كتب تامر إسماعيل
كثير من المتابعين كانوا ينتظرون أن يتغير مشهد ضعف الإقبال على التصويت الذى شاهده الجميع خلال الجولة الأولى من المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية، بناءً على توقعات بتحسن أداء المرشحين وتزايد الحشد الإعلامى وإدراك المواطن أن غيابه عن المشهد قد يضر بمكتسبات ثورة 30 يونيو، إلا أن هناك عدة عوامل تضعف هذه الآمال وتبددها، عامل منهم يعرفه كل المهتمين والمراقبين ومرتبط بطبيعة جولة الإعادة فى أى انتخابات، وهو انحسار المنافسة فى الإعادة بين اثنين فقط من المرشحين، إلا أن هناك عوامل أخرى متعلقة بهذه الانتخابات فقط، ومرتبطة بالظرف السياسى والزمنى الذى تتم فيه، ويرصدها "برلمانى" فى السطور التالية.
تقارب الفترة بين الجولتين أدى إلى ملل الناخب
أجريت الجولة الأولى فى الـ14 محافظة فى 17و 18 أكتوبر، وتبدأ اليوم جولة الإعادة فى الداخل يومى 27 و 28 أكتوبر، أى بعد أقل من عشرة أيام، هذا بخلاف إعلان النتيجة رسميا وتقديم الطعون وإعلان نتائجها خلال هذه الأيام العشر، مما جعل الناخب يشعر بحالة من الملل، حتى الناخب الإيجابى الذى شارك فى الجولة الأولى قد يتعامل بسلبية مع جولة الإعادة بسبب تلاحق الأحداث وانشغال المواطن بأحواله المعيشية التى تسبب له أزمة بطبيعة الحال.
حسم صراع القوائم فى الجولة الأولى
بسبب قلة عدد القوائم المتنافسة على مقاعد المرحلة الأولى، كان الحسم فى المنافسة سريعا وجاء فى الجولة الأولى ولم يحدث إعادة فى كلا الدائرتين، وحسمت قائمتى "فى حب مصر" فى الصعيد وغرب الدلتا الأمر، وحسم هذه المنافسة سيكون أحد عوامل ضعف المشاركة فى الإعادة أكثر من الجولة الأولى التى شهدت منافسة و شحن إعلامى ودعائى أكبر للقوائم المتنافسة.
غياب الدعاية للمرشحين المتنافسين على مقاعد الإعادة
قلة الدعم المالى واعتماد كثير من المرشحين على التربيطات والحشد العائلى والقبلى أدى إلى ضعف بل واختفاء الدعاية الانتخابية فى دوائر المنافسة فى جولة الإعادة، مما أشعر كتلة الناخبين الأكبر أن المرشحين ليسوا فى حاجة إليهم وأنهم سيحسمون مقاعدهم بطرقهم الخاصة، مما ينبئ أن يكون الإقبال أضعف كثيرا فى جولة الإعادة.
سوء الأحوال الجوية فى عدد من محافظات الإعادة
السبب القدرى الذى يميز جولة الإعادة غدا وبعد الغد هو تردى وسوء الأحوال الجوية فى عدد من محافظات الإعادة، أهمها محافظة الإسكندرية، التى تتم فيها الإعادة فى دوائرها العشر، وقد تتسبب الشلل التام الذى يسيطر على شوارع المحافظة إلى غياب الناخبين بشكل كبير عن جولة الإعادة، خاصة أنه هناك حالة غضب كبيرة لدى المواطنين من الأداء الحكومى فى التعامل مع الأزمة التى تعيشها المحافظة، مما قد يتسبب فى فقدان جولة الإعادة 858 ألف ناخب سكندرى شاركوا فى الجولة الأولى.