الجمعة، 22 نوفمبر 2024 11:46 ص

"برلمانى" ينعى محمد حسنين هيكل.. 93 سنة أنفق منها 74 فى بلاط صاحبة الجلالة.. الكاتب ورئيس التحرير والمفكر وصانع السياسة وصديق الرؤساء والملوك.. هكذا صنع "الأستاذ" أسطورته

هيكل.. أبانا الذى فى صالة التحرير

هيكل.. أبانا الذى فى صالة التحرير هيكل.. أبانا الذى فى صالة التحرير
الأربعاء، 17 فبراير 2016 02:56 م
كتب حازم حسين
مات محمد حسنين هيكل!! هكذا قد يبدو الكلام محايدًا كما هو الحال مع تواتر الأخبار والوفيات وتسويد صفحات العزاء ومشاطرة الأحزان، ولكن من اقترب من صنعة الصحافة وتنسّم رائحتها وضبط قلبه ومشاعره على رائحة الحبر وملمس الزنكات وتكتكات الماكينات، لا يمكن أن يرى الكلام محايدًا فى هذا المقام، تمامًا كما تمتزج فرحته اليومية بتقفيل صفحات جريدته وإرسالها إلى المطبعة، بلمسة من الحزن العابر والشجن الخفيف الشفيف لأن يومًا مرّ، ولأن كلامًا عبر أقلامنا، وأخبارًا قتلها النشر والذيوع، فلا شكّ تظل ألفة الجورنالجى بكلماته وأخباره وعباراته أكبر وأصدق طالما ظلّ يدور الكلام على يديه وتحت سنّ قلمه، وهو يعلم أنه كالموت لا بدّ أن يعبر الكلام حلقه وحبر قلمه، لتتواصل الأيام وتصل الرسائل وتعيش المهنة، مع كل عبارة وجملة وشحنة عاطفية وبلاغية تموت، أو تخرج من أفواهنا وأقلامنا لتدور عليها المطابع.

السيسي-وهيكل-(1)

مات هيكل!! كما يموت الناس وتنقضى الأخبار وتتوارى صفحات الصحف برائحتها ونكهتها خلف شمس يوم جديد وطباعة جديدة وصفحات جديدة، مات كما يموت الخبر على ورق المحرّر ليعيش فى عين القارئ، وكما يتوارى عن قلمه ليظهر عبر تروس المطبعة، فى رحلة دءوب وطويلة ومستمرة لصناعة الحياة وتوثيقها، رحلة قطعتها المهنة حتى صار لها بلاط وصارت صاحب جلالة وصار لجلالتها أجلاء يقفون على ناصية الصنعة، وعبر هذه الرحلة الطويلة كان للصحافة فى طفولتها وشبابها ونضجها رجالها الذين أرسوا دعائمها وحملوا أعمدتها على أكتافهم، فوضعوا أسس المهنة وربّوا أجيالاً من الصحفيين والمهنيين والكتاب، ليصبح لدينا خطّ موازٍ للمنابر الصحفية العديدة التى بدأت بالوقائع المصرية، وصولاً إلى أحدث إصدار شهدته الساحة الصحفية المصرية، وينفتح سجل عريض يضم عددًا كبيرًا من الأسماء اللامعة والمهمة فى تاريخ هذه المهنة وبنيانها، بدءًا من رفاعة الطهطاوى وعلى مبارك والشيخ على يوسف ويعقوب صنوع وسليم وبشارة تقلا بالأبوة والتأسيس والتقعيد للمهنة وفن الصحافة، وصولاً إلى محمد التابعى وروز اليوسف ومصطفى أمين وأحمد بهاء الدين وكامل زهيرى، ومعهم وبينهم وفى مقدمتهم بلا شك "الأستاذ" محمد حسنين هيكل.

