كتب محمد سعودى
على الرغم من الانتقادات الواسعة والهجوم الشديد، الذى شنه أغلب نواب البرلمان ضد بيان الحكومة، التى يترأسها المهندس شريف إسماعيل فى الآونة الأخيرة، إلا أن مجلس النواب منح الثقة للحكومة بموافقة 433 نائبًا، فيما رفض 38 آخرين بيان الحكومة، فما هى الأسباب التى دفعت غالبية النواب للموافقة على هذا البرنامج ومنحهم الثقة للحكوم رغم عدم رضاهم على ما جاء فى البيان؟
1 – غياب البديل
اضطر عدد كبير من النواب، منح الثقة لبيان حكومة شريف إسماعيل بسبب غياب البديل حال رفضهم منح الثقة للحكومة، خاصة فى ظل عدم وجود ائتلاف يمكن من خلاله "ولادة" حكومة جديدة خلال 30 يومًا تستطيع العبور بالبلاد إلى بر الأمان، إذ يخشى الكثيرون عدم قدرة البرلمان فى الوقت الراهن على تطبيق المادة 146 من الدستور، وحال عدم قدرتهم على تشكيل حكومة جديدة يكون مصير البرلمان هو "الحل".
وتنص المادة 146 من الدستور على: "يكلف رئيس الجمهورية رئيسًا لمجلس الوزراء بتشكيل الحكومة وعرض برنامجها على مجلس النواب، ويحدد البرلمان مصير الحكومة خلال 30 يومًا على الأكثر، فإذا قبلها البرلمان منحت الثقة، وإذا سحبت منها الثقة، يكلف رئيس الجمهورية رئيسًا لمجلس الوزراء بترشيح من الحزب أو الائتلاف الحائز على الأغلبية البرلمانية، فإذا لم تحصل للمرة الثانية على الثقة خلال 30 يومًا يحل البرلمان، ويدعو رئيس الجمهورية لانتخاب مجلس جديد خلال ستين يومًا من تاريخ صدور قرار الحل، وفى حالة تولى الحزب أو ائتلاف الأغلبية تشكيل الحكومة يكون لرئيس الجمهورية الحق فى اختيار وزراء الدفاع والداخلية والخارجية والعدل".
2 – ثقة الرئيس السيسى فى الحكومة
كما أن هناك بعض النواب وافقوا على منح الثقة فى الحكومة؛ لدعوة الرئيس عبد الفتاح السيسى البرلمان بمنح الثقة للحكومة، ففى أواخر مارس الماضى، عرض الدكتور على عبد العال رئيس مجلس النواب فى أحدى الجلسات، الرسالة التى أرسلها الرئيس السيسى للمجلس بتكليف المهندس شريف إسماعيل برئاسة الوزراء، والذى دعا فيه المجلس لمنح الحكومة الثقة معبرًا عن تمنياته بالتعاون بين المجلس والحكومة لتحقيق رقى البلاد.
وقال الرئيس فى خطابه للمجلس: "تنفيذًا للمادة 146 من الدستور يطيب لى إخطار المجلس باستمرار تكليف المهندس شريف إسماعيل لرئاسة مجلس الوزراء وأعضاء حكومته وعرض برنامج الحكومة على المجلس، وأرجو من الله أن تحظى الحكومة بثقة الشعب، وأن تنعم بالتعاون بين السلطتين التشريعية والتنفيذية لتحقيق ما نصبوا إليه من رقى البلاد".
3 - الفراغ الدستورى
وفى حالة عدم ثقة البرلمان فى الحكومة، كان الأمر سيصبح أكثر تعقيدًا، حيث يرى الكثيرون من النواب الذين منحوا الثقة للحكومة اليوم، أنهم إذا لم يمنحوا الثقة لحكومة شريف إسماعيل، فسيكون هناك تبعيات أكثر صعوبة وتعقيدًا، فقد تدخل البلاد فى فراغ دستورى، ومصر لن تتحمل ذلك الفراغ حال حدوثه.
4 – السعى نحو الاستقرار
يعتقد برلمانيون عديدون أن الموافقة على بيان الحكومة ومنحها الثقة، يدعم فكرة الاستقرار، ويساعد الحكومة على مباشرة تنفيذ أعمالها وما وعدت به فى بياناها، ويمكن للنواب مراقبة أداء الوزراء جميعهم فيما بعد.
5 – الظروف الراهنة
ظروف مصر الراهنة لم تكن تتحمل رفض بيان الحكومة، ففى حالة عدم منحها الثقة، قد تُدخل البلاد فى نفق مظلم خاصة أن ذلك كان سيؤثر تأثيرًا سلبيًا على الأوضاع الاقتصادية المضطربة فى ظل ارتفاع سعر الدولار إلى أكثر من 11 جنيهًا.
- 91% من النواب يمنحون الثقة للحكومة