منذ ثورة 1952 فى مصر، توالت الحكومات على مصر، ودائما كانت أحلام الشعب البسيطة تجد لها مكانا فى كلمات البيان الإنشائية، أما أرض الواقع فتخلو دائما من الأحلام الوردية، حيث الفقر، والبطالة، ومشكلات التعليم.
وباختلاف الأزمنة كانت مصر تحارب من حرب الاحتلال إلى التطرف والإرهاب والفقر والمرض، وأخيرًا حرب الفساد والعشوائية وعدم النظام.
فمن كلمة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر التى تحكى عن ما واجهته مصر فى مجلس قيادة الثورة من صعوبات وتحديات، إلى المهندس شريف إسماعيل ليحكى عن ما عانته مصر من سرقة الثورة، ومحاربة الفساد.
جمال عبد الناصر يقدم كشف حساب للثورة
قدم الزعيم الراحل جمال عبد الناصر فى انتخابات مجلس الأمة عام 1957، بيانًا تاريخيًا، يكشف فيه عن ما قام به فى خمس سنوات حكمها، وأهم ما واجهه من صعوبات وما حققه من إنجازات، وكان الزعيم الراحل يتقلد منصب رئيس الحكومة وقتها، ولم تكن هذه المرة الأولى لتوليه الحكومة، فتولاها فى الفترة من 1954 حتى 1958، وأيضًا فى الفترة من 1967 إلى 1970.
وقال عبد الناصر فى كلمته، إن مجلس قيادة الثورة واجه الكثير من الصعوبات، كما تحدث عن الإنجازات والنجاحات التى حققتها الثورة فى جميع المجالات الزراعية والصناعية والاقتصادية.
خطاب عبد الناصر عقب نكسة 1967
ألقى رئيس الحكومة ورئيس الجمهورية فى ذلك الوقت «جمال عبد الناصر» خطابًا أمام البرلمان فى الجلسة الافتتاحية لمجلس الأمة فى ٢٣ نوفمبر ١٩٦٧، بعد 5 أشهر من الهزيمة فى حرب 1967، تضمن تأكيده أن هذه الفترة تعد من أصعب الفترات التى مرت على مصر، وأصعب من أيام الهزيمة نفسها، مؤكدًا أن نكسة 67 ضربة شديدة وتسببت فى صدمة نفسية كبيرة لجميع المصريين.
أنور السادات الحكومة تحرص على مبدأ سيادة القانون واحترامه
قام محمد أنور السادات رئيس الجمهورية، ورئيس الحكومة فى 21 أبريل 1973 بتقديم بيان أمام البرلمان حول سياسته، وعرض برنامج الحكومة تجاه المعركة المنتظرة أمام العدو، الذى تمثل فى التعبئة الشاملة الكاملة لكافة الموارد المادية والبشرية التى تكفل خوض معركة الكرامة والحرب لاسترداد الأرض.
وأضاف خلاله كلمته أن الحكومة تحرص على مبدأ سيادة القانون واحترامه وتطبيقه، والعمل على زيادة الإنتاج والارتفاع بمعدلاته بحشد جميع الطاقات البشرية والمادية المتاحة للوفاء باحتياجات المرحلة آنذاك، والعمل على حل مشاكل الجماهير، وزيادة الاهتمام بالبحث العلمى والتنسيق بين المؤسسات القائمة عليه وتطويره لخدمة حركة البناء فى مجالات الإنتاج والخدمات، والعمل على الانفتاح الاقتصادى.
يذكر أن السادات تولى رئاسة الحكومة ثلاث مرات خلال فترة حكمه، فكانت أول حكومة تحت قيادته فى 27 مارس 1973، والثانية فى 25 أبريل 1974 والثالثة فى 14 مايو 1980.