محمد حسنين هيكل (2)

محمد حسنين هيكل (3)

هيكل.. المؤهل المتوسط والقامة السامقة


فى صباح الأحد 23 سبتمبر عام 1923 أطل الأستاذ على صحيفة العالم بـ "بنط" صغير، عادية الخبر أوصلته إلى مسامع أهل قريته "باسوس" بمحافظة القليوبية فقط، وكتقلُّب الصحف السيّارة اليومية بين أيدى الناس تقلّب محمد حسنين هيكل بين يدى الحياة، حتى حصل على الدبلوم الفنى التجارى فى مطلع الأربعينيات، قبل أن يتوجّه إلى العمل فى مهنة الصحافة فى العام 1942 كصحفى تحقيقات، وقد حقّق هيكل منذ سنواته الأولى فى المهنة خبطات صحفية كبيرة، ما بين تغطية مقتل "خَطّ الصعيد"، ثمّ تغطية وقائع الحرب العالمية الثانية فى الصحراء الغربية المصرية، وتناول موضوع بيوت الدعارة المرخّصة فى حى الفجالة وفُمّ الخليج بالقاهرة، وهى الخطوات التى أضاءت مساحة كبيرة من النور على اسم محمد حسنين هيكل، وساهمت فى صعود وبروز اسمه فى عالم الصحافة منذ أربعينيات القرن العشرين.

محمد حسنين هيكل (4)

محمد حسنين هيكل (5)

النقلة الأكبر فى حياة محمد حسنين هيكل تمثّلت فى ثورة الثالث والعشرين من يوليو عام 1952، فهيكل لم يكن منذورًا على ما يبدو ليكون صحفيًّا مُجيدًا وواعيًا ولامعًا وحسب، قدرات الأستاذ ومهاراته اللغوية والسياسية والتحليلية والمهنية أيضًا كانت تشى بما هو أكبر، وقد كان التقاء هيكل بثورة يوليو ورموزها من الضباط الأحرار وزعيمها الراحل جمال عبد الناصر، الحدث الأبرز فى مسيرة هيكل المهنية، وللأمانة كان هذا الالتقاء - فى الوقت ذاته - حدثًا بارزًا فى مسيرة الضباط الأحرار وجمال عبد الناصر والإدارة المصرية فى العقود التالية، فقد اقترب محمد حسنين هيكل من الزمرة السياسية الصاعدة كمنبر إعلامى مواكب لتحركاتهم، وكمستشار وصاحب رأى على مستوى الرؤى الإعلامية والسياسية، وفى مراحل لاحقة تصاعد دوره إلى حدّ صناعة السياسات وتوجيه صانعى القرار وفق رؤية إعلامية اجتماعية سياسية بصيرة وناضجة ومتّصلة بواقع الحياة والناس بعمق ورباط عضوى.

هيكل (1)

هيكل (2)

الأستاذ فوق كرسى الإدارة والسياسة


قضى الأستاذ هيكل سنواته المهنية الأولى فى دار أخبار اليوم، حتى وصل إلى رئاسة تحرير مجلة "آخر ساعة"، قبل أن ينتقل إلى صحيفة الأهرام عام 1957 بعد مفاوضات من على باشا الشمسى، وتوقيع تعاقد بتولّيه إدارة الصحيفة قبل عام من يوم الأربعاء 31 يوليو 1957، وهو أول أيامه فى مبنى الأهرام، إذ تولّى إصدار عدد اليوم التالى، الخميس 1 أغسطس 1957 كرئيس لتحرير الصحيفة العريقة.

هيكل-والزعيم-عبد-الناصر-533x400

استمر الأستاذ هيكل فى الأهرام 17 عامًا، أوصل خلالها الأهرام إلى قائمة أهم 10 صحف فى العالم، حتى أصدر الرئيس محمد أنور السادات قرارًا، نشرته كل الصحف المصرية صباح يوم السبت الثانى من فبراير عام 1974، بنقل الأستاذ هيكل من صحيفة الأهرام إلى قصر عابدين كمستشار لرئيس الجمهورية، وهو المنصب الذى رفضه هيكل ليخرج من الأهرام فى اليوم ذاته مُصرِّحًا: "يملك الرئيس قرار إخراجى من الأهرام، أما أين أذهب بعد ذلك فهو قرارى وحدى، وقرارى هو أن أتفرغ لكتابتى وكتبى فقط".

