مصير قائمة "تهانى الجبالى"

تحديات صعبة وعقبات كبيرة تواجه قائمة التحالف الجمهورى التى ترأسها المستشارة تهانى الجبالى، والتى تخوض الانتخابات فى المرحلة الثانية فى منافسة مع 3 قوائم أخرى فى قطاع القاهرة (قوائم: فى حب مصر، النور، ائتلاف الجبهة المصرية وتيار الاستقلال)، تجعل احتمالات خروج هذه القائمة من المنافسة تزید عن فرصھا فى دخول مرحلة الإعادة، هذا ما انتهت إليه دراسة قام بها برنامج الدراسات المصرية بالمركز الإقليمى للدراسات الإستراتيجية.

الدراسة التى حصل "برلمانى" على نسخة منها قالت إن هذا الاحتمال يمكن أن يتغير ولكن هذا يتوقف على عدة عوامل أھمھا، حدوث تغیر فى مزاج الناخبین، ومدى قدرة القائمة على تطویر آلتھا الإعلامیة، وتوصیل برنامجھا الانتخابى لعموم الناخبین، وتحقیق التوازن بین الفئات التى یستھدفھا البرنامج الانتخابى.

فرص قائمة "التحالف الجمهورى" فى المرحلة الثانية

تشير الدراسة إلى أن عدم قدرة قائمة "التحالف الجمھورى" على استكمال قوائمھا فى قطاعى شمالى ووسط وجنوب الصعید وشرقى الدلتا بعد محاولات استمرت منذ قرار المحكمة الدستوریة فى مارس الماضى بوقف الانتخابات، وأیضا اقتصار ترشحھا على دائرة قطاع القاھرة ووسط وجنوبى الدلتا فقط، يطرح عدة تساؤلات حول: ما ھى حدود فرص نجاح تلك القائمة التى ولدت بعد تعثر، ولم تستطع الترشح على جمیع قطاعات الجمھوریة؟ وما ھى أھم التحدیات التى تواجھھا فى دائرة المنافسة التى ترشحت فیھا، وما ھو وزنھا التصویتى المحتمل، ونوعیة الأصوات التى من الممكن أن تدخل صنادیقھا؟

تحدیات القائمة اقتصار ناخبيها على فئات معينة

وأشارت الدراسة إلى عدة تحديات تواجه القائمة، مؤكدة على أنه فى حال عدم تجاوزھا قبل بدء إجراءات المرحلة الثانیة ستؤدى إلى اقتصار ناخبيها على أصوات قلة فئوية قد تخرجھا من دائرة المنافسة، وتتمثل أھم تحدیاتھا فى:
۱. افتقار الدعایة المؤثرة، خاصة فى المناطق الشعبیة والعشوائیة بالقاھرة، وھى المناطق التى من المحتمل أن یكون تصویتھا ھو النسبة الأكبر، لأنھا ستخرج لمرشحى المقاعد الفردیة المتنافسین فى تلك الدوائر. وكذلك افتقاد القائمة إلى الآلة الإعلامیة المنظمة المعبرة عنھا فى مختلف وسائل الإعلام، وما یتردد فى وسائل الإعلام یقتصر على تحركات المستشارة تھانى الجبالى فقط، إلى درجة أن الكثیرین یطلقون علیھا قائمة (تھانى الجبالى).



۲. اقتصار مرشحى القائمة على مرشحین من المستقلین، أغلبھم لم یترشح فى انتخابات برلمانیة من قبل. وھذا یعنى أن ھذه القائمة تفتقد التنسیق مع الأحزاب ذات العدد الأكبر من المرشحین فى دوائر الفردى، والتى ستلعب دورا كبیرا فى دعم القوائم المنافسة (فى حب مصر) و(النور) و(الموحدة).

3. صعوبة شعار القائمة الذى تم إعلانه، وھو مستنبط من برنامجھا الانتخابى (من أجل بناء جمھوریة ثالثة)، إذ یتصف بالجمود، وقد یقتصر تأثیره على النخبة والمثقفین، ویصعب وصوله إلى سكان المناطق الشعبیة الذین یحتاجون لرسالة واضحة وسھلة تقنعھم بتغییر توجیه أصواتھم. لكن ھذا لا ینفى أنھا القائمة الوحیدة التى تقوم حملاتھا الدعائیة على برنامج انتخابى واضح.

