جاء
خطاب الرئيس عبد الفتاح السيسى أمام البرلمان اليابانى، معبرًا عن كثير من طموحات الشعب المصرى، ووجه من خلاله رسائل للعالم أجمع، حول عدة قضايا رئيسية منها مواجهة التطرف والإرهاب، وكيفية دعم التنمية المستدامة.
وكان استقبال الرئيس عبد الفتاح السيسى، بحفاوة بالغة، وحرص الأعضاء على الوقوف لتحية الرئيس قبيل وأثناء كلمته، وحرصوا أيضًا على التصفيق الحار للرئيس السيسى أثناء مغادرته للقاعة عقب إلقاء كلمته، وظلوا واقفين لنحو دقيقة كاملة يصفقون للرئيس، مما يدل على أهمية الزيارة التاريخية للرئيس السيسى، كثانى رئيس أفريقى، بعد "نيلسون مانديلا"، زعيم جنوب أفريقيا الراحل، وهو سادس رئيس يلقى كلمة للبرلمان اليابانى فى تاريخه.
السيسى: العالم يشهد إرهابًا يبغض الحضارة ويسعى لتحقيق أهداف خبيثة
وألقى الرئيس كلمة فى البرلمان اليابانى، بدأها بـ"بسم الله الرحمن الرحيم"، وأضاف: "لقد جئت إليكم اليوم، حاملًا رسالة تعاون وإخاء من الشعب المصرى لأعبر لكم عن تقديره العميق لإسهام حضارتكم العظيمة فى إثراء التراث الإنسانى ودعمها للسلام والتنمية على مدار عقود طويلة التزمت فيها بنهج الدولة المحبة للسلام وامتدت أياديها بالخير والنماء، تبنى وتعمر وتبث فى النفوس روح الأمل والعمل، وتعلى قيم النظام والمثابرة والاجتهاد، وهى القيم التى تعكس تعاليم الإسلام ومبادئه وتجسدها على أرض الواقع".
وتابع: "يطل على العالم فى الآونة الأخيرة إرهاب كريه يخرب العقول ويمرض النفوس ويدمر كل غرس طيب يعادى الإنسانية ويبغض الحضارة ويسعى لتحقيق أهداف خبيثة ومصالح ضيقة لفئات لا تعرف أديانًا ولا أوطانًا فأضحى عدوًا للإنسانية بأسرها يشن عليها هجومًا شاملًا، وهو الأمر الذى يقتضى أن تأتى مواجهته جماعية ومكافحته أيضًا شاملة، لا تقتصر فقط علـــــى المواجهـــات العســـــكرية والتعاون الأمنـــــــــى، وإنما تمتد لتشمل الجوانب الاقتصادية والاجتماعية للحيلولة دون توافر الظروف التى تمثل بيئة خصبة وحاضنة طبيعية لهذه الآفة الخطيرة، بالإضافة إلى اشتمالها على الأبعاد الفكرية والدينية لتصويب الخطاب الدينى وتنقيته من الأفكار المغلوطة والتفاسير الملتوية التى تجافى صحيح الدين وتنافى قيمة الحميدة وتعاليمه السامية ويلعب الأزهر الشريف دورًا مقدرًا فى هذا الشأن باعتباره منارة للإسلام المعتدل وقيمه الصحيحة التى تعلى قيم التسامح والرحمة والتعارف وقبول الآخر".
السيسى: الجماعات الإرهابية تستغل القضية الفلسطينية لتبرير أعمالها الإجرامية
وأضاف الرئيس: "ويتكامل مع هذا الجهد الفكرى إصلاح وتطوير نظم التعليم وهو الصعيد الذى تقدمت فيه اليابان إلى حدود بعيدة فتمكنت من غرس قيم سامية فى نفوس النشء كان لها أطيب الأثر فى تكوين المواطن الصالح، الذى يدرك ويقدر قيمة العمل ليس لصالحه فقط كفرد، ولكن أيضًا لمردوده الإيجابى على المجتمع والوطن، إن مصر تتطلع للتعاون مع اليابان فى مجال التعليم للاستفادة من تجربتها الرائعة التى جمعت بين الجودة الرفيعة للعملية التعليمية مع الاهتمام البالغ بغرس القيم الإنسانية الراقية للوطنية والعمل الجماعى التى أقدر أنها رافدًا أساسيًا للتنمية الاقتصادية والاجتماعية".
وتابع: "لا يخفى عليكم أن الجماعات الإرهابية لطالما استغلت القضية الفلسطينية ومعاناة الشعب الفلسطينى كذريعة لتبرير أعمالها الإجرامية ضد دول العالم، وكذلك فى دعايتها لاستقطاب عناصر جديدة إلى صفوفها.. وتواصل مصر مساعيها جاهدة للتوصل إلى تسويات سياسية للأزمات المتفاقمة فى سوريا وليبيا واليمن بما يحافظ على وحدة هذه الدول الشقيقة وتقدر مصر الجهود اليابانية إزاء تسوية هذه القضايا التى تتوافق وجهات نظر حكومتى مصر واليابان تجاهها".
واختتم الرئيس كلمته بقوله: "تلك كانت كلماتى إليكم تحدثت معكم من خلالها بكل الصدق وأرجو أن يكون صداها الذى تردد بين جنبات هذا البرلمان العريـــق قــــد أقنــــع عقولكـــم ولمس قلوبكــــم إنها رسالة سلام ومحبة وتعبير صادق عن إرادة شعب بلادى ورغبته فى العمل والتعاون مع اليابان وشعبها ودعوة خالصة من القلب لنضع أيدينا معًا لنقدم للعالم نموذجًا فى إيجابية العلاقات الدولية وتوظيفها لخير الإنسانية وبناء الحضارات.. شكرًا لكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".
رئيس البرلمان اليابانى يرحب بزيارة السيسى لبلاده
فى السياق نفسه رحب رئيس البرلمان اليابانى، بزيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى، إلى بلاده، وقال إنه أول رئيس مصرى يلقى كلمة أمام البرلمان، مشيرًا إلى إنجاز مصر لـ" خارطة الطريق".
وأوضح رئيس البرلمان اليابانى، أن دول العالم كلها تتابع ما يحدث فى الشرق الأوسط، وأن اليابان تسعى لحل القضايا الملحة ضمانًا لاستقرار المنطقة.
واختتم كلمته بتمنى المزيد من التنمية والنهوض لمصر، وقال: "أتوجه بالشكر نيابة عن أعضاء المجلس إلى الرئيس السيسى".
رئيس البرلمان اليابانى: مصر دولة قيادية بالشرق الأوسط
ووصف رئيس مجلس النواب اليابانى مصر- فى كلمته خلال زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى للبرلمان اليابانى (الدايت)- بـ"الدولة القيادية فى الشرق الأوسط"، التى تمكنت من التغلب على الاضطرابات فى المنطقة بفضل جهود الرئيس عبد الفتاح السيسى والشعب المصرى.
يذكر أن شوارع طوكيو تزينت بالأعلام المصرية، وذلك احتفاء بزيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى، إلى اليابان.