هيكل-وعبد-الناصر-589x400

خلال حقبة الستينيات - ومع تواجد الأستاذ فى الأهرام - رأس مجلس إدارة مؤسسة أخبار اليوم ومجلة روز اليوسف، كما كان صاحب الفضل والفكرة والخطوات العملية نحو إنشاء المراكز العلمية والصحفية والبحثية المتخصّصة فى مؤسسة الأهرام، ومنها: مركز الدراسات الصحفية، مركز توثيق تاريخ مصر المعاصر ومركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، الذى دشّنه عام 1968 بتشجيع من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وخلال المرحلة نفسها، مرحلة تواجده فى قلعة الأهرام العتيدة، تولّى هيكل منصب وزير الإعلام "وزير الإرشاد القومى وقتها" عام 1970، ثُمّ أضيفت إليه مهمّة إدارة والإشراف على وزارة الخارجية فى غياب وزيرها الدبلوماسى محمود رياض، وذلك لمدة أسبوعين اثنين، وقد اختار هيكل فى أثناء تواجده فى وزارة الإعلام الكاتب والأكاديمى الدكتور عبد الوهاب المسيرى مستشارًا له، وهو ما يشير إلى مدى عمله وفق رؤية منهجية وعلمية مدروسة وعميقة الوعى والتأثير، وقد تكون هذه هى الصفة الأكثر بروزًا وتواصلا وامتدادًا فى شخصية الأستاذ وطوال رحلته.

هيكل-وأم-كلثوم-ويتوسطهما-نجيب-محفوظ-304x400


هيكل.. الصحفى صانع السياسات والأفكار


عقب خروج الأستاذ هيكل من مؤسّسة الأهرام، واحتدام عداء السادات تجاهه، وقراره الشخصى بالتفرّغ لكتابته وكتبه، انصب اهتمام وتركيز الأستاذ الأكبر على مشروعه البحثى والتحليلى لواقع مصر والوطن العربى وأزمات الشرق الأوسط وتشابكات وتعقيدات علاقاته السياسية، ومنذ أول كتبه "إيران فوق بركان"، الذى أصدره عام 1951 بعد رحلة إلى الدولة الإيرانية استمرت شهرًا كاملاً، كانت عناوين وكتابات الأستاذ تعالج جوانب مهمّة فيما يتّصل بالجغرافيا السياسية وصراعات القوى الإقليمية والدولية والقراءة الجيوسياسية والسوسيولوجية لعلاقات الدول واقتصاداتها، وربما قراءة سيكولوجية الحكام والتنفيذيين وصانعى سياسات الدول فى المنطقة والعالم أيضًا، فقدّم عددًا مهمًّا من العناوين التى غطّت هذه الموضوعات ببصيرة ورؤية نافذة، ومنها: "العقد النفسية التى تحكم الشرق الأوسط" عام 1958، "نظرة إلى مشاكلنا الداخلية على ضوء ما يُسمّونه أزمة المثقفين" عام 1961، "ما الذى جرى فى سوريا" 1962، "خبايا السويس" 1966، "الاستعمار لعبته الملك" 1967، "نحن وأمريكا" 1968.

هيكل-وعمرو-موسى-395x400

صدر أول كتاب لهيكل باللغة الإنجليزية عام 1971 بعنوان The Cairo Documents "وثائق القاهرة" وتمّت ترجمته إلى حوالى 21 لغة على امتداد العالم، ومنذ ستينيات القرن العشرين واسم هيكل ككاتب ومحلل سياسى واستراتيجى يملأ الآفاق على امتداد العالم، وكل كتبه تقريبًا تمّت ترجمتها إلى عشرات اللغات، بينما استمّر نهر إنتاجه دافقًا وغزيرًا وبصيرًا أيضًا، بعناوين مهمة من عيّنة: لمصر لا لعبد الناصر، حكاية العرب والسوفييت، السلام المستحيل والديمقراطية الغائبة، مدافع آية الله.. قصة إيران والثورة، اتفاق غزة - أريحا: السلام المُحاصر بين حقائق اللحظة وحقائق التاريخ، المفاوضات السرية بين العرب وإسرائيل، الزمن الأمريكى: من نيويورك إلى كابول، وغيرها من العناوين المهمّة التى غطّت وعالجت الكثير من جوانب السياسة والإدارة السياسية والاستراتيجيات فيما يتصل بقضايا الشرق الأوسط والمنطقة العربية والعلاقات الدولية.

