كتب محمود حسن
مشهد مهين ومسيء، يعيد إلى الأذهان ماض ظن الجميع بأننا لن نراه من جديد، مئات من المواطنين الشرفاء تم حشدهم فى أتوبيسات إلى مداخل نقابة الصحفيين، رفعوا الأحذية، وأشاروا بالبذاءات، بعضهم حمل العصى، سبوا وضربوا الصحفيين ومنعوهم من دخول نقابتهم لحضور اجتماعهم.
شخص ما اتخذ القرار بأن يتحول المشهد اليوم فى محيط نقابة الصحفيين ليصبح على هذه الحالة، وهذا الشخص تحديدا لابد من محاسبته ومحاكمته، والتهمة هى الإساءة إلى الدولة المصرية.
فالشخص، الذى اتخذ القرار بإرسال هؤلاء إلى محيط نقابة الصحفيين، لم يستطع ترهيب أبناء أصحاب الجلالة الذين استطاعوا أن يقيموا جمعية عمومية ناجحة بكل المقاييس، الذين لم يخافوا من الاعتداء عليهم والتحرش بهم، بل أساء لمصر كل الإساءة ولابد من محاسبته.
أساء لمصر مرة لها لأن الصحافة العالمية بدأت فى تناقل المشهد ونشره على صفحات مواقعها الإلكترونية فى إساءة بالغة إلى مصر، فى لحظة نحن فى غنى عنها.
وأساء لها حين يتساءل المواطن الكادح المثقل بأعباء الأزمة الاقتصادية عن الجهة التى قامت بإيجار الأتوبيسات ومحاسبة "المواطنين الشرفاء" آخر اليوم عن مجهوداتهم الضخمة، التى بذلوها فى التلويح بالأحذية وبالأصبع الوسطى.
أساء لمصر حين يتساءل المواطن عن سيادة القانون، فهؤلاء الذين يتظاهرون مبدين كل أشكال العنف والإهانة الممكنة، هؤلاء الذين تسببوا فى شلل مرورى كامل فى وسط القاهرة، لماذا لم يطبق عليهم قانون التظاهر؟!، فوزارة الداخلية وفى بيان واضح كل الوضوح قالت صباح اليوم أنها لم تعط أى تصريح بالتظاهر لأى شخص فى محيط نقابة الصحفيين، فلماذا إذن لم يطبق "قانون التظاهر" على هؤلاء؟!، وطبق على آخرين؟!.
الشخص الذى اتخذ القرار بحشد المواطنين الشرفاء فى هذا المشهد المهين، أساء لمصر، حتى لو ظن هو عكس هذا، وبات ليلته مطمئنا قرير العين، يتصور أنه قام بخدمة مصر.