الدور المصرى فى مواجهة الإرهاب، آلية تمويل منظمات المجتمع المدنى، وتجديد الخطاب الدينى محاور مختلفة دار حولها لقاء وفد الكونجرس الأمريكى بمجلس النواب أمس الخميس، والذى جاء برئاسة الدكتور على عبد العال ومشاركة عدد كبير من أعضاء مجلس النواب .
اللواء حاتم باشات عضو مجلس النواب عن حزب المصريين الأحرار، ومرشح الحزب لرئاسة لجنة الشئون الإفريقية، قال: إن اللقاء إيجابى بشكل عام، خاصة أنها الزيارة الأولى لرئيس الكونجرس الأمريكى، لافتا إلى أنه من الواضح أن هناك رغبة من الجانب الأمريكى لفتح صفحة جديدة.
وأضاف باشات أنهم ناقشوا فى اللقاء العديد من النقاط المهمة، من ضمنها أولويات القيادة المصرية لمواجهة مصر للإرهاب، وما تشهده المنطقة بشكل عام من خلال الوضع الإقليمى فى سوريا والعراق ومطالبة رئيس البرلمان المصرى برفع الحظر عن السلاح الموجه للجيش الليبى.
وأشار إلى أن اللقاء تطرق أيضا لمناقشة تمويل المنظمات المجتمع المدنى فى مصر، مع المطالبة بوضع آلية واضحة تقنن وتحدد مسارات الأموال الموجهة لمؤسسات المجتمع المدنى، وفقا لاحتياجات وطبيعة المجتمع المدنى فى مصر وليس وفقا للسياسة الأمريكية.
وفى سياق متصل قال باشات: إن النواب أكدوا توجه مصر لتجديد الخطاب الدينى، والخطوات الجدية التى تتخذها مصر فى هذا الاتجاه، مطالبين الولايات المتحدة الأمريكية باستيعاب ذلك.
وأوضح باشات أن النواب أكدوا لوفد الكونجرس أن البرلمان المصرى بتركيبته المتنوعة، يهتم بصفة خاصة بملف حقوق الإنسان، ويسعى لتحقيق التوزان بين حقوق الإنسان والحريات وبين القوانين التى تحمى وتحافظ على الأمن فى مصر.
حسين عيسى: تم الاتفاق على تكوين جمعية صداقة برلمانية أمريكية مصرية
النائب الدكتور حسين عيسى عضو مجلس النواب، قال إن لقاء وفد الكونجرس الامريكى ، بشكل عام كان مهما للغاية، إلا أن الوقت لم يكن كافيا للمناقشة والرد على ما أثاره الوفد الأمريكى الذى يترأسه رئيس مجلس النواب.
وأضاف عيسى فى تصريح لـ"برلمانى"، أن اللقاء كان شديد الأهمية إلا أنه لم يتم استغلاله كما يجب من جانبنا، لأن الوقت كان قصير، مشيرا إلى أن مدة اللقاء كانت ساعة، ولكن بعد أن أدلى رئيس الوفد بكلمته وأدلى رئيس مجلس النواب بكلمته كان الوقت المتبقى قليل للغاية أمام النواب من الوفد المصرى، وهو ما لم يسمح بالرد على كافة النقاط التى طرحها الوفد الأمريكى.
وأشار عيسى إلى أن الاجتماع ضم عددا كبيرا من النواب سواء من الجانب المصرى أو الأمريكى وهم جميعهم محترمون وهو ما لم يسمح بالحديث لغالبية النواب، مضيفا أن الوقت كان لابد أن يكون أوسع، لأن الوفد الأمريكى طرح العديد من النقاط لم يتم الرد على جميعها. وقال: إن من ضمن ما طرحه الوفد انهم أكدوا على دعمهم ومساعدتهم لمصر، لكنهم أكدوا على أنهم لم يستطيعوا حل مشاكل العالم أو المشاكل، كما أكدوا على انهم مع مكافحة الارهاب، وأشاروا إلى أنهم لا يؤيدون الإخوان ولكن هم يدعمون التغيير الذى يكون عن طريق الصندوق.
وأضاف عيسى أنه كان يجب توضيح هذه الجزئية وأن الشعب المصرى قام ثورة وهو من أراد التغيير إلا أن ضيق الوقت لم يسع للرد على هذه الجزئية.
وتابع عيسى، أنه تم الاتفاق على تكرار اللقاء مرة أخرى، مشيرا إلى أنه تم الاتفاق على تكوين جمعية للصداقة البرلمانية الأمريكية المصرية، كما أن الدكتور على عبد العال، أعلن عن أنه سيتم تنظيم مؤتمر دولى لمناقشة مكافحة الإرهاب.
جون طلعت: كان لقاء مصارحة ونقلنا لهم غضب الشعب من الحكومة الأمريكية
من جانبه قال النائب جون طلعت عضو مجلس النواب المستقل، والذى حضر لقاء وفد الكونجرس الأمريكى اليوم: إن اللقاء تضمن للمرة الأولى نوع من المصارحة من جانب نواب الشعب إلى الوفد، مشيرا إلى أن اللقاء كان به نوع من الشفافية، وأنهم أبلغوهم أن حديثهم معهم سيكون صادق ومن القلب وبعيدا عن أى دبلوماسية لأنهم نواب الشعب وممثلين عنه.
وأضاف طلعت لـ "برلمانى"، نقلنا حالة الغضب الموجودة لدى الشعب المصرى من الحكومة الأمريكية بسبب تعاملهم مع جماعة الإخوان المسلمين، وقلنا أن هذه الجماعة دمرت مصر، وكنا نتوقع من الحكومة الأمريكية أن تدعمنا، إلا أنه حدث العكس وتم وقف المساعدات العسكرية إلى مصر بعد 30 يونيو.
وتابع طلعت، نقلنا لهم كيف أن الشعب المصرى كان منتظر مزيد من الدعم من الحكومة الأمريكية، لكنها دعمت جماعة معينة على حساب دولة مصرية وهو ما سبب غضب للشعب بسبب طريقة إدارة الحكومة الأمريكية، رغم أن علاقتنا مع الولايات المتحدة على مدار 35 سنة ماضية كانت علاقات جيدة.
وأشار طلعت إلى أن رئيس مجلس النواب الأمريكى رد على هذا الأمر، بأنهم يدعمون حكومات منتخبة، والشعب المصرى اتى بجماعة الإخوان المسلمين للحكم لذلك قامت الولايات المتحدة بدعمهم، ولولا هذا ما كان دعمهم. وقال عضو مجلس النواب أن رئيس الوفد أكد على أنه بمجرد أن تأكدوا من حالة الرضا الشعبى عن 30 يونيو تم تصحيح الصورة ودعمنا النظام الحالى .
وأكد طلعت على اهمية هذه الزيارة، مشيرا إلى أن رئيس مجلس النواب الامريكى أكد على أن أول زيارة رسمية له بعد توليه منصبه كرئيس لمجلس النواب كانت لمصر ما يدل على الحرص على مزيد من توطيد العلاقات مع مصر. وقال طلعت، أنه أبدى اعجابه بمجلس النواب المصرى وما يحتويه من نسبة شباب تصل إلى 25% وهو امر جيد، علاوة على نسبة تمثيل المرأة، كما أنه يأمل مزيد من التعاون بينهم وبين البرلمان المصرى.
وتابع طلعت أخيرا: إن اللقاء تضمن أيضا الحديث عن مكافحة الإرهاب وضرورة تكاتف كل دول العالم لمواجهة هذا الخطر الذى يهدد العالم أجمع. فيما ركزت كلمة النائب جون طلعت خلال اللقاء حول مكافحة الإرهاب، وأشار فيها إلى النداء الذى أطلقه الرئيس السيسى، لكل بلاد العالم لمحاربة الأرهاب الذى عانت منه الولايات المتحدة الأمريكية وبلدان أوروبا وخلف العديد من الضحايا من شيوخ وسيدات وأطفال.. لكن لم يستجب أحد وكأن قضية محاربة الإرهاب تخص الشرق الأوسط فقط.
وأضاف فى كلمته "أن محاربة الإرهاب تتطلب تكاتف دولى لأنه يحتاج ليس فقط لقوة السلاح وإنما تغيير الأفكار.. أن تنظيم داعش الأرهابى مجرد فرع من فروع الإرهاب التى تفرعت من جماعة الإخون المسلمين.. يجب على قيادات الولايات المتحدة ومصر وباقى الدول السعى لمحاصرة هذا الفكر الإرهابى والنبت الشيطانى المسمى بداعش.. أن كل دول العالم ليست بمأمن عن هذا التنظيم الإرهابى الذى يخترق العقول سواء كانت هنا فى مصر أو فى أمريكا. وأشار إلى أن دورهم كمجالس تشريعية سن قوانين لمحاصرة هذه الأفكار الإرهابية، مضيفا أن مصر كان لها السبق فى سن قانون لمحاربة الإرهاب.