هيكل-لدى-استقباله-حمدين-صباحى-إزاء-الانتخابات-الرئاسية

هيكل-والملك-حسين-ملك-الأردن

الأسطورة.. نيويورك تايمز تتحدث عن "الأستاذ"


قبل سنوات أعدت صحيفة نيويورك تايمز ملفًّا عن الأستاذ هيكل أسمته فيه "الأسطورة"، وبينما يُسجّل كثيرون ممن يقدّمون طرحًا تقييميًّا وتحليليًّا للمرحلة الناصرية عددًا من الملاحظات على أطرافها وأبطالها وصانعى سياساتها، ومنهم بالطبع محمد حسنين هيكل، تقف طوابير طويلة من الصحفيين والكتاب والمثقفين وأساتذة العلوم السياسية والجغرافيا السياسية وخبراء وصانعى الاستراتيجيات، بإجلال وتقدير كبيرين أمام شخصية الجورنالجى الأبرز والأهم فى مسار الصحافة المصرية، والذى أثبت - رغم ما قد يتم تسجيله من ملاحظات - أن الصحافة ليست تابعًا يقتات على السياسة فقط، وأنها يمكن أن تكون صانعة لها ومشاركة فيها، ويمكن الولوج إلى عرش السياسة والطرح السياسى والإدارة وصناعة الخطط والاستراتيجيات عبر بوابة وبلاط صاحبة الجلالة، وهو ما يجعل خبر وفاة "هيكل" أكبر كثيرًا من مجرد خبر وفاة أو خسارة زميل وأستاذ فى المهنة وفى البلاط المقدس، فالخبر خسارة كبيرة لا لشخص وروح فقط، وإنما لتحوّل مهم وكبير وجذرى فى مسار المهنة الصحفية وصناعتها وصانعيها، وهو دموع تتقطر على الورق ومع الحبر وعلى إيقاع وأصوات المطابع، ناعية أكثر من سبعين عامًا من الصحافة والكتابة والإبداع فى الرؤى والتحليل والعمق، وقلمًا حيوى الذهن والبصر والبصيرة ظل يكتب ويتحدث ويحلّل بحماسة شاب عشرينى العمر حتى وهو فى العقد العاشر، ليُشكّل تأريخًا كبيرًا موازيًا للصحافة، يمكننا أن نكتب سيرتها بتناولنا لسيرته، وأن نؤرّخ لمسارها وتحوّلاتها بظهوره ومحطًاته ومنجزاته، فما قبل هيكل يختلف كثيرًا عمًا بعد هيكل، كما شئت قيّم حجم الاختلاف، ولكن إذا تكلّم الأستاذ ستنصت وإن أبديت العكس، وستفكّر وإن ادّعيت الاختلاف.. هكذا هم الأساتذة، يثيرون المحبة فى صدور كثيرين من تلاميذهم، ويثيرون التمرّد والاندفاع فى صدور البعض... رحم الله "الأستاذ" والجورنالجى والكاتب والمفكر، وأبانا الذى فى صالة التحرير وعلى زنكات الطباعة وتكتكات الماكينات.

