كتب برلمانى
فى مشهد ظن البعض أنه سيغيب بعد ثورتين نادى فيهما المصريون بالكرامة والحرية، عادت وزارة الداخلية لاستخدام أسلوبها القديم فى حشد "المواطنين الشرفاء" حول نقابة الصحفيين، لإيهام الرأى العام من جهة بوجود معارضة شعبية للجمعية العمومية لنقابة الصحفيين، ولمهاجمة الصحفيين والتحرش بهم والاعتداء عليهم من جهة أخرى.
مشهد يذكر بما كانت تفعله وزارة الداخلية فى عهد وزيرها الأسبق حبيب العادلى، حين استخدم البلطجية فى انتخابات مجالس الشعب للاعتداء على المواطنين وترهيبهم ومنعهم من الاقتراب من صندوق الانتخابات، وكذلك فى وجه مظاهرات حركة كفاية.
لكن يبدو أن كفاءة وزارة الداخلية تتزايد مع الوقت، ففى عهد حبيب العادلى لم يكن "تنظيم المواطنين الشرفاء" سوى بضعة عشرات، لكننا اليوم نرى الوزارة تنجح فى حشد المئات منهم حول النقابة، فى مشهد هزلى ومأساوى.
هو مشهد هزلى لأنه ما كان لوزارة الداخلية أن ترتعب كل هذا الرعب من مجرد صحفى لا يملك سوى قلمه وكلمته، ما كان عليها أن تحشد كل هذا الحشد وكأنها ستخوض حربًا ضروسًا ضد أشخاص لا يملكون سوى أقلامهم، وعدسات كاميراتهم.
ومشهد مأساوى أن تستغل وزارة الداخلية حاجة المواطنين من أبناء العشوائيات الذين أرهقتهم الأزمة الاقتصادية وطحنتهم طحنًا لدفعهم فى هذا المشهد.
مشهد يدعو للحزن حقًا أن ترى لافتة مطبوعة طباعة فاخرة لا تقل تكلفتها عن 500 جنيه، فى يد مواطنين لم يجدوا حتى أحذية يشترونها فذهبوا إلى محيط النقابة مرتدين "شبشب الحمام"!.
هل تعرف هذه السيدة العجوز التى تقف خلف سيادة الضابط يحيى قلاش نقيب الصحفيين، كى تحمل لافتة تسبه ؟! .. هل تقرأ الجرائد كل يوم حتى تتظاهر ضدها ؟! .
هل تعرف هذه المرأة بسيطة الملامح التى تحمل طفلها على رأسها موعد الجمعية العمومية للنقابة، وهل تعرف أصلًا عنوان النقابة؟!.
عودة المواطنين الشرفاء إلى الواجهة من جديد هو تحول خطير وجرس إنذار شديد لكل من له قلب يخشى به على تلك البلاد..