كتب - أحمد عبد الهادى
يعتبر "العمدة" داخل دائرته له دور مهم للغاية، فيعتبر فى بلدته أو قريته رأس السلطة والمتحكم فى زمام أمورها بفضل سمعته الطيبة وسيرته الحسنة ومقدرته على وجود وجهات نظر تلائم أهالى بلدته، ويلجأ إليه أهالى القرية لحل الكثير من مشاكلهم سواء الخلاف على ملكية أراضى أو فض النزاعات العائلية، أو خلافات الثأر.
ويعادل منصب العمدة فى العديد من الدولة الأوربية منصب رئيس مجلس المدينة أو وظيفة المحافظ, وفى مصر كان منصب عمدة القرية معروفا بداية من عهد المصريين القدماء، وكان يعد امتدادا لوظيفة شيخ البلد التى كانت تطلق فى البداية على هذه الوظيفة، واستمر ذلك حتى عهد المماليك ومن بعدهم العثمانيين وفى عهد الخديوى إسماعيل وفى عام 1871م تم إصدار قانون نص على أن يكون على رأس كل قرية عمدة يرأس فرقة أمنية من الخفراء ويعاونه شيخ البلد أو أكثر من شيخ للبلد.
ويقوم العمدة بوظيفته الاجتماعية فهو فى نظر قومه كبير القرية وكبير المقام والذى يصلح بينهم ويشاركهم مناسباتهم الحزينة والسعيدة فهو الكبير الذى يتم من خلاله حل أى مشاكل بقريته عن طريق المجالس العرفية التى يتم الحكم فيها تبعا للأعراف والتى يقيمها العمدة فى دواره وهذا الدوار نفسه له مكانة خاصة فى نفوس أهل القرية لأنه المكان الذى تنتهى فيه المنازعات الكبرى ويتجمع فيه كل كبار القرية وزوارها وضيوفها من المسئولين ولهذا كان يجب أن يكون العمدة من أكبر عائلات القرية والتى كان نادرا أن تخرج العمودية منها وتتوارثها الأجيال جيلا بعد جيل .
وكان هذا المنصب لسنوات عدة حكرا على الرجال فقط إلى أنه فى عام 2008 تم تعيين أول سيدة فى هذا المنصب تدعى إيفا هابيل كيرلس عضو منتخب فى المجلس الشعبى المحلى لمحافظة أسيوط ثم تم تعيينها عمدة لقرية تسمى كمبوها بحرى.