تباينت ردود أفعال أعضاء مجلس النواب حول البيان الذى أصدرته وزارة الداخلية، أمس، للتعليق على حادث مقتل شاب على يد أمين شرطة بمنطقة الدرب الأحمر بالقاهرة، والذى أكدت خلاله الوزارة أنها لم ولن تصبح حامية للفاسدين، وأنها تتبع سياسة تقوم على استبعاد العناصر الضارة وإطلاع الرأى العام على ما يتم اتخاذه تجاه الغير منضبطين.
وانقسمت آراء النواب حول البيان، حيث أكد عدد من أعضاء البرلمان أن المبادرة جاءت فى وقت متأخر، مشددين على ضرورة تطبيقها وألا تكون تهدئة للرأى العام، فى حين أشادوا بها موضحين أنها ظاهرة صحية وتؤكد على وجود برلمان قوى.
إيهاب غطاطى: المبادرة متأخرة ونتمنى تنفيذها وألا تكون مجرد تهدئة للرأى العام
فى البداية قال
إيهاب غطاطى، عضو مجلس النواب بدائرة الهرم، إن مبادرة وزير الداخلية على إثر حادث الدرب الأحمر، والتى تعتمد على استبعاد العناصر الضارة جاءت متأخرة وكنا نطالب بها منذ أكثر من سنة لما نعانى منه تحت مسمى التجاوزات الفردية.
وأضاف غطاطى فى تصريحات لـ"برلمانى"، أنه كان على الشرطة الاستفادة من الروح التى ولدت عقب ثورة 30 يونيو مع الشعب المصرى، والبناء عليها، مطالبًا أن تكون الوزارة جادة فى تلك الإجراءات ويتم تنفيذها فعليًا على أرض الواقع وليس مجرد كلام لتهدئة الرأى العام، لافتًا إلى أن الوزارة على علم تام بكل فاسد يضر بالجهاز وفقًا للتقارير الدورية.
واقترح عضو مجلس النواب بدائرة الهرم ضرورة زيادة أعداد المقبولين بأكاديمية الشرطة للحد من الأمناء، وما يقومون به من أفعال تسئ للجهاز ككل أو العمل على فتح باب قبول خريجى كليات الحقوق مع منحهم دورات شرطية مكثفة، مقابل حصولهم على مرتب أقل لمواجهة أى أزمة تثار بشأن المرتبات أو تكون الترقية بالنسبة لهم كل فترة زمنية.
عاطف مخاليف: بيان الداخلية حول حادث الدرب الأحمر متأخر ولابد من إشراك المواطنين فى سياسة الإصلاح
بدوره قال عاطف مخاليف، عضو مجلس النواب بدائرة المطرية، تعليقًا على البيان الصادر من قبل وزارة الداخلية بشأن حادث الدرب الأحمر أنها مبادرة متأخرة، وجهاز الشرطة أصيب بخلية من خلايا السرطان والمطلوب بتر تلك الخلية على الفور، وكان السبب الرئيسى فى تلك الإصابة تخلى ضباط الشرطة عن دوره الرئيسى وإيكاله للمندوبين والأمناء والعساكر.
وأضاف مخاليف أن ضباط الشرطة من رتبة ملازم إلى لواء أوكلوا أفراد الشرطة بالدور المنوط لهم سواء الإدارى الداخلى، أو فيما يتعلق بالشارع ما جعل أمناء الشرطة يشعرون أنهم الحاكم بأمره وفوق البشرية، والعمل على انتهاك حرمات الشعب المصرى.
وتابع عضو مجلس النواب بالمطرية، أنه لابد من قيام رجال الشرطة بأدوارهم بأنفسهم دون رقيب، مؤكدًا على ضرورة إشراك المواطنين وأعضاء البرلمان وأعضاء المحليات فى تطبيق سياسة الإصلاح والتطهير، التى تسعى إلى تطبيقها الوزارة فى نطاق كل دائرة قسم شرطة خاصة، وأنهم على علم أكثر من الوزارة بما يحدث فى الشارع، مشيدًا بقرار الوزارة الخاص بإطلاع الرأى العام على الإجراءات التى يتم اتخاذها ضد المتجاوزين.
هيثم الحريرى بيان الداخلية: مبادرة جيدة ولكنها جاءت فى وقت متأخر
ومن جانبه قال هيثم الحريرى، عضو مجلس النواب بمحافظى الإسكندرية، أن بيان وزارة الداخلية الصادر بشأن حادث الدرب الأحمر، مبادرة جيدة من الوزارة ولكنها جاءت فى وقت متأخر وعلى حساب دماء سالت، وتصعيد ضد الحكومة فى الشارع السياسى، مؤكدًا أنها جيدة وتحسب لوزارة الداخلية وأفضل من عدم إصداره.
