كتبت سماح عبد الحميد
فى الوقت الذى بدأت مصر فيه تغيير سياساتها الخارجية تجاه القارة الأفريقية، والخروج على حالة البرود والانسحاب التى سيطرت على أجواء العلاقة بين القاهرة والقارة السمراء، عبر الالتفات بدرجة أكبر إلى دول القارة التى تمثل الظهير الاستراتيجى للأمن القومى المصرى، وتوجيه اهتمام أكبر لدول القارة على مستوى العلاقات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، بدأت إسرائيل فى لعب دور مماثل، او زيادة حجم الدور الذى تلعبه، باعتبار أنها لم تغب عن فضاء أفريقيا طوال العقود والسنوات الماضية، وتتجلّى مساحة ازدياد هذا الدور وتوسّعه، إلى جانب العلاقات الاقتصادية والسياسية، والدعم والمشروعات المشتركة وتوجيه الاستثمارات، فى الاستعدادات الجارية على قدم وساق لزيارة رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، لأربع دول أفريقية خلال الفترة المقبلة.
الجولة تبدأ من أوغندا وتنتهى فى أثيوبيا.. يوليو المقبل
وفقًا لما قالته صحيفة "فيننشال تايمز"، فإن جولة بنيامين نتنياهو - التى وصفتها الصحيفة بأنها "رفيعة المستوى" - ستتضمن أربع دول، هى: أثيوبيا، وأوغندا، وكينيا ورواندا، وتبدأ مطلع يوليو المقبل.
ومن المنتظر أن تبدأ الزيارة بحفل فى العاصمة الأوغندية "عنتيبى"، بمناسبة الذكرى الـ40 لشقيق رئيس الوزراء الإسرائيلى، يونى نتنياهو، الذى قتل فى المطار الدولى بأوغندا، خلال قيامه بتحرير رهائن كانوا على متن طائرة احتجزها مسلحون، قبل أن يتوجه بعد ذلك إلى كينيا ورواندا وأثيوبيا.
بنيامين نتنياهو من الكنيست: إسرائيل تعود لأفريقيا
"إسرائيل تعود إلى أفريقيا، وأفريقيا تعود إلى إسرائيل"، جملة قالها رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو فى اجتماع عُقد مؤخّرًا، وجمع عددًا من نواب الكنيست "البرلمان الإسرائيلى"، بعدد من السفراء الأفارقة فى الدولة الصهيونية، مؤكّدًا أن ذلك سيحدث بشكل موسع وكبير.
إسرائيل تسعى لتكوين تحالفات فى القارة السمراء
وأشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل تتجه لتكوين تحالف مع دول أفريقيا، بعد ما واجهته من انتقادات من قبل الاتحاد الأوروبى، حول المستوطنات غير الشرعية على الأراضى الفلسطينية، إضافة إلى ما واجهته من ضغوط عبر قرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية فى سبتمبر الماضى، التى طالبتها فيه بفتح المنشآت النووية غير المعلنة لمفتشى الأمم المتحدة، ولكن هذا القرار فشل فى المرور بفضل عدد من الدول الأفريقية الداعمة لإسرائيل.
وأوضحت الصحيفة كذلك، أن عددًا من المسؤولين الإسرائيليين قد تحدثوا عن ضرورة بناء جدار من الدول الشقيقة والصديقة، على طول الشريط الأفريقى الممتد من ساحل العاج وتوجو والكاميرون فى الغرب، إلى رواندا وكينيا فى شرق القارة.