تناقلت مواقع الأخبار العالمية جزءا من مقال للدكتور محمد البرادعى كتبه بصفته محاميا دوليا ونشر فى يوليو 1982 فى المجلة الأمريكية للقانون الدولى، وكان يتحدث البرادعى فى مقاله عن معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية وعلاقتها بالطرق المسموحة من خلالها الوصول لخليج العقبة.
وينشر "برلمانى" النص الكامل للدكتور البرادعى الذى جاء تحت عنوان "معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية والوصول إلى خليج العقبة.. نظام قانونى جديد".
وإلى نص المقال..
خليج العقبة هو الجسم الطويل الضيق من المياه الموجود على الجانب الشرقى من شبه جزيرة سيناء، والشاطئ الغربى له مصر، والشاطئ الشرقى هو المملكة العربية السعودية، ورأس منطقة الخليج هو الأراضى الإسرائيلية والأردنية.
وجزر تيران وصنافير تقع أمام مدخل الخليج وتقع تحت الاحتلال المصرى منذ عام 1950، ومع ذلك لازالت المملكة العربية السعودية تدعى أن الجزيرتين يتبعان الإقليم السعودى.
طوال الخليج يبلغ تقريبا 96 ميلا، ويبلغ اتساع مدخل المضيق 5,75 ميل، وفى أوسع مناطقه يلغ 14,5 ميل، مدخل الخليج من خلال مضيق تيرات يبلغ 3 أميال، وبين جزيرة تيران والساحل المصرى يوجد نوعان من المقاطع فى الخليج، ممر المشروعات، والذى يقع على مقربة من ساحل شبه جزيرة سيناء، وهو القناة الملاحية الرئيسية فى الخليج، والقناة الوحيدة التى يمكن للسفن كبيرة الحجم التحرك من خلالها.
على طول خط الساحل تملك كلا من مصر والمملكة العربية السعودية أكثر من 100 ميل، فى حين تمتلك الأردن 3,5 ميل، وتمتلك إسرائيل حوالى 6 أميال.
وكل من مصر وإسرائيل يدعيان امتلاك 12 ميلا من المياه الإقليمية من البحر، ومطالبات مصر وإسرائيل جنبا إلى جنب تعنى فى الواقع أن لا إسرائيل ولا الأردن يمكن أن تصل إلى البحر الأحمر دون عبور البحر الإقليمى لمصر أو المملكة العربية السعودية، ذلك حتى مع استبعاد مضيق تيران، والذى يقع ضمن المياه الإقليمية لمصر، ويجب أن يتم عبوره للوصول للخليج.
وهذا ما يميز خليج العقبة عن العديد من الخلجان الأخرى، والبحار الداخلية المحاطة بأكثر من دولة واحدة، مثل الخليج العربى الفارسى، حيث يمتد من أعالى البحار الموجودة فى الخليج.
وعلاوة على ذلك، وعلى عكس الغالبية العظمى من الخلجان والبحار الداخلية المحاطة بأكثر من دولة واحدة، تتميز منطقة الخليج بحقيقة واحدة هى أن بعض دولة الساحلية لا تقع فى مدخله، باستثناء ثلاثة فقط من الخلجان ومصبات الأنهار، يتشابه معها خليج العقبة، وهى بحيرة تانا، وخليج فونسيكا، وخليج شيتومال.
وتدعم هذه الراوية التى يقولها الدكتور محمد البرادعى فى مقاله، نفس الرواية التى تقرها المملكة العربية السعودية والتى أقرها الكاتب الكبير الراحل محمد حسنين هيكل فى كتابه "سنوات الغليان" ورواية الدكتور عمرو حمزاوى التى قالها فى مقال عن نفس الأزمة.