وأضاف الحريرى أنه يتمنى أن يكون ذلك نهج وزارة الداخلية طوال الوقت، والعمل على تطبيق سياسة الثواب والعقاب على الجميع بغض النظر عن صفته والجهاز الذى ينتمى إليه سواء كان المعتدى أو المعتدى عليه.
وتابع عضو مجلس النواب بالإسكندرية تعليقًا على توجيه الرئيس السيسى لوزير الداخلية بعمل تشريعات تهدف إلى ضبط الأداء الأمنى أنه لم ير أن الأزمة فى التشريعات ولكن تتمثل فى من يطبق وعلى من تطبق التشريعات، وأنها تهدف إلى تغليظ العقوبات وأنها لم تدخل حيز التنفيذ قبل أسابيع عديدة وأن الحل الآن، توجيه سياسة الثواب والعقاب.
محمد بدوى: بيان الداخلية حول حادث الدرب الأحمر ظاهرة صحية تعبر عن وجود برلمان قوى
فيما قال محمد بدوى دسوقى، عضو مجلس النواب بمحافظة الجيزة، إن بيان وزارة الداخلية الصادر بشأن التعليق على حادث الدرب الأحمر شىء جيد جدًا، ونتيجة لوجود برلمان قوى، خاصة أن عددًا كبيرًا من النواب تحدثوا فى تلك الواقعة، وكانوا بصدد تقديم طلبات إحاطة واستجوابات بشأنها.
وأضاف "بدوى"، أن مجلس النواب يعبر عن إرادة الشعب، وأن ولاءه له، وليس مثل البرلمانات السابقة يميل تجاه الحكومة والسلطة التنفيذية، مؤكدًا أن البيان جاء نتيجة للقيادة السياسية الممثلة فى الرئيس السيسى، الذى جاء باختيار شعبى وأخذ إجراءات سريعة بشأن الواقعة، مشددًا على أن ذلك ظاهرة صحية جيدة.
وتابع عضو مجلس النواب، أن البرلمان سيدرس التشريعات التى ستقدم إليه كى تكون تطبيقًا لنصوص الدستور التى تنص على أن الشرطة فى خدمة الشعب، مطالبًا بضرورة فحص القائمين على العمل فى جهاز الشرطة، على أن يتم استبعاد من تطوله أى شبهات لأنه من الممكن وجود أفراد ممولة وخلايا نائمة تنتمى لتنفيذ أجندات ومخططات خارجية تهدف إلى ضرب الشرطة والجيش والدولة، فلابد من تحرى الدقة والفحص والتمحيص لتحاشى أى مشكلة قد تحدث دون سبب حقيقى.
مجدى ملك: ما يتجه إليه المسؤولون بالداخلية خطوة لتصحيح الأداء الأمنى
كما قال مجدى ملك، عضو مجلس النواب بمحافظة المنيا، تعليقًا على البيان الذى أصدرته وزارة الداخلية بشأن حادث الدرب الأحمر، إن هناك جهودًا مبذولة من قبل جهاز الشرطة فى السنوات الأخيرة لتصحيح العلاقة بين الشعب والجهاز، خاصة أن هناك الكثير من المتربصين بالدولة المصرية يجدون فى الأخطاء الفردية حجة ومادة يسوقون بها أفكارهم وتوجهاتهم.
وأضاف ملك فى تصريحات لـ"برلمانى"، أن ما يتجه إليه المسؤولون بوزارة الداخلية حاليًا هو خطوة من خطوات بدأت منذ فترة لتصحيح الأداء الأمنى لبعض الأفراد والضباط الغير منضبطين والذين لا يقدرون حجم المسؤولية لأن أفعالهم تنسب إلى الجهاز والدولة المصرية بأكملها وهذا ما يتسبب فى غضبة الشعب المصرى من هؤلاء.
وتابع عضو مجلس النواب بمحافظة المنيا فى تصريحه: "علينا أن نفرق بين سلوك الأفراد والضباط الغير منضبطين وأيضًا العاملين بجهاز الشرطة لأنهم جزء من المجتمع المصرى بكل مكوناته بهم الأسوياء وغير الأسوياء وعلينا جميعًا أن نتكاتف مع مؤسساتنا لتقويتها وحمايتها وتطهيرها من الفاسدين والخارجين عن القانون.