الجمعة، 22 نوفمبر 2024 07:40 م

المستشار محمود رسلان: عدم خضوع البرلمان لأى رقابة على شئونه المالية غير دستورى.. نسبة 25% لتكوين الائتلاف مبالغ فيها ولا مثيل لها بالعالم.. والبرلمان يتسلم اللائحة من "المجلس" السبت المقبل

مجلس الدولة ينتقد مواد بلائحة النواب

مجلس الدولة ينتقد مواد بلائحة النواب مجلس الدولة ينقد مواد بلائحة النواب
الأربعاء، 23 مارس 2016 08:42 م
كتبت هدى أبو بكر
قسم التشريع بمجلس الدولة سيرسل مشروع اللائحة الداخلية لمجلس النواب صباح السبت المقبل، مرفقا به ملاحظات القسم وحيثياته حول هذه الملاحظات.. هكذا قال المستشار محمود رسلان رئيس قسم التشريع بالمجلس فى تصريحات صحفية له اليوم، مؤكدا على أن القسم انتهى من مراجعة مشروع اللائحة ويتبقى له الصياغة النهائية مع كتابة ملاحظاته او ما يسمى وفقا للقسم بـ"التبليغ".

قسم التشريع بمجلس الدولة حسم بالفعل عددا من المواد الجدلية بمشروع اللائحة الداخلية لمجلس النواب وانتهى الى رأى فيها، إلا أنه لم يفصح عنها باعتبار أنه لم يرسلها بعد إلى مجلس النواب، ولا يجوز أن يفصح عن ملاحظاته قبل إرسالها إلى مجلس النواب.

المواد الخمسة الأكثر جدلا بين مشروع اللائحة


وعلم برلمانى أن 5 مواد بمشروع اللائحة الداخلية هى التى احتلت المساحة الأكبر من النقاشات بقسم التشريع بين أعضائه، وهى المواد الأكثر جدلا بين نصوص مشروع اللائحة، على رأسها المادة (178) من مشروع اللائحة، والتى قيدت مجلس الدولة بمدة 30 يوما فى مراجعته لمشروعات القوانين وإلا يواصل مجلس النواب إجراءاته نحو إقرار مشروعات القوانين.
من جانبه قال المستشار محمود رسلان رئيس قسم التشريع بمجلس الدولة حول هذه المادة خلال مؤتمر صحفى عقده اليوم على هامش الاجتماع الأخير للقسم لإنهاء أعمال المراجعة والصياغة لمشروع اللائحة، أن هذه المادة كانت مثار خلاف وجدل كبير فى النقاشات، وكان الاتجاه الأكبر فى هذه النقاشات هو عدم دستورية المادة بسبب تقييد مجلس الدولة بمدة الـ30 يوما للانتهاء من مراجعة مشروعات القوانين، وأشار رسلان إلى أن تأخير مشروعات القوانين بمجلس الدولة فى كثير من الأحيان يكون لأسباب بعيدة عنه، ذلك لأن قسم التشريع يقوم بمخاطبة الجهات المعنية بمشروع القانون، وهنا وفى أوقات كثيرة تتأخر هذه الجهات عن الرد.

يشار إلى أن نص المادة 190 من الدستور لم تقيد مجلس الدولة بأى مواعيد للإنتهاء من مراجعة مشروعات القوانين، لذلك تشوب المادة 178 من مشروع اللائحة شبهه عدم الدستورية.

تفرغ الأعضاء للعمل البرلمانى وعودة النواب إلى جهة عملهم بعد انتهاء مدة عضويتهم من المواد الجدلية


وكانت ثانى المواد التى أثارت جدلا أثناء مناقشتها بقسم التشريع وبحسب ما قاله المستشار محمود رسلان، هى تلك المادة المتعلقة بتعيين عضو مجلس النواب، الذى تنتهى مدة عضويته فى الجهة التى ينتمى إليها أو التى كان يعمل بها، وأشار المستشار رسلان إلى أن هذه المادة كانت محل نقاش بين أعضاء القسم.

وهذه المادة تحمل رقم 356 من مشروع اللائحة الداخلية لمجلس النواب وتنص على "يجوز لعضو الهيئة المستقلة، أو الجهاز الرقابى الذى انتخب أو عين فى مجلس النواب العودة لعمله السابق على ترشحه قبل اكتسابه العضوية، وذلك بموافقة جهة عمله، فإذا لم توافق جهة عمله على عودته، شغل وظيفة تعادل الدرجة الوظيفية لأقرانه فى جهة عمله فى الجهاز الإدارى للدولة، ويلغى كل حكم يخالف ذلك.

وتسرى هذه الأحكام على غيرهم من الفئات، التى استلزم القانون تقديمها للاستقالة قبل الترشح عدا الوزراء ونوابهم، ورؤساء الهيئات المستقلة والأجهزة الرقابية، والمحافظين ونوابهم".

قسم التشريع بمجلس الدوله (4) copy

كما أشار المستشار رسلان إلى أن المادة المتعلقة بتفرغ النواب للعمل البرلمانى أيضا كانت محل جدل والتى تنص على أن عضو مجلس النواب الذى يعمل فى الحكومة أو القطاع العام أو قطاع الأعمال العام يتفرغ للعضوية ويتقاضى مكافأته فى الجهة التى ينتمى لها، بالإضافة إلى مكافأة العضوية، مؤكدا على أن هذه المادة أثير تساؤلات حولها بشأن الأعضاء العاملين فى القطاع الخاص، حيث يوجد تفرقة هنا فى النص بينهم وبين العاملين فى الجهات الحكومية أو القطاع العام.

