بعد خيبة الأمل التى مُنيت بها قائمة "نداء مصر" فى المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية 2015، وخسارتها أمام قائمة "فى حب مصر" فى دائرة قطاع شمال ووسط وجنوب الصعيد، قررت القائمة الانسحاب من المشهد الانتخابى.
وفى هذا السياق قال هشام عنانى، الأمين العام لائتلاف "نداء مصر" والمرشح للانتخابات عن قائمة الائتلاف، إن قائمته خاضت الانتخابات بهدف تحقيق أهداف الثورة واستكمال خارطة الطريق، إلا أن هناك من حاول الانقضاض على المشهد، بمساعدة عدد من وسائل الإعلام، ولهذا قررت القائمة الانسحاب الكامل من المرحلة الثانية للانتخابات البرلمانية، مضيفًا - خلال مؤتمر صحفى، أمس السبت - أن الائتلاف ينوى الطعن على العملية الانتخابية، نظرًا لوجود تدليس سياسى فى الدعاية الانتخابية، واستخدام المال السياسى، موضّحًا أن "نداء مصر" خاضت الانتخابات رغم الإمكانات المحدودة والتمويل الذاتى، ولم تكن هناك أدنى صعوبة فى الوصول إلى قلب رجل الشارع.
وتابع هشام عنانى فى تصريحاته خلال المؤتمر: "أبناء قائمة نداء مصر دماء جديدة لا يقبلون المساومة، وخضنا الانتخابات بشرف، ولم نلجأ للتصويت الطائفى ولا المال السياسى، ونحن الأولى بالفوز بقائمة الصعيد"، مشيرًا إلى عدم جدوى شكاوى المخالفات الانتخابية التى تقدمت بها القائمة للجنة العليا للانتخابات البرلمانية، وأنها لم تثمر شيئًا، ولهذا قرروا الانسحاب.
فى حب مصر: إفلاس ومحاولة لتبرير الفشل
فى الجانب المقابل لموقف "نداء مصر"، وعلى صعيد ردود فعل وآراء القوى السياسية الأخرى فى خطوة الانسحاب، علق الكاتب الصحفى مصطفى بكرى، منسق قائمة "فى حب مصر" بقطاع شمال ووسط وجنوب الصعيد، على قرار انسحاب قائمة "نداء مصر" من المرحلة الثانية للانتخابات البرلمانية، بأنه "إفلاس ومحاولة لتبرير الفشل"، موضّحًا أن الشعب المصرى اختار ممثّليه ومن وثق فيهم، ولن ينظر للمشبوهين أو من دارت الشبهات حول وجودهم ومواقفهم، على حدّ قوله.
حزب المؤتمر: الانسحاب ضد ما تقتضيه المصلحة الوطنية
اللواء أمين راضى، الأمين العام لحزب المؤتمر، قال إنه يجب الابتعاد عن ترديد فكرة الانسحاب من الانتخابات، وخاصة فى تلك المرحلة الخاصة والحساسة من عمر الوطن ومسيرته، وأن إعلاء قيمة المصلحة العامة على حساب المصلحة الخاصة من الأمور والمواقف المهمة التى يجب على الجميع اتخاذها فى هذه المرحلة، مشيرًا إلى أن العملية الانتخابية مرحلة فارقة فى تاريخ الوطن، يجب الانتباه إليها وإصلاح أخطائها فى المراحل المقبلة، ولكن الانسحاب ضد ما تقتضيه المصلحة الوطنية للبلاد.
أحمد السجينى: على أصحاب دعوات عرقلة الانتخابات إدراك استثنائية اللحظة
أما النائب أحمد السجينى، الفائز بعضوية مجلس النواب المقبل عن دائرة قطاع غرب الدلتا، فأكد أن فكرة الانسحاب من الانتخابات تؤثر بالسلب على الكتلة صاحبة القرار، ما يؤدّى إلى فقدانها لقواعدها الشعبية طوال فترة انعقاد المجلس .
وأضاف "السجينى": "على أصحاب الدعوات الساعية لعرقلة الانتخابات، سواء بالانسحاب أو استغلال الثغرات القانونية، لتعطيل الانتخابات أو الطعن عليها، أن يدركوا استثنائية المرحلة التى تمر بها البلاد، وأن يتحملوا مسؤوليتهم الوطنية حتى تستكمل مصر بناء مؤسساتها التشريعية الرئيسية قبل نهاية العام"، مشدّدًا على أنه إذا كانت هناك تجاوزات ملموسة من المنافسين فيجب التقدم بها إلى اللجنة العليا للانتخابات أو الجهات صاحبة الاختصاص لتقول كلمتها الفاصلة.
حزب الوفد: المخالفات الحادثة لا تستوجب الانسحاب من المشهد
فى حين طالب طارق تهامى، عضو الهيئة العليا لحزب الوفد، أصحاب دعوات الانسحاب من المشهد الانتخابى بإدراك الظروف التى تمر بها مصر حاليًا، قائلاً: "مصر تحتاج إلى برلمان"، وفرق "تهامى" الذى قرر حزبه الانسحاب من المشهد ومقاطعة الانتخابات فى العام 1990، وبين المنسحبين حاليًا، معتبرًا أن مقاطعة الوفد فى ذلك الوقت كانت لها ظروفها التاريخية، برفض النظام الحاكم وقتها تعديل قانون الانتخابات، والذى كان يؤدّى مباشرة إلى فوز مرشحى الحزب الوطنى .
وأضاف "تهامى"، أن الوفد انسحب أيضًا فى انتخابات العام 2011، وذلك احتجاجًا على التزوير الفاضح فى انتخابات المرحلة الأولى، والمساومات التى حدثت وقتها، وبعدها توالت الانسحابات، متابعًا: "الآن الامر مختلف، وإذا كانت لدينا تحفظات على أداء اللجنة العليا للانتخابات، وخاصة آليات مراقبة الإنفاق الدعائى الذى تجاوز السقف المحدد من قبل اللجنة، فإن كلها مخالفات لا تستوجب الانسحاب من المشهد، ولكن إذا ما تكرّرت فى المرحلة الثانية فإننا سنقاضى اللجنة العليا للانتخابات".
"الجبهة المصرية وتيار الاستقلال": ننتظر حكم القضاء الإدارى لاتخاذ القرار المناسب
أما المهندس أسامة الشاهد، نائب رئيس حزب "الحركة الوطنية" والقيادى بقائمة الجبهة المصرية وتيار الاستقلال، فقد أكد أن قائمته رفعت عدة دعاوى قضائية تطالب بتأجيل المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية، إضافة إلى وقف إعلان النتيجة، مشيرًا إلى أن قرار انسحاب قائمة "نداء مصر" ينطبق على مرشحيهم فى الفردى، وذلك لعدم منافستهم على أى من قائمتى المرحلة الثانية.
وأوضح "الشاهد" أن قائمة الجبهة المصرية وتيار الاستقلال، تنتظر حكم القضاء المصرى فى الدعاوى التى رفعتها، لاتخاذ القرار المناسب بشأن السباق الانتخابى، مشيرًا فى الوقت نفسه إلى أن القائمة واجهت صعوبات شديدة فى المنافسة، فى ظل التعنت وعدم حيادية اللجنة العليا للانتخابات.