4. القائمة تواجه تحديا صعبا من قبل الإسلاميين يتمثل فى احتمالات تحرك التيار الدينى اليمينى لدعم حزب النور، بعد خسارته فى دائرة غرب الدلتا فى المرحلة الأولى، فضلا عن تحدى المال السیاسى الذى من المحتمل أن تضخه بعض القوائم المنافسة. وھو ما یعنى وقوع القائمة بین فخى المال السیاسى والزحف الدینى حال حدوثه.

الفرص ليست منعدمة تماما ولكنها محدودة

وأشارت الدراسة إلى أنه بالرغم من تعدد التحدیات التى تواجه قائمة "التحالف الجمھورى" فإن هذا لا یعنى الانعدام الكامل لفرص وصولھا لجولة الإعادة، وأوضحت الدراسة أن هناك سيناريوهين لتصور فرص وصولها إلى جولة الإعادة ھما:

السیناریو الأول: زحف الأصوات الفئویة، فتدخل القائمة مرحلة الإعادة، ویتحقق ھذا السیناریو فى حالة تأكد ما یلى:
۱. استمرار حالة الاسترخاء التصویتى عند أنصار حزب النور، وھو ما سیكون فى مصلحة قائمة (التحالف الجمھورى)، أو سیؤدى ذلك إلى تخوف القوى المدنیة وأنصار ثورة ۳۰ یونیو من دخول حزب النور جولة الإعادة فى دائرة القاھرة وشمال وجنوب الدلتا، وبالتالى قد تتكاتف لصالحھا قوى مدنیة، وأنصار أحزاب التیار الدیمقراطى، ومؤیدو قائمة (صحوة مصر) المنسحبة من الانتخابات، وبعض النقابات المھنیة المترشح بعض أعضائھا مع (التحالف الجمھورى)، خاصة نقابة الفلاحین المترشح منھا نقیبا فلاحى محافظتى كفر الشیخ والدقھلیة.

۲. فوز قائمة (فى حب مصر) بدوائر المرحلة الأولى، واستمرار عدم وجود منافس لھا فى دائرة شرق الدلتا، بالإضافة إلى نوعیة الخطاب الذى یستخدمه مرشحو قائمة (فى حب مصر) فى الفضائیات وفى مختلف وسائل الإعلام، وتأكیدھم تعدیل الدستور، كل ذلك قد یؤدى إلى توجه أصوات الناخبین الفئویین المتمثلین فى المثقفین وبعض النقابات، وتیار ۲٥ ینایر، ورموز التیار الدیمقراطى الوطنى إلى قائمة (التحالف الجمھورى). وقد یكون ھناك عامل آخر داعم لھذا السیناریو ھو احتمال توجه عدد كبیر من أصوات السیدات فى المناطق الراقیة بالدائرة، خاصة وأن قائمة (التحالف الجمھورى) ھى القائمة الوحیدة التى أسستھا امرأة وعلى رأسھا أیضا امرأة، ویتوقف ذلك أیضا على نسبة مشاركة السیدات فى المرحلة الثانیة، وعلى مدى التغیر الذى یحدث فى توجھات أصوات الناخبین.

السیناریو الثاني: احتمالات خروج القائمة من المنافسة تزید عن فرصھا فى دخول مرحلة الإعادة

استمرار أزمة الدعایة الانتخابیة، وخروج القائمة من دائرة المنافسة، وقد یكون ھذا السیناریو ھو الأكثر ترجیحا لعدة أسباب، من أھمھا انخفاض نسبة التصویت خاصة فى المناطق الراقیة التى ربما تفھم البرنامج الانتخابى لتلك القائمة، وكذلك ترجیح استمرار أغلبیة كتلة ۲٥ ینایر عن العزوف التصویتى، وبذلك لا تستفید القائمة من ترشح الدكتورة إیفا بطرس قائد مستشفى میدان التحریر علیھا.



وأیضا حدوث تكتل قبطى نحو قائمة (فى حب مصر) واتفاق الأقباط على دعم تلك القائمة باعتبارