قبل ساعات من احتفال العالم كله باليوم العالمى لحرية الصحافة، فوجئت الجماعة الصحفية والشعب المصرى كله باعتداء صارخ على كرامة الصحافة والصحفيين ونقابتهم، تمثلت فى اقتحام قوات الأمن مبنى النقابة فى سابقة لم تحدث فى تاريخ مصر .
وفى الوقت ذاته اشتعلت الأزمة والتصريحات المتبادلة بين نقيب الصحفيين يحيى قلاش، واللواء أبو بكر عبد الكريم مساعد وزير الداخلية للعلاقات العامة والإعلام.
يحيى قلاش: اقتحام نقابة الصحفيين بـ50 عنصرا أمنيا فضيحة ستشعل البلاد
وقال يحيى قلاش نقيب الصحفيين، إن اقتحام قوات الأمن لمقر النقابة والقبض على صحفيين هو فضيحة سوف تشعل البلاد، وتابع: "أنا لم أكن أتخيل أو أتصور أن يحدث ذلك.. هذا المشهد لم يحدث حتى فى أيام حبيب العادلى".
وأضاف " قلاش" خلال مداخلة هاتفية ببرنامج "القاهرة اليوم"، الذى يقدمه الإعلامى عمرو أديب عبر فضائية "اليوم"، أن وزارة الداخلية لم تخطر النقابة بأن الزملاء عمرو بدر ومحمود السقا صدر فى حقهما قرار ضبط وإحضار.
"الداخلية": لم نقتحم نقابة الصحفيين.. و5 ضباط فقط نفذوا عملية الضبط
فيما رد اللواء أبو بكر عبد الكريم، مساعد وزير الداخلية للإعلام والعلاقات العامة، إن قوات الأمن لم تقتحم نقابة الصحفيين، ولكن كان هناك قرار بضبط وإحضار عمرو منصور إسماعيل بدر، وشهرته عمرو بدر، وهو رئيس تحرير بوابة يناير الإلكترونية، ومحمود حسنى محمود محمد جاد وشهرته "محمود السقا"، وهو متهم فى القضية رقم 796 لسنة 2015 حصر أمن دولة تحرك 25 يناير، وكان يدعو لتأليب الرأى العام والمواطنين على النظام.
وأضاف عبد الكريم، أن نقيب الصحفيين يحيى قلاش، كان يعلم بوجودهما وصادر بحقهما أمر ضبط وإحضار وهما ليسا أعضاء فى النقابة، وأحدهما رئيس تحرير بوابة يناير، وما نعرفه ومعلوماتنا أنهم ليسا أعضاء نقابة صحفيين، حسب قوله.
وأضاف كانت لدينا معلومات تفيد اختباء الصحفيين داخل النقابة، وقام عدد محدود من الضباط لا يتجاوز 4 أو 5 بضبطهما من داخل النقابة، مشددًا على أنه لم يتم اقتحام نقابة الصحفيين، على حد قوله، وتابع: كان من المفروض على نقيب الصحفيين، عدم السماح لعمرو بدر ومحمود السقا، بالاختباء داخل النقابة، لأنهما مطلوبان للنيابة العامة.
المتحدث باسم الداخلية: السقا وبدر ينسقان مع جماعة الإخوان.. ولم نقتحم نقابة الصحفيين
ونفى اللواء أبو بكر عبد الكريم، مساعد وزير الداخلية لشؤون الإعلام، اقتحام وزارة الداخلية لنقابة الصحفيين، مؤكدا أنها دخلت النقابة تنفيذًا لقرارات النيابة، بموافقة وبإرشاد من أحد مسؤولى الأمن، موضحًا أن عمرو بدر ومحمود السقا متهمين بتقليب الرأى العام والمواطنين على النظام، وهما من العناصر اليسارية ومن أعضاء حركة بداية ونسقوا مع عناصر من جماعة الإخوان، للنزول فى المظاهرات يوم 25 إبريل.
وقال "أبو بكر"، إنه لم يتم الاقتحام كما يشير البعض، والأمور تمت تنفيذا لقرار النيابة وفى إطار القانون، موضحًا: "أربعة ضباط دخلوا النقابة بهدوء، ومفيش اقتحام، وهذا ما تم بالفعل وفقا لما وصلنى من القيادات الأمنية من مديرية أمن القاهرة".
نقيب الصحفيين: الداخلية تحاصر النقابة وكأنها سلطة فوق كل السلطات
وأكد نقيب الصحفيين، أن الداخلية تحاصر النقابة، وهناك تضييق على دخول الصحفيين وضيوف النقابة من المتضامنين معها، كما أن هناك من يقف على بوابات الدخول فى أماكن قريبة من النقابة، ويتحرش بالأعضاء بالألفاظ.
