فى دقائق معدودة وقعت المشادات والاشتباكات، وسادت الفوضى والجدل القاعة الرئيسية للبرلمان، وفى دقائق أيضا تم الصلح فى مكتب رئيس البرلمان، برعاية الدكتور على عبد العال، واللواء سعد الجمال، رئيس ائتلاف دعم مصر.
ليخرج بعدها النائبان خالد يوسف، القيادى بائتلاف 25/30، ومحمد أبو القيادى بائتلاف دعم مصر، متصالحين ومتصافحين على حد ماقاله الدكتور على عبد العال، رئيس المجلس.
بداية الأزمة مع كلمة خالد يوسف فى جلسة اليوم
الأزمة بدأت بكلمة خالد يوسف التى ألقاها فى جلسة اليوم رفضه لبرنامج حكومة المهندس شريف إسماعيل، وقال "يوسف" عند صعوده على المنصة لبدء كلمته: "لا أحتاج إلى 5 دقائق ولا 3 دقائق، بالرغم من أن النائب خالد عبدالعزيز شعبان تنازل لى عن كلمته، لكنى لن أتكلم سوى دقيقة واحدة، هناك ثورة قامت فى 25 يناير وكانت موجتها الأعظم فى 30 يونيو 2013، وهناك دستور أقره الشعب المصرى فى 18 يناير 2014، وأقسم بالله أن البرنامج لا يمت بصلة لا للدستور ولا نصوصه ولا روحه، ولا للثورة ومبادئها وأهدافها وروحها".
وتابع: "هذا البرنامج لا يعرف شيئا عن الفلاح ومأساته ولا العامل ومعاناته ولا العامل ومراراته ولا المرأة وحقوقها، ولا الشباب ولا المعاقين وحقوقهم، ولا يعرف شيئا عن قسوة المرض وقهر الفقر، ولا بأشواق المصريين فى دولة العدالة، ولا يمكن تسميته برنامجا، لأن الفكرة فيه غائبة والأولويات مرتبكة والخيال فقير وهو استنساخ ردىء لبرامج حكومات ما قبل الثورة".
واستطرد: "هناك معارك تخسرها وتشعر بالرضا لأنك خسرتها، وهذه المعركة أعلم أنى خاسرها، ولكن أقول بكل فخر إنى أرفض برنامج الحكومة".
إلا أن الأمر لم يمر هادئا، حتى جاءت كلمة النائب محمد أبو حامد بعده ليشن عليه هجوما حادا وينتقد فيها ماقاله يوسف، قائلا: "من السهل أن يدعى شخص الحديث باسم الثورة والدستور ولا يقدم سياسة بديلة"، فى إشارة للنائب خالد يوسف، حيث رفع الدستور خلال كلمته.
أبو حامد: برنامج الحكومة جاء فى ظل تحديات عديدة
وتابع أبو حامد قائلا: "برنامج الحكومة جاء فى ظل تحديات عديدة ومن العبث أن تحملوا الحكومة أعباء وأخطاء 20 عاما كالتعليم والصحة، هل تطلبون من الحكومة أن تمتلك عصا سليمان لتحل مشاكل الدولة فى شهور"، ووجه حديثه للنائب خالد يوسف: "لا ترفع الدستور أنت لست وصيًا على الشعب ولا الثورة ولا تتحدث باسمها".
وهنا اعترض النائب خالد يوسف بشدة على كلمات النائب محمد أبو حامد له وانفعل لتسود حالة من الهرج والمرج تحت قبة البرلمان قبل أن يتدخل عدد من النواب لفض الاشتباك اللفظى بين النائبين، ورفع الدكتور على عبدالعال رئيس البرلمان الجلسة العامة لمدة 5 دقائق.
لكن رفع الجلسة جاء بنتائج إيجابية، حيث أدار الدكتور على عبد العال جلسة صلح بين النائبين فى مكتبه بحضور اللواء سعد الجمال، رئيس ائتلاف دعم مصر، وبعدها خرج أبو حامد ليعتذر ليوسف فى الجلسة العامة.
وقال "أبو حامد" - فى كلمة له فى مستهل الجلسة العامة للمجلس، عقب عودها للانعقاد بعد توقف لأكثر من ساعة- "أعتذر للسادة النواب، والنائب خالد يوسف، لأننى خالفت اللائحة ووجهت له الكلام".
على عبد العال يحذر أبو حامد من الرد على أى نائب.. ويوجه التحية لـ"يوسف"
من جانبه، طالب الدكتور على عبد العال، رئيس المجلس، النواب – عقب عودة الجلسة للانعقاد – بالالتزام بالممارسة الديمقراطية، مشيرًا إلى أنها تؤكد أن الاختلاف فى الرؤى ينبغى ألا يأخذ البرلمان ونوابه إلى التناحر أو الشد والجذب، أو نقد نائب لزميله لاختلافه معه فى الرأى.
وأضاف "عبد العال" – فى كلمته بالجلسة العامة للمجلس، بعد عودتها للانعقاد - أنه ينبغى على جميع النواب احترام آراء الآخرين، حتى تكون الممارسة فى إطار الديمقراطية، لافتا إلى أن النائبين خالد يوسف ومحمد أبو حامد اجتمعا فى مكتبه خلال فترة رفع الجلسة، وتفهم كل منهما وجهة نظر الآخر، وتصافحا وأنهيا خلافهما، مطالبًا أعضاء البرلمان بتجاوز ما حدث بين النائبين، والاهتمام بأن تسود روح الحب والود بين الجميع، كما حذر على عبد العال، النائب محمد أبو حامد، من الدخول فى مناقشات جانبية أو الرد على أى نائب، مطالبًا النواب جميعًا بأن ينتظروا حتى ينتهى زملاؤهم من كلماتهم، إذا كان لدى أى منهم تعقيب على كلمة أو رأى لزميل.
- عبد العال يوجه التحية لخالد يوسف: كان موقفك واضحا منذ اللحظات الأولى
ووجه رئيس البرلمان التحية للنائب خالد يوسف، قائلا: "كان موقفه واضحًا منذ اللحظات الأولى قبل ثورة 30 يونيو، وكان له موقف شجاع، وتعرض هو وأسرته لكثير من المضايقات، وغامر ومعه شباب كثيرون جدًّا من أجل إنجاح ثورة 30 يونيو، وكان مدافعًا عن الحريات فى لجنة الخمسين لإعداد الدستور"، كما توجه بالتحية للنائب محمد أبو حامد أيضًا، لما كان له من وقفة قوية، شاكرًا النائبين على المبادرة الطيبة.