يبدو أن ما يتردد بشكل واسع حول أن البرلمان سيجدد الثقة فى الحكومة ليس دقيقًا بالقدر الكافى، ذلك لأن هناك "قنابل موقوتة" تحت القبة تهدد استمرار الحكومة، متمثلة فى عدد من الكيانات والتكتلات البرلمانية، فضلا عن عدد من النواب الذين يرون أن أداء الحكومة سيئًا للغاية، مؤكدين أنهم سيسعون لإسقاطها حال استمرارها بالوضع الحالى.
يظهر هذا الأمر جليًا، فى ضوء التحركات التى اتخذتها الحكومة الآن، سواء بلقاء نواب المحافظات على نطاق واسع، للحديث عن كيفية حلول الأزمات التى تواجه المواطن، أو لقاء عدد من رؤساء التحرير لشرح الأوضاع، أو ما كشفه البعض بأن مسئولين بالحكومة يزورون عددًا من النواب لإيضاح تحركات الحكومة، ذلك كله لتمهيد الأمور قبل عرض بيانها على البرلمان.
ائتلاف المعارضة: سنرفض بيانها حال عدم إجراء تغييرات واسعة تُحقق أهداف الثورة
صافرة المعارضة أطلقها الائتلاف الذى يكونه عدد من نواب اليسار، داخل البرلمان، أبرزهم خالد يوسف وهيثم الحريرى وضياء الدين داوود ومحمد عبد الغنى ويوسف القعيد، والذى أكد عبر وجهتى نظر بداخله، أنهم لن يوقعوا للحكومة على البياض، وأنه لزامًا على الحكومة إجراء تغييرات واسعة بها، وإلا سيرفضون تجديد الثقة لها.
وقال خالد يوسف، عضو مجلس النواب، والمشارك بالائتلاف، إن الائتلاف لن يوقع على بياض للحكومة، موضحًا: "هنشوف البيان الأول، إذا كان يخاطب العقل ويحقق مصالح المواطن سنقبله، وإذا كان لا يحمل رؤية شاملة ولا يحقق وجهة نظر المواطن وبه حلول عاجلة تحقق أهداف الثورة على رأسها العدالة الاجتماعية، لن نقبله، فضلاً عن أننا سنجتمع قبل بيان الحكومة لنقاش واسع بشأن الأمر".
وأضاف "يوسف" فى تصريح لـ"برلمانى"، أن الحكومة الحالية تحتاج تغييرات بـ6 أو 7 وزارات بها، لافتًا إلى أن أداءهم هزيل جدًا، رافضًا الإفصاح عن أسمائهم، مشيرًا إلى أن الائتلاف ليس له مواقف شخصية مع أحد، ولا يبنى مواقفه وقراراته على خلفية مواقف شخصية، لكن كل شىء سيتم دراسته، وسنتخذ قرارًا بشكل مؤسسى.
هيثم الحريرى: الحكومة لم تقدم ما يتناسب مع مطالب 25 يناير
فى سياق متصل، بموقف الائتلاف، قال النائب هيثم الحريرى، المشارك به، إن المشكلة الحقيقية ليست فى الوزراء ولكن فى برنامج الحكومة، قائلا: "الوزراء يمكن سحب الثقة منهم فى أى وقت إذا رأى مجلس النواب أنها غير ملتزمة بالبرنامج الذى قطعته على نفسها"، مضيفًا أن الحكومة لم تقدم خلال الفترة الماضية ما يتناسب مع مطالب ثورة 25 يناير، ولكنهم سينتظرون عرض البرنامج ليحددوا موقفهم بتجديد الثقة فيها أم لا.
عبد الرحيم على: أداؤها سىء وشريف إسماعيل يعمل كوزير بترول
لن يتوقف الأمر عند ذلك، بل إن النائب عبد الرحيم على، الذى أعلن مسبقًا عن تشكيله لائتلاف غير تقليدى يشمل دوائر تأثيرية فى القرار تحت قبة البرلمان، أكد أن أداء الحكومة سىء، موضحًا: "لا توجد لديها رؤية استراتيجية أو سياسية واضحة، ورئيس الوزراء لا يزال يعمل وكأنه وزير للبترول، ولم نر رؤيته الخاصة حتى الآن".
