كتبت فاطمة شوقى
نشرت صحيفة لاريبوبليكا الإيطالية، الجزء الثانى من الحوار، الذى أجرته مع الرئيس عبد الفتاح السيسى، والذى دار فيه الحديث بشكل أوسع حول ملف الأمن القومى لمصر، وحدودها والمخاطر التى تحيط بها فى ليبيا، وأكد السيسى فى حواره على أن التدخل العسكرى فى ليبيا لابد له من إجراء مبادرة مصرية إيطالية أو أوروبية أو دولية بطلب ليبى، وبتفويض من الأمم المتحدة والجامعة العربية، ولكن يجب أن نتذكر درسين "درس أفغانستان ودرس الصومال، حيث إنه حدث تدخلات خارجية قبل 30 عامًا، ولكن ما هو التقدم الذى تحقق منذ ذلك الحين؟.. النتائج يراها الجميع والتاريخ يتحدث".
دعم الجيش الوطنى الليبى أفضل من التدخل العسكرى
وأكد السيسى، أنه بدلا من التدخل العسكرى فى ليبيا لابد أن ندعم "الجيش الوطنى الليبى"، الذى يقوده اللواء خليفة حفتر، وقال "هناك نتائج إيجابية يمكن تحقيقها إذا دعمناه وهذه النتائج يمكن التوصل إليها قبل أن نتحمل مسئولية التدخل".
وأضاف: "فى حال تقديمنا أسلحة ودعمًا للجيش الوطنى الليبى يمكنه القيام بعمل أفضل من أى جهة أخرى، وأفضل من أى تدخل خارجى يمكن أن يقودنا إلى وضع يفلت منا ويؤدى إلى تطورات لا يمكن السيطرة عليها"، مؤكدًا أن مصر تشجع برلمان طبرق، الذى يدعم بأغلبيته اللواء حفتر.
وقال السيسى، إن الأوروبيين ينظرون إلى ليبيا كما لو أن تنظيم داعش هو التهديد الوحيد، موضحا أن هذا خطأ، وعلى الجميع أن يكونوا مدركين أن هناك أسماءً عدة تحمل العقائد ذاتها، وتابع: "ماذا نقول عن شبكات القاعدة مثل أنصار الإسلام ومثل الشباب الصوماليين، وحتى بوكو حرام فى أفريقيا؟"، مضيفًا "هناك خمسة أسئلة فى حال القيام بعملية عسكرية يومًا ما بقيادة إيطالية فى ليبيا هى "أولًا: كيف ندخل إلى ليبيا وكيف نخرج منها؟ وثانيًا: من سيتحمل مسئولية إعادة بناء القوات المسلحة وأجهزة الشرطة؟ ثالثًا: خلال المهمة ماذا سيجرى لإدارة الأمن وحماية السكان؟ رابعًا: هل سيكون التدخل قادرًا على تلبية احتياجات ومتطلبات كل مكونات شعب ليبيا؟ وخامسًا: من سيتكفل بإعادة الإعمار على المستوى الوطنى؟".
مصر دولة فقيرة وتحمى 5 ملايين لاجئ
وحول أزمة اللاجئين قال السيسى، إنه يتعين على أوروبا دعم البلدان التى يوجد فيها مجاعة ويأس، وذلك من أجل خلق بيئة أكثر أمنًا واستقرارًا، كما من شأنها إقناع الشباب البقاء فى بلدانهم وعدم الرحيل، فلابد من إعطاء جميع الوسائل المتاحة لمساعدة هذه البلدان، وفى حال عدم عمل ذلك فإن الهجرة غير الشرعية ستستمر لسنوات عديدة جنبًا إلى جنب مع معاناة الشعوب وأزمة انتقالهم من بلدانهم الأصلية إلى سواحل أوروبا".
وأكد السيسى ردًا على سؤال حول تعامل مصر مع موجة اللاجئين، "مصر هى موطن لـ5 ملايين لاجئ، يأتون من ليبيا والعراق وسوريا وإفريقيا ونحن لسنا دولة غنية ومتقدمة مثل دول أوروبا، كما أننا لا نتعامل معهم على أنهم لاجئون، بل نتعامل معهم كأخوة، وآمل أن من يقرأ هذه الكلمات يتشجع لاستقبال أولئك الذين يرغبون فى الهجرة، لا تتخلوا عن الفقراء والضعفاء.. ولا تديروا ظهوركم لهم".