كتب برلمانى
ربما لم يكن متوقّعًا ولا دار بخاطر النائب توفيق عكاشة، عضو مجلس النواب عن دائرة طلخا ونبروه، وبعد الموقف الذى شهدته المنطقة المحيطة بمقر المجلس، وحمله على الأعناق من جانب بعض أنصاره ومؤيديه، والذين قال كثيرون من المتابعين وشهود العيان على الموقف إنهم من المأجورين والعاملين معه وفى القناة المملوكة له، حتى دخوله إلى ساحة المجلس، فى اليوم الذى يشهد انعقاد جلسات المجلس لمتابعة مناقشة اللائحة، وأيضًا للتحقيق مع "عكاشة" فى واقعة استضافته للسفير الإسرائيلى بالقاهرة "حاييم كورين" فى منزله، أن تكون "جزمة" النائب كمال أحمد، عضو مجلس النواب عن دائرة العطارين بمحافظة الإسكندرية، فى استقباله فور دخوله قاعة البرلمان الرئيسية، ليتحول المشهد الخيالى للبطل المحمول على الأعناق أمام المجلس إلى سخرية واسعة من جانب النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعى.
"جزمة" النائب كمال أحمد تخطّت الواقع والصورة العادية لحذاء أحد النواب، وصارت رمزًا ضد التطبيع مع الدولة الصهيونية، وصار صاحبها بطلاً، بموقفه الواضح والحاد ضد من يريد وضع يده فى أيدى من قتلوا الشهداء فى حربى 67 و73، ليذكرنا هذا المشهد بما حدث فى العراق فى 14 ديسمبر 2008 عقب قيام منتظر الزيدى، الصحفى العراقى الشاب، بإلقاء حذائه على الرئيس الأمريكى السابق جورج بوش، فى أثناء انعقاد مؤتمر صحفى فى العاصمة العراقية بغداد.
حكاية "جزمة" كمال أحمد.. من الشراء لضرب توفيق عكاشة
"جزمة" النائب كمال أحمد التى كانت بطلاً فى جلسة اليوم بواقعة ضرب النائب توفيق عكاشة، قصة فى حد ذاتها، إذ اشتراها النائب قبل انعقاد جلسة مجلس النواب بأيام، بـ 320 جنيهًا من أحد محلات الإسكندرية، وهى مقاس 41.
وأكد كمال أحمد فى تصريحاته عقب واقعة ضرب توفيق عكاشة بالجزمة، أنه إذا طُلب منه أن يهديها فسيهديها للكنيسيت الإسرائيلى، لتكون شاهد عيان على نائب ثار لكرامة الشهداء والشعب المصرى.
وتابع كمال أحمد تصريحاته بالقول: "لى الشرف أننى أوصلت رأى الشعب المصرى والشهداء المصريين والفلسطينين تحت قبة البرلمان، ولتذهب عضوية المجلس للجحيم"، لافتًا إلى أنه لو أُسقِطت عضويته فإنه سيكون الفائز أمام التاريخ، ولو خسر العضوية فسيخرج بطلًا.
كمال أحمد: رفعت الحرج عن البرلمان والقيادة السياسية
وعن تفسيره الشخصى لموقفه ومبرراته ودوافعه العملية لاتخاذ هذا الموقف تحت قبة البرلمان، قال النائب البرلمانى المخضرم: "أنا رفعت الحرج عن البرلمان، وعن القيادة السياسية الملتزمة باتفاقية السلام والقوانين، وقمت بضرب النائب بالحذاء، وأنا مدرك للائحة، فأنا أعرف أن البرلمان مكبّل بالاتفاقية والقوانين، ولهذا قررت التصرف ورفع الحرج عنه.
وعن الشخص الآخر الذى يمكن أن يضربه بالحذاء، قال كمال أحمد: "السفير الإسرائيلى لو جاء البرلمان سأضربه بالحذاء"، متحدّيًا كمال أحمد أن يدخل توفيق عكاشة دائرته.
وأضاف "أحمد": "أنا لا أتصالح مع الغدر والخيانة"، وذلك ردًّا على سؤال حول إمكانية تصالحه مع عكاشة لو اعتذر، متابعًا: "ليست لى أيّة خصومة معه، وإنما أدافع عن كرامة النواب والمجلس والشعب المصرى، وأنا كنائب منتخب أردت إيصال صوت الشعب للعالم، خاصة وأن البرلمان مقيد باتفاقية السلام، والشعب له رأى آخر، والبرلمان غير قادر على التصرف، وأنا رفعت الحرج عنه وأعدت اعتبار المجلس جماهيريًّا أمام الشعب المصرى".