وأضاف "على" فى تصريح لـ"برلمانى"، أنه لا ينبغى أن يكون رئيس الوزراء سكرتيرًا لدى رئيس الدولة، لكن عليه أن يُقدم رؤية واضحة وحلولًا عاجلة للمشكلات، مؤكدًا بشأن سؤاله حول رأيه من تجديد الثقة بها من عدمه: "محدش هيقدر يكسر دراعنا، ولو لم يقدم البيان حلولاً سريعة لقضايا الناس، سأدعو النواب معى لرفضه".
وأشار عضو مجلس النواب، إلى أن بيان الحكومة يجب أن يتضمن معالجة للقضايا الملحة، كالفقر والصحة والإسكان والفوارق فى الدخل القومى والميزانية العامة والبطالة، متابعًا: "مش هصدق الشعارات ولا الأرقام الواهية، لأننا نحتاج أن نعرف كيف سيلتقط المواطن البسيط ثمار النمو"، وشدد على أن البرلمان ليس فى خصام مع الحكومة، لكن بينهما تنافس فى خدمة الناس.
وكشف النائب عبد الرحيم على فى نهاية حديثه، أن مستشار رئيس الوزراء للاتصال السياسى طلب لقاءه، وجلس فى مكتبه أكثر من 3 ساعات، موضحًا: "ناقشنا ما يجب أن يتضمنه بيان الحكومة، ونصحت بأن يتحدث رئيس الوزراء 30 دقيقة فقط، وأن يظهر فى التلفزيون المصرى قبل البيان، وأن يلتقى برؤساء التحرير وعدد من النواب المؤثرين، وعدد من الكتل البرلمانية".
سمير غطاس: حكومة إسماعيل فاشلة وسأسعى لاسقاطها
وفى إطار مستمر، قال النائب البرلمانى، سمير غطاس، إن حكومة المهندس شريف إسماعيل فاشلة، وسأسعى لإسقاطها من خلال البرلمان، مؤكدا أن الحكومة الحالية فشلت فى التعامل مع الأزمات المتلاحقة ولم تقدم أى حلول للمشكلات التى تمس حياة المواطن، مضيفًا أنه لابد من وضع معايير واضحة لتقييم الحكومة قائلا: "لن أتعامل مع الحكومة بالقطاعى وزير كويس ووزير سىء، ولكن المعيار هل حققت هذه الحكومة أى تأثير إيجابى شعر به المواطن بالطبع لا".
وأضاف "غطاس" فى تصريح لـ"برلمانى": "نحن لا نعلم إذا كان المهندس شريف إسماعيل لديه رؤية حول خروج مصر من دائرة الدول النامية أم لا"، مشيرا إلى أن برنامج الحكومة لن يتضمن خططًا واضحة ولكنه سيكتفى بعناوين "إصلاح وتنمية وتطوير" ولن يتضمن حلولًا حقيقية لمشاكل مصر.
وأكد النائب البرلمانى، أن حكومة شريف إسماعيل فشلت فى التعامل مع عدد من الملفات مثل سد النهضة والذى أعلن وزير الرى أحد أطراف المفاوضات مع إثيوبيا أن مصر لديها خزان جوفى من المياه يسد احتياجاتها لمدة عام، فى ظل رغبة مصرية فى إشعار المجتمع الدولى بخطورة سد النهضة على الأمن القومى المصرى لأنه سيؤثر على حصتها فى المياه، إضافة إلى السياسات الاقتصادية التى يدفع ثمنها المواطن، على حد قوله.
يذكر أنه من المقرر أن تعرض الحكومة بيانها أمام البرلمان، 27 فبراير الجارى، وفق ما صرح به المستشار مجدى العجاتى، وزير الشئون القانونية ومجلس النواب، إضافة إلى أنه فى حال رفض البرلمان لبيان الحكومة، وعدم تجديد الثقة فيها، ستتولى الأكثرية البرلمانية تشكيلها فى 30 يومًا.