هيكل-ومبارك

وجه هيكل.. قراءة فى وجه مصر


أثر الفراشة لا يزول، كما قال الشاعر الفلسطينى محمود درويش فى إحدى قصائده، وعلى المنوال نفسه فإن أثر هيكل لا يزول دون شكّ، لا يهم اختلافنا فى التقييم السلبى والإيجابى حول ما سطّرت يداه وما أثمرت أفكاره وقريحته، الخلاف ذاته أكبر الأدلة وأقواها على استمرار الأثر، وعلى أن الملامح المنحوتة التى شكّلت جانبًا كبيرًا من وعى آلاف الجورنالجيه بالمهنة، وآلاف السياسيين بالسياسة، وآلاف المواطنين بالوطن، والتى تشبه وجه مصر الذى عبرته السنوات وتبدّلت عليه الأنظمة والأحداث، ستظل باقية كتمثال فرعونى مُحكم الصنعة وفولاذى السبك.

محمد حسنين هيكل (7)

بقامة فارعة ومتّزنة، لا هى بالضئيلة ولا هى بالمفرطة، انتزع "هيكل" مساحته اللائقة فى الجدارية العملاقة للسياسة والصحافة والثقافة فى مصر من ربع القرن العشرين لربع القرن الحادى والعشرين، محتفظًا بسمت وقور وجلال ملكى وهيبة قوية كهيبة الشخصيات الأسطورية، وقدرة على الحديث كما يليق بالخطباء والحكماء، وعلى النظر فى عمق البئر كما يُحسن قرّاء الطالع والنافذون إلى الجوهر وما وراء الحُجب.

محمد حسنين هيكل (1)

جزالة وفخامة ما دبّج هيكل وكتب فى مقالاته وكتبه ورؤاه وتحليلاته، لا يمكن اقتطاعها من سياق الخلق والخلقة، فهيكل "هيكل" الجزل العريض، بكتفيه الواسعتين كحدود بلد مستقر يحرسه جيش عتيد ومدجّج بالسلاح، تعلوهما رأس كبيرة ومنتظمة، مائلة إلى البيضاوية، ككرة أرضية تستقر على عامود رخامى ضخم يتوسط الكتفين، وفوق الكرة ملامح منحوتة كالهضاب والتلال والجبال، ترك الزمن آثاره وخطوطه عليها، دليلاً على مسارات وخطى وعابرين مشوا فوق هذا الوجه، فزادت مشاهداته وتكثّفت حصيلته من المعرفة بالزمان والمكان، وتكلل الرأس سحابة بيضاء من شعر ناعم، ينحسر عن مقدمة الرأس كأنه التقاء السحاب بالأفق على مدد الشوف، ودون ذلك جبهة عريضة كأنها صفحة جريدة لم يضع الرسامون والمخرجون مادتهم عليها بعد، يحملها حاجبان خفيفان حاربا الزمن فانتصرا عليه واحتفظا بشىء من سوادهما، ليظللا عينين ضيقتين وغائرتين كأنهما كهفان مقدسان يحفظان سر العالم وبوابة العابرين إلى السر والجوهر، تتوسطهما أنف طويلة وشمّاء فى أنفة وشموخ، تشى بدقة رسمها وحدّة خطوطها عن شخصية حادة الطباع واثقة فى رأيها ومحاربة به وعليه، وأسفل الأنف فم واسع يحوّطه خطّان يحدّان الوجنتين ويحرسان منبت الكلام، ويفتحان قوسين على صفين من الأسنان البيضاء الحادة، كأنك إزاء وعد بالافتراس المغلّف بلمسة مرمرية من الرخام المغسول بالحليب، وفى قاع الكرة الأرضية ذقن مستديرة، تلخص اتساع العالم وتفاصيل الملامح، وتغلق قوس الوجه المنحوت على ابتسامة محافظة، تغريك بالمودة والصداقة، وترفع لك سبّابة الوعيد والرهبة، فلا تملك إزاءها إلا أن تحب وتخاف وتهاب وتقترب وتبتعد وتتناقش وتصمت وتبتعد وتستزيد، وتعترف بالأستاذية للجورنالجى وما صنعه من أسطورة لنفسه وللمهنة وناسها.

1944-محمد-حسنين-هيكل-وكوكب-الشرق-في-لقاء-ودي-545x400

قداسة-البابا-تواضروس-الثاني-يستقبل-محمد-حسنين-هيكل-600x400

محمد حسنين هيكل (6)


print