وقال نقيب الصحفيين فى تصريحات تلفزيونية: "الداخلية لم تتعلم الدرس.. وكأن هناك من يريد أن يؤجج بؤر التوتر.. هذا هو ما استوعبته الداخلية مما حدث، وكأنها سلطة فوق كل السلطات".
وأوضح أن ما حدث جريمة متكاملة الأركان والداخلية لا تعترف بخطيئتها وتثير الأكاذيب، وترسل البيانات الكاذبة للجهات السيادية.
"الداخلية":لم نقتحم"الصحفيين" ودخلنا من خلال مسؤول الأمن دون استعمال القوة
فيما دافع مساعد وزير الداخلية لشؤون الإعلام، عن قرار القبض على عمرو بدر ومحمود السقا، قائلاً: "نحن فى دولة قانون، ومنعرفش إن تنفيذ القانون وقرارات النيابة العامة بيزعل الناس، دا إحنا لو منفذناش القانون نقع تحت طائلة المادة 123 من قانون العقوبات التى تعرضنا للمسائلة والحبس".
وأوضح "أبو بكر": "لم نقتحم النقابة ولم نستخدم أى نوع من أنواع القوة، وتم الدخول من خلال مسؤول الأمن بالنقابة".
وأشار إلى أن القوة الأمنية المسؤولة عن ضبط الصحفيين لديهم إذن من النيابة، لافتا إلى أنه كان هناك لقاء بين الأجهزة الأمنية ونقيب الصحفيين وهو الذى طالب بتأجيله.
يحيى قلاش لمتحدث الداخلية: لو تركنا الأمن لوزارتك وتصريحاتك فعلى مصر السلام
ونفى نقيب الصحفيين، تصريحات اللواء أبو بكر عبد الكريم المتحدث باسم وزارة الداخلية، التى قال خلالها إنه كان هناك لقاء بين الأجهزة الأمنية ونقيب الصحفيين بشأن تسليم عمرو بدر ومحمود السقا، والنقيب هو الذى طالب بتأجيله.
وقال "قلاش"، إن ما ذكره اللواء أبو بكر عبد الكريم غير صحيح، مضيفاً: "نتواصل مع كل مؤسسات الدولة بما فيها الداخلية، ولكنهم أفسدوا الأمر باقتحام النقابة، ولو ترك حال الأمن لوزارة الداخلية وتصريحات أبو بكر فقول على البلد السلام.. هذا ليس بقانون يا سيادة اللواء".
واستطرد :"لا نمانع فى تطبيق القانون على المطلوبين أمنيا وكان يجب على وزارة الداخلية إخطارنا..الأمر يتجه لمنحى خطر والوطن الذى يواجه تحديات خارجية عليه أن يزيد من لحمته فى الداخل ويقلل التوترات قدر الإمكان ولكننى أرى غير ذلك تماما".
يحيى قلاش لمتحدث الداخلية: "أنت بتكلم نقيب الصحفيين مش نقيب عندك فى الوزارة"
وهاجم" قلاش " اللواء أبو بكر عبد الكريم مساعد وزير الداخلية، قائلا: "وزارة الداخلية لا تحكم مصر، فى دولة اسمها الدولة المصرية، والدولة المصرية هتضيع بهذا التهريج، أنا بضيع وقتى فى مداخلات مع ما يسمى اللواء أبو بكر وما يسمى قيادات وزارة الداخلية، إيه ده مش معقول الكلام ده النقابة محاصرة برة وفيه بلطجية برة بيمنعوا دخول الصحفيين، وبيتكلم على القانون، أى قانون يا سيادة اللواء، أنت بتكلم نقيب الصحفيين مش نقيب عندك فى وزارة الداخلية".
وأضاف نقيب الصحفيين، "مش معقول أنا واللواء أبو بكر عاملين نلف ورا بعض فى البرامج، هو عمال يقول أسطوانة مشروخة، وأنا عمال أرد عليه بنفس الكلام، وهو كأنه ما بيسمعنيش، مش معقول أزمة زى كده تترك لمسؤول الإعلام فى وزارة الداخلية، لا يمكن لأزمة بهذا الحجم هذه أزمة سياسية لابد أن يكون التدخل فيها سياسى، ولا يمكن نقيب الصحفيين يضيع وقته طول اليوم علشان يرد على اللواء أبو بكر اللى بيقال ليه بيقوله".
وتابع: "هذه أزمة مصر كلها والداخلية هى التى اصطنعت هذه الأزمة، امتى هاتتدخل الرئاسة، لو تركنا الأمر للأمن، سمعة مصر كلها فى الحضيض بسبب اقتحام الداخلية لمقر النقابة".
ومن جانبه أبدى اللواء أبو بكر عبد الكريم مساعد وزير الداخلية، تحفظا على كلام نقيب الصحفيين، مؤكدًا أن الداخلية لم تفتعل أزمات وأن تنفيذ القانون هو واجب الوزارة.