أعطى الرئيس عبد الفتاح السيسى، أمس الخميس، إشارة بدء حصاد محصول القمح، ضمن مشروع الـ1.5 مليون فدان، وافتتاح عدد من القرى الزراعية فى الفرافرة، وكذلك القرية الخدمية، التى نفذتها الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، بحضور الفريق أول صدقى صبحى القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى، وعدد كبير من الوزراء والمسئولين، والإعلاميين والشخصيات العامة.
سعادة النواب
وأعرب عدد من أعضاء مجلس النواب عن سعادتهم الشديدة بتنفيذ هذا المشروع، وأشاروا إلى أنه يحمل العديد من الرسائل والانعكاسات على الصعيدين الاقتصادى والسياسى، وأنه يحمل أبعادا استراتيجية هامة.
ومن جانبه قال اللواء مدحت الشريف، وكيل لجنة الشئون الاقتصادية بمجلس النواب، إنه ينظر إلى المشروع بالدرجة الأولى إلى أنه نواة لتشكيل مجتمعات عمرانية جديدة فى مناطق صحراوية، وأنه يحقق توسع أفقى ويوفر فرص عمل للشباب.
وأضاف الشريف لـ"برلمانى" أن تلك النواة ظهرت خلال زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى للمنطقة، حيث إنه ظهر إلى جانب المزروعات مساكن تتلاءم مع الطبيعة الصحراوية وإنشاء دور عبادة ومدارس، قائلا: "وهذا يعنى وجود مجتمعات عمرانية جديدة".
وشدد الشريف على أهمية التوسع فى الصحراء، لافتا إلى وجود بُعد آخر للمشروع وهو استخدام الموارد المائية، التى كانت مهملة لفترة طويلة ومنها المياه الجوفية، واستخدام مصادر طاقة جديدة ومتجددة مثل محطة الطاقة الشمسية، قائلا "المشروع نواة للاقتصاد الأخضر بأن يكون هناك محطات كهرباء بالطاقة الشمسية بخلاف العوادم، ووجود مشروعات زراعية تخدمها طاقة شمسية هو أمر جيد".
الاكتفاء الذاتى من القمح
وأوضح وكيل لجنة الشئون الاقتصادية أن هناك مشكلة كبيرة فى عدم القدرة على تحقيق الاكتفاء الذاتى من القمح فى مصر، وأن عملية الجمع والحصاد وشراءه من الفلاح تحتاج إلى حوكمة، قائلا "مافيا الاستيراد تخلط القمح المستورد مع المصرى من أجل الاستفادة من الدعم حيث يصل سعر الطن المحلى 440 جنيها والمستورد 220 جنيها ويكون غير مطابق للمواصفات ويحتوى على حشرات ودرجة رطوبة عالية".
وأكد الشريف أن المشروع يؤكد أن هناك توجها للحكومة أنها تستطيع على مدار عدة سنوات قادمة أن تحقق نسبة إضافية للأقماح لتقليل الاستيراد من الخارج.
وفى السياق ذاته قال النائب شرعى محمد صالح، رئيس الهيئة البرلمانية لحزب "مصر بلدى"، إنه لا شك أن هذا المشروع يمثل خطوة أساسية وهامة، مما يعيد لمصر مجدها حينما تكون سلة للغلال فى المنطقة.
وأضاف شرعى لـ"برلمانى" أن القمح يمثل الاحتياج الأساسى واليومى لمصر، موضحًا أن هذه المساحة، التى زُرعت وكانت باكورة حصادها اليوم تمثل بُشرى طيبة وتحقق أمنية غالية وكبيرة تسعد المواطن حينما توفر له قوته الأساسى واليومى الذى لا يمكن العيش بدونه.
المشروع انطلاقة لتحقيق الاكتفاء الذاتى من القمح
وأوضح النائب شرعى صالح أن المشروع يعد انطلاقة حقيقية لتحقيق الاكتفاء الذاتى للمجتمع وإشباع احتياجاته، مضيفا "لأن القرار السياسى يكون صحيحا ومتوافقا ومتوائما مع احتياجات الوطن دون النظر إلى أى ضغوط أو انعكاسات خارجية تريد أن تستثمر الحاجة إلى هذا المحصول".
واستطرد شرعى صالح أن المشروع يعد دعوة حقيقية للمزارع المصرى بأن يحقق اكتفاءه الذاتى والشخصى ويستثمر ما يفيض عن حاجته، مضيفا "المشروع يمثل غاية وهدفا استراتيجيا".
ومن ناحيته أعرب النائب جمال الشريف عضو لجنة الشئون الدستورية والتشريعية عن سعادته البالغة بالمشروع، قائلا: "الدولة نفذته دون إحداث بروباجندا إعلامية، والمشروع خطوة على الطريق الصحيح فى الاعتماد على الذات فى القمح".