السبت، 23 نوفمبر 2024 09:44 م

نتائج المرحلة الأولى أعطتهم قبلة الحياة.. "الوطنى" استفاد منهم ويناير عزلتهم عن المشهد.. الأحزاب استدعتهم لحسم صراع برلمان 2015.. دوائر الأقاليم نصرتهم.. والنواب: الناس عايزانا

عودة نواب الخدمات

عودة نواب الخدمات عودة نواب الخدمات
الجمعة، 30 أكتوبر 2015 02:10 م
كتب تامر إسماعيل
غابوا عن المشهد 5 سنوات، لم يشتبكوا فيها مع أحد، اتهمهم كثيرون بتزييف وعى الناخبين، وانتقد آخرون أدائهم تحت القبة، اعتمد عليهم الحزب الوطنى المنحل طوال سنوات وجوده لحصد الأغلبية.

وجاءت ثورة يناير لتحاول تغيير مفهوم المصريين عنهم وعن دور النائب الحقيقى، تراجعوا إلى الخلف وتركوا المشهد، غابوا عن برلمان الإخوان، ولم يشتبكوا فى صراعات السياسة طوال السنوات الماضية، حتى جاءت انتخابات برلمان 2015 لتعطى لهم قبلة الحياة من جديد، إنهم نواب الخدمات، الذين كانوا على مدار سنوات ماضية الرقم الصعب والحصان الرابح فى انتخابات مجلسى الشعب والشورى قبل ثورة يناير، والذين عادوا من جديد بقوة إلى المشهد فى انتخابات برلمان 2015، بعد أن استدعتهم الأحزاب والائتلافات والقوائم فى صراعهم لحسم مقاعد المجلس المقبل، بعد أن فشلت كلها خلال السنوات الماضية فى أن تملأ الفراغ الذى تركه هؤلاء النواب فى دوائرهم، ليؤكد نواب الخدمات أنهم وبغض النظر عن صحة طريقتهم من خطئها، أنهم الوحيدون القادرون على خوض "لعبة" الانتخابات والفوز فيها، حتى فى أوج سيطرة خطاب النخبة على المشهد الإعلامى والسياسى لمحاولة تغيير ثقافة المواطنين، خاصة فى الأقاليم، عن دور نواب البرلمان، لتعديل اختياراتهم من نواب الخدمات إلى نواب التشريع والرقابة، إلا أن نتائج المرحلة الأولى أظهرت عكس ذلك، وأكدت عودة نواب الخدمات بقوة وسيطرتهم على قواعدهم الانتخابية فى دوائرهم.

عودة نواب الخدمات (5)

عودة نواب الخدمات (6)

فشلت الأحزاب فى صناعة كوادر فلجأت لنواب الخدمات



بسبب غياب دور الأحزاب عن صناعة كوادر جديدة تملأ الساحة وتسد الفراغ الذى خلفه غياب نواب الحزب الوطنى السابقين ونواب الخدمات، واجهت تلك الأحزاب أزمة شديدة فى اختيارات مرشحيها فى دوائر كثيرة أهمها فى الأقاليم، ففضلت أن تلجأ من جديد إلى نواب الخدمات طلبا لانضمامهم إلى قوائمهم لضمان حسم صراع المقاعد فى تلك الدوائر، لدرجة أن بعض الخبراء والمتابعين أشاروا إلى أن هناك أحزابا كبيرة عرضت على هؤلاء النواب الدعم المالى مقابل الانضمام إليها، عكس ما كان يحدث فى السابق، حين كان يعرض المرشحون أموالهم على الحزب الوطنى للانضمام تحت مظلته.

عودة نواب الخدمات (2)

عودة نواب الخدمات (3)

نواب الخدمات المستقلون لازالوا يمتلكون "كروت" اللعب فى دوائرهم



أما النواب المستقلون الذين يزداد عددهم عن نواب الخدمات التى انضموا إلى أحزاب، فهم لا زالوا حتى الآن وبعد سنوات من غيابهم يمتلكون خيوط اللعب فى دوائرهم، ويسيطرون على قواعدهم الانتخابية، رغم المنافسة الشديدة التى يخوضها ضدهم الإعلام لمحاولة تغيير عقيدة الناخب ضدهم، إلا أن الانتخابات الحالية فى مرحلتها الأولى أكدت أنهم لا زالوا قادرون على المنافسة بقوة وكسب ثقة وتأييد الناخبين فى دوائرهم.

استمرار أزمات المواطن المعيشية جعلته يبحث عن نائب الخدمات



لأن أوضاع المواطنين، خاصة فى الأرياف والأقاليم،لم تتغير حتى الآن وبعد 5 سنوات من ثورة يناير، لم تتغير بالتوازى معها عقيدة الناخب ورغباته واختياراته لنوابه فى البرلمان، فاستمر بحثه عن المرشح الذى يقدم له وعودا بتحسين أداء الخدمات فى دائرته وبناء المشروعات، من عينة المستشفيات والمدارس والتوظيف وغيره.

كما يسيطر على فكر هذه الكتل من المرشحين فكرة النائب الذى يشارك أهل الدائرة فى أفراحهم ومآتمهم، ويتدخل لحل خلافاتهم، وغذّى هذه الأفكار استمرار غياب التنمية والاهتمام الحكومى فى تلك الدوائر، إلى جانب غياب تواجد الأحزاب وتواصلها مع هذه المناطق، مما أدى فى نهاية المشهد إلى عودة نواب الخدمات وبقوة مع انتخابات برلمان 2015، الذى أتى بعد ثورتين دون أن تتغير عقيدة الناخب ولا قوة الأحزاب ولا سيطرة نواب الخدمات على دوائرهم.

وهذا ما أكده النائب علاء حسانين الفائز بمقعد الفردى فى دائرة ديرمواس بالمنيا، وهو أحد من يطلق عليهم نواب الخدمات، وقال حسانين فى تصريحات لـ"برلمانى": إنه لا ينزعج من وصف نائب الخدمات، مشيرا إلى النائب الحقيقى هو الذى يقدم خدماته إلى المواطنين، قائلا:"الناس عايزانا عشان بنخدمهم وبنقف جمبهم".

عودة نواب الخدمات (1)

عودة نواب الخدمات (4)

print