يشار إلى أن المادة 103 من الدستور تنص على "يتفرغ عضو مجلس النواب لمهام عضويته، ويحتفظ له بوظيفته أو عمله وفقا للقانون".

النص على عدم خضوع البرلمان لأى رقابة مالية يشوبه عدم الدستورية


المادة ( 410) والخاصة بالشئون المالية لمجلس النواب، والتى نصت على أنها غير خاضعة لأى رقابة من سلطة أخرى، بما يعنى أنه لن يكون للجهاز المركزى للمحاسبات صلاحية مراجعة الشئون المالية للبرلمان، بعكس ما كان متبعا قبل ذلك، وعن هذه المادة قال المستشار محمود رسلان، إنها إحدى المواد التى كانت أيضا مثيرة للجدل ولايزال النقاش دائرا حولها بقسم التشريع.

قسم التشريع بمجلس الدوله (1) copy

بينما تشير الاحتمالات هنا أن هذه المادة تشوبها عدم الدستورية، لأن الجهاز المركزى للمحاسبات بوصفه الجهة الرقابية الأعلى بالبلاد له سلطة وصلاحية لمراجعة الشئون المالية لجميع الجهات والهيئات ومؤسسات الدولة بموجب الدستور.
وتنص المادة 410 من مشروع اللائحة الداخلية على "يتولى المجلس حساباته بنفسه، وهو فى ذلك غير خاضع لأية رقابة من سلطة أخرى، ومع ذلك فلرئيس المجلس أن يطلب من رئيس الجهاز المركزى للمحاسبات ندب من يراه، لوضع تقرير يقدم إلى رئيس المجلس عن حسابات المجلس وطريقة تنفيذ موازنته أو عن أى شأن من الشئون المالية الأخرى للمجلس".

نسبة الـ25%ً لتكوين الائتلافات مبالغ فيها..والبرلمان الفرنسى يمكن 15 عضوا فقط من تشكيل ائتلاف
أما المادة ( 97 ) من مشروع اللائحة والمتعلقة بتكوين الائتلافات، وهى المادة الأكثر جدلا على الإطلاق، التى أثارت حالة من الغضب والرفض لها بين أعضاء البرلمان ووصلت إلى انسحاب ما يزيد على 100 نائب من الجلسة بعد إقرارها، فاحتلت أيضا مساحة كبيرة من النقاش داخل قسم التشريع بمجلس الدولة، وكانت من المواد الجدلية، وهنا لا توجد أى مشكلة دستورية بالمادة، لكن الأمر يتعلق فكرة ترسيخ مبدأ هام وهو مبدأ التعددية الحزبية والسياسية داخل مجلس النواب والتى تقضى عليها هذه المادة بنصها الحالى.

المستشار محمود رسلان قال عن هذه المادة، إن قسم التشريع بالمجلس اطلع على تجارب الدول الأخرى فى هذا الشأن ليجرى مقارنة بين الوضع فى مصر والبلدان الأخرى، خاصة أن هذه هى التجربة الأولى فى مصر فيما يتعلق بتشكيل الائتلافات تحت قبة البرلمان.

قسم التشريع بمجلس الدوله (2) copy

وقد اطلع قسم التشريع فى هذا الشأن على تجارب دول مثل فرنسا والمغرب وتونس وغيرها، ووجد ان نسبة ال25% والتى تعادل 150 عضو كشرط لتشكيل الائتلاف فى البرلمان المصرى، هو رقم مبالغ فيه بشدة وليس له أى مثيل فى أى دول، فعلى سبيل المثال فى فرنسا يمكن تكوين ائتلاف من 15 عضوا فقط بالرغم من أن عدد أعضاء البرلمان الفرنسى قد يزيد عن عدد أعضاء البرلمان المصرى.

المستشار رسلان: اللائحة فى مجملها متوافقة مع أحكام الدستور والقانون


وقال المستشار محمود رسلان، رئيس قسم التشريع بمجلس الدولة، فى تصريحاته للصحفيين على هامش الاجتماع الأخير للقسم لأعمال المراجعة النهائية، إن مجلس النواب بذل جهدا كبيرا فى مشروع اللائحة، وهو ما سهل على قسم التشريع مهمته، مشيرا إلى أن اللائحة فى مجملها متوافقة مع أحكام الدستور والقانون.

قسم التشريع بمجلس الدوله (5) copy

وأشار بيان صادر عن القسم اليوم إلى أن قسم التشريع يثمن غاليًا ويشيد بحرص مجلس النواب على اتخاذ اللازم نحو استيفاء لائحته الداخلية للإجراءات الدستورية المقررة حفظًا لها من أى عوار دستورى مع إدراك كامل من قسم التشريع للأهمية القصوى لتلك اللائحة فى سبيل اضطلاع مجلس النواب بدوره المنوط به دستوريًا تلبية لمطالب الشعب بسلطة تشريعية قادرة على تحقيق ما ترنو إليه بما يحقق مصلحة المواطن المصرى وطموحاته.

وأكد البيان على أن مجلس الدولة وقسم التشريع فى هذا المقام كسائر مؤسسات الدولة حريص كل الحرص على ترسيخ مبدأ الفصل بين السلطات وإعلاء قيم التعاون والتكامل بينها بما يحفظ للبلاد سلطات متعاضدة ليست فى جزر منعزلة فى مرحلة تحتاج فيها الدولة المصرية من الجميع التكاتف والتعاضد.

قسم التشريع بمجلس الدوله (6) copy


print