة ولا يقرر فجأة حرمان قراءة من المعارضين والمؤيدين له من كتاباته وأفكاره، ويبقى كالأشجار لا تموت إلا واقفة.

ندعو الله أن يمن على الأستاذ هيكل بالشفاء العاجل ونسأله أن يمتعه وبالصحة والعفو والعافية.

هيكل وعبد الناصر والسادات


print