فشل البرلمان فى تشكيل حكومة كفاءات تشعل الأزمة.. 14 أبريل نواب يعتصمون لإقالة رئيس المجلس.. 19أبريل مظاهرات خارج القاعة وعراك وخناق داخلها خلال التصويت..واشتباكات ورشق ومشادات خلال الجلسة
القصة الكاملة لاقتحام برلمان العراق
القصة الكاملة لاقتحام برلمان العراق
الأحد، 01 مايو 2016 01:02 ص
كتب تامر إسماعيل
أصبح البرلمان العراقى حديث وسائل الإعلام الدولية، بعد أن اقتحمه متظاهرون عراقيون أمس السبت، وأفادت وكالات الأنباء بأن من اقتحموه هم أنصار الزعيم الشيعى مقتدى الصدر، فى الوقت الذى طالبهم فيه التيار الصدرى الالتزام بالتظاهر السلمى، وجاء ذلك بعد محاولة أنصار مقتدى الصدر اقتحام المنطقة الخضراء وسط بغداد، على خلفية اأزمة التى مر بها البرلمان فى سياق جلسات موافقته على التشكيل الحكومى الجديد الذى يرأسه حيدر العبادى وسط رفض شعبى للحكومة ولعدم قدرة البرلمان على حسم الأمر وتلبية رغبات الشارع.
بداية القصة
بدأت الأزمة حينما أعتصم عدد من النواب يوم الخميس 14 أبريل الماضى وعقدوا جلسة أقالوا فيها الجبورى رئيس المجلس من منصبه، وعينوا النائب عدنان الجنابى رئيسًا مؤقتًا للمجلس، احتجاجًا على ما وصفوه تسويفًا فى مسألة اختيار حكومة كفاءات تخلو من المحاصصة الحزبية والمذهبية، وفشل النواب المعتصمون فى جلساتهم المتوالية فى تأمين نصاب قانونى كاف للتصويت على رئيس جديد للمجلس وسط معارضة كتل سياسية مختلفة لانقسام المجلس.
جلسة الثلاثاء الماضى لحسم الأمر
وقد أنهى مجلس النواب العراقى، الثلاثاء الماضى، الأزمة الطاحنة التى كادت أن تعصف بالمجلس، بعد منح الثقة لخمسة وزراء من حكومة التكنوقراط التى تقدم بها رئيس الوزراء العراقى حيدر العبادى، لاستبدال الوزراء الحزبيين، وسط اعتراض عدد من النواب وحالة من السخط والغضب، وهى وزارات الصحة والعمل والتعليم العالى والموارد المائية والكهرباء.
واستقبل النواب سليم الجبورى رئيس المجلس، ورئيس الوزراء حيدر العبادى، بهتافات الشجب والإدانة بعدم الشرعية، لكن محاولات النواب المعتصمين _خارج المجلس وبمحيطه_ لم تنجح بمنع انعقاد الجلسة التى تجاوز حضور النواب فيها النصاب القانونى المطلوب؛ حيث تراوح عددهم ما بين 170 و180 نائبًا.
اشتباكات ورشق ومشادات خلال الجلسة
وشهدت الجلسة مشادة بين النواب المعترضين ورئيس الوزراء وانتهت برشق الأخير بزجاجات المياه، فرفع رئيس المجلس الجلسة، ثم انتقل النواب إلى القاعة الكبيرة، ومُنع النواب المعتصمون من دخولها واكتمل النصاب القانونى للجلسة وعرض العبادى تشكيليته الوزارية، وطلب التصويت على عشرة وزراء بعد إقالة زملائهم الحاليين، مستثنيًا الوزارات السيادية كالداخلية والدفاع والنفط والمالية، وحظى خمسة من وزراء "حكومة الظرف المغلق" بالموافقة.
موقف المتظاهرين
وتوافد الآلاف من المتظاهرين، ومن بينهم أنصار الزعيم الشيعى مقتدى الصدر، إلى ساحة التحرير وسط العاصمة العراقية وتقدموا باتجاه مداخل المنطقة الخضراء، ودعا الصدر أنصاره للاحتجاج على بطء إجراءات التصدى للفساد التى أعلن عنها العبادى، والاحتجاج أمام بوابات المنطقة الخضراء حيث مقر البرلمان والحكومة العراقية، وتوعد الصدر فى 16 أبريل الجارى باستئناف الاحتجاجات مالم تتفق رئاسات الحكومة والبرلمان والدولة على حكومة التكنوقراط المقترحة.
واستمر الأمر حتى اقتحم المتظاهرين مقر البرلمان اليوم، وأفادت فضائية سكاى نيوز الإخبارية، أن رئيس الوزراء العراقى حيدر العبادى قال: إن الأوضاع فى بغداد تحت سيطرة القوات الأمنية، ودعا المتظاهرين للعودة إلى المناطق المخصصة للتظاهر والالتزام بسلميتها.