ممدوح سالم يعتبر اعتراضات الشعب على ارتفاع الأسعار مؤامرة
اعتبر ممدوح سالم اعتراضات الشعب على رفع الأسعار مؤامرة، فى بيانه أمام مجلس الشعب فى 1977م، بعد انتفاضة الجماهير فى 18 و19 يناير، واشتهر حديثه وقتها بالحديث عن المؤامرة، معتبرًا اعتراضات الشعب على ارتفاع الأسعار نوع من التآمر التخريبى، وذات صله بالتيارات السياسية العالمية والداخلية، قائلًا: "إن كل من يهدف عن عمد أو غير عمد إلى حصر هذه الأحداث وهذا التآمر فى نطاق القرارات الاقتصادية لن يحقق إلا عزلته عن الفكر العالمى الاجتماعى".
كمال حسن البترول لن يكفى مصر خلال سنوات قليلة
وكانت كلمة كمال حسن، أحد بيانات الحكومة أمام البرلمان حيث تمركزت كلمة كمال حسن على، رئيس الوزراء فى يوليو 1984 وحتى أغسطس 1985، فى بيانه أمام مجلس الشعب عام 1984، حول أزمة البترول، وقال وقتها إن البترول لن يكفى مصر وفى غضون سنوات قليلة تكون بعدها مصر دولة مستوردة للبترول.
مبارك باكيًا بعد توليه الرئاسة: هكذا جاء قدرى
وبعد مقتل "السادات"، تولى محمد حسنى مبارك رئاسة الجمهورية، ورئاسة مجلس الوزراء، فبدأ أولى خطواته من مجلس النواب، الذى استهل أول خطاب له تحت قبته باكيًا وهو يقول كلمته الشهيرة "هكذا جاء قدرى" يقصد بذلك توليه الرئاسة.
وكان محور الرئيسى للخطاب يدور حول تهديد الإرهابيين الذين قتلوا السادات، حيث تعهد بالقضاء على الإرهاب الذى تسبب فى قتل الرئيس الراحل، وطلب وقتها من المجلس سن قانون الطوارئ لمساعدته فى القضاء عليه ومحاربته ودحره نهائيًا.
الخطاب الثانى لمحمد حسنى مبارك أمام البرلمان
قام محمد حسنى مبارك رئيس الجمهورية، بإلقاء بيانه أمام الحكومة، وتحدث بيان الحكومة عن منظمات رجال الأعمال رسميا بعد أن كان اتصالها بدوائر الحكم يجرى على استحياء، وفى حدود ضيقة، والتأكيد على إنه لا قيود على الاستثمار الخاص، فالباب مفتوح أمام من يرغب فى الاستثمار فى أى مجال للنشاط الاقتصادى، بالإضافة إلى أنه عرض سياسة الحكومة فى الالتزام بإضافة مساحات جديدة من الأرض الزراعية واستصلاحها.
على لطفى صاحب حكومة الكوارث فى البر والبحر والجو
وتركزت كلمة على لطفى رئيس الحكومة لعام 1985 والتى كانت حكومة صاحبة كوارث كبرى، حول حادثة اختطاف فلسطينيين للسفينة الإيطالية أكيلى لاورو فى محافظة بورسعيد المصرية، وإجبار طائرة مصرية على الهبوط فى إيطاليا، واختطاف أخرى فى لارناكا، وبعدها أحداث الأمن المركزى.
ورصد من خلال بيانه أهم ما حدث فى هذه الأزمات، وما توصلت الحكومة له فى الحلول المقترحة.
عاطف صدقى رئيس الحكومة الأكثر عمرًا
وكان عاطف صدقى رئيس مجلس الوزراء فى الفترة بين عامى 1986 إلى 1996، وكان هو صاحب أطول مدة فى رئاسة الوزراء فى مصر، حيث تولى المنصب لمدة عشر سنوات متتالية.
وكان صدقى صاحب خطابات متميزة أمام البرلمان، خاصة ما قاله فى بيانه أمام البرلمان عن قضية لوسى أرتين:"واحد بيبوس واحدة تحت السلم الحكومة مالها"، مستنكرًا من خلق أزمة من هذا الموضوع التافه.
عاطف عبيد: اتصالنا مع إسرائيل سيكون فى حدود خدمة فلسطين فقط
ومن جهته أعلن عاطف عبيد، خلال بيانه أمام الحكومة عن قرار وقف كل الاتصالات بالحكومة الإسرائيلية عدا ما يخدم الشعب الفلسطينى، متعهدًا باستمرار تقديم المعونات الإنسانية للشعب الفلسطينى، ومواصلة الجهود الدبلوماسية من أجل إقامة دولة فلسطين.
ووعد عبيد بإنشاء صندوق للبطالة، يمول من نصف أجور العمل المنظم، وتوقع وصول الحصيلة إلى 700 مليون جنيه سنويًا، فضلا عن وعود بسداد الديون العامة، وحل أزمة البطالة.
وتعرض «عبيد»، أثناء إلقائه بياناته المتتالية أمام البرلمان، لعدد من الانتقادات، حيث هاجمه النائب كمال أحمد خلال إلقائه بيان الحكومة، واتهمه بعدم المصداقية أمام برلمان 2000.
أحمد نظيف يعتمد على 7 محاور فى بيانه أهمها فرص العمل والاستثمار
وفى سياق متصل تضمن البيان الأول لأحمد نظيف، أمام مجلس النواب خطة عمل الحكومة فى وقتها، وقال إنها سوف تقوم على 7 محاور، أهمها توفير الخدمات للمواطنين، وزيادة فرص العمل، وتنشيط الاستثمارات، وإجراء إصلاحات تشريعية وتنظيمية.
ولم يكن هذا البيان الأخير الذى ألقاه أحمد نظيف أمام البرلمان، فألقى عددا من البيانات الأخرى، التى استوقفت النواب باعتبارها عرضت مشكلات دون تقديم أية إجراءات واضحة لحلها.
يذكر أن نظيف تولى أحمد نظيف رئاسة مجلس الوزراء المصرى، خلال الفترة من 14 يوليو 2004 وحتى 29 يناير 2011.
كمال الجنزورى وبيان حكومة الثورة
فى أول بيان لرئيس الوزراء أمام البرلمان بعد ثورة 25 يناير، استعرض كمال الجنزورى، فى يناير 2012، عددا من القرارات والإجراءات التى اتخذتها الحكومة منذ تكليفها.
وخروجًا على النص، قال الجنزورى: "سبحان الله إنى أرى وجوهًا غير الوجوه، بعدما وقفت لعقدين متتاليين فى سنوات 82 و83 و84، ثم 90 و95 والحمد لله أنى أرى وجوها كان الحديث عنها محرما، وجوها ناضلت بعدما استبعدت لسنين طويلة".
هشام قنديل رئيس وزارة انقطاع الكهرباء
قام هشام قنديل رئيس الوزراء فى 10 يونيو 2013، بإلقاء بيانا على مجلس الشورى حول قضية سد النهضة نظرا لعدم وجود مجلس نواب وقتها، كانت السلطة التشريعية بيد المعزول محمد مرسى، أكد خلاله أن أمن مصر المائى غير قابل للمساومة، ولا بد من احترام حقوق مصر المائية، إلا أنه خرج مسرعا بعد الخطاب، رافضا الاستماع إلى مناقشات النواب، ما آثار غضبهم، ورددوا: "مصر بتتباع".
شريف إسماعيل على نهج نظيف 7 محاور لبرنامج الحكومة
وأخيرا يأتى شريف إسماعيل ليلقى بيانه أمام الحكومة، ويتضمن البيان عدة نقاط، يحاول من خلالها مغازلة نواب الشعب، جاء على رأسها الحفاظ على الأمن القومى المصرى، وترسيخ البيئة الديمقراطية، والرؤية والبرنامج الاقتصادى للحكومة، والعدالة الاجتماعية وخدمات المواطنين، والتنمية القطاعية، والإصلاح الإدارى وتحقيق المزيد من آليات الشفافية والنزاهة، وأيضا دور رائد على الصعيدين العربى والإفريقى وتعزيز هذا الدور على الصعيد الدولى.