أثار مقترح النائب بدوى عبد اللطيف، عضو مجلس النواب عن حزب الوفد، بطرح حلول توفر التمويل اللازم لاستصلاح الأراضى أحدها إنشاء صندوق خاص تحت إشراف القوات المسلحة، يدفع فيه أبناء القادرين مبلغ مالى قدره 50 ألف جنيه مقابل عدم أداء الخدمة العسكرية، استياء عدد من نواب مجلس النواب، الذين رأوا فى هذا المقترح إخلال بمبدأ الانتماء الوطنى وروح العسكرية المصرية التى تسير بمبدأ المساواة فى تأدية الخدمة العسكرية.
ورغم أن مقترح النائب الوفدى، كان هدفه توفير التمويل اللازم ومساحة أرض من 5 إلى 10 أفدنة لأبناء الفلاحين والطبقات الوسطى لزراعتها، باستهداف استصلاح 10 ملايين فدان، إلا أنهم رفضوا طرح هذا المقترح لما يمثله من تهديد للأمن القومى، مشددين على أن الخدمة العسكرية هى مصنع الرجال ولا يمكن إعفاء أحد من تأديتها مقابل أموال.
حمدى بخيت: "مش هنبيع انتماءنا الوطنى بالفلوس ومقترح عدم أداء الخدمة العسكرية متاجرة"
وقال النائب اللواء حمدى بخيت، عضو مجلس النواب عن دائرة مدينة نصر، بمحافظة القاهرة، إن مقترح دفع أبناء القادرين مبلغ مالى مقابل عدم أداء الخدمة العسكرية، طرح عار تمامًا من الانتماء الوطنى، مضيفًا: "مش هنبيع انتماءنا الوطنى بالفلوس، ووجهة النظر دى قاصرة وفيها أنانية".
وأضاف عضو مجلس النواب عن دائرة مدينة نصر، فى تصريح لـ"برلمانى"، أن الخدمة العسكرية شرف وواجب ينمى قيم كبيرة، ولا يجب أن يستغل أحد الحاجة الاقتصادية للدولة، لأن هذا الأمر متاجرة بحاجة الدولة والانتماء الوطنى، وهو أمر غير مقبول.
وتابع عضو مجلس النواب بمحافظة القاهرة: "لقد شاهدنا آثار عدم أداء بعض الشباب الخدمة العسكرية نتيجة من لم يخدم فى الجيش بسبب الإرجاء من أداء الخدمة، الأمر الذى ترتب عليه وجود جيل من الشباب الغير متفهم للولاء والانتماء وقيم الجيش، والذين تم استغلالهم فيما بعد خلال الفترة الماضية".
وشدد على ضرورة أداء الشباب للخدمة العسكرية لحماية الأرض والعرض، مضيفًا: "لو فى حد معاه فلوس، أولى بيه يدخل ابنه الجيش عشان يطلع راجل يحمى بلده ويحمى فلوسه".
علاء عابد عن مقترح الإعفاء من الخدمة العسكرية بمقابل مادى: "اتبرعوا لتحيا مصر أولى"
ورفض علاء عابد، رئيس الهيئة البرلمانية لحزب المصريين الأحرار، المقترح، مضيفًا: "الخدمة العسكرية إلزامية وتنمى روح الوطنية بداخل شباب مصر، وإذا كان الغنى يعفى بدفع مبالغ فبالتالى ستبقى الخدمة العسكرية شرف للفقير أن يحمى هذا الوطن".
وأضاف رئيس الهيئة البرلمانية لحزب المصريين الأحرار، فى تصريح لـ"برلمانى"، أن الدستور المصرى واضح، ويرفض التمييز بسبب العرق أو الديانة أو الفوارق الاجتماعية، وبالتالى فإن هذا المقترح مخالف ومجرم من الدستور، مشيرًا إلى أنه إذا كان الهدف من هذا المقترح هو مساعدة القوات المسلحة والدولة فى تنفيذ مشروعات فهناك صندوق تحيا مصر من الممكن أن يتبرع له أى شخص بغض النظر عن المقابل.
تامر الشهاوى: مقترح الإعفاء من الخدمة العسكرية بمقابل مادى يعيدنا لزمن الجهادية القديم
ومن جانبه، قال اللواء تامر الشهاوى، عضو مجلس النواب عن دائرة مدينة نصر بمحافظة القاهرة، "أنا لم أسمع بهذا المقترح، وإن صح هذا الطرح فإننى أختلف مع هذه الفكرة بشكل عام، لأنها تعود بنا إلى زمن الجهادية القديم، الذى كان يدفع فيه القادرون أموالًا مقابل الإعفاء من أداء الخدمة العسكرية"، مضيفًا أن روح القانون وروح التجنيد قائمة على تجنيد القادر وغير القادر.
وأضاف "الشهاوى" - فى تصريح خاص لـ"برلمانى"، أن روح التجنيد تضع كل شباب الدولة المصرية داخل المنظومة العسكرية، فى إطار نوع من الخلط والمزج لكل أنواع الثقافات والطبقات الاجتماعية، للخروج بمنتج وطنى لا يعتمد على توقيت التجنيد، ولكنها تجعل الشباب يعيش التجربة الوطنية التى تظل فى وجدانه وذاكرته إلى أبد الآبدين.
وأكد عضو مجلس النواب عن دائرة مدينة نصر بمحافظة القاهرة، أن طرح فكرة الإعفاء من الخدمة العسكرية بمقابل مادى له تأثير شديد الضرر على الولاء والانتماء، والمكون الوطنى الوجدانى للشباب المصرى، وهو مقترح غير موفق.
سلامة الجوهرى: مقترح إعفاء القادرين من الخدمة العسكرية بمقابل مادى يعيدنا لـ"الملكية"
بدوره، رفض اللواء سلامة الجوهرى، نائب رئيس الهيئة البرلمانية لحزب المصريين الأحرار، ورئيس وحدة مكافحة الإرهاب فى المخابرات الحربية سابقًا، مقترح دفع أبناء القادرين أموالًا مقابل الإعفاء من الخدمة العسكرية.
وقال الجوهرى لـ"برلمانى"، إن هذا المقترح مرفوض تمامًا، لافتًا إلى أن الخدمة العسكرية إلزامية على الجميع، وتطبيقها نوع من المساواة بين أبناء الشعب، معتبرًا أن هذا المقترح يعيدنا إلى عصر الملكية، متسائلا كيف يمكن أن يتقدم نائب بهذا المقترح فى وقت ينادى به الجميع بالحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية وفقًا لمبادئ الثورة؟.
وتابع الجوهرى "لو الغنى دفع فلوس عشان الإعفاء من الخدمة العسكرية يبقى الفقير يعمل إيه"، مضيفًا: "أن الخدمة العسكرية تعنى الدفاع عن وطن وعرض وحدود ولذلك فهى إلزامية على الجميع"، مؤكدًا أن هذا المقترح يؤدى إلى تشتيت المجتمع، ويفتح الباب للواسطة والرشوة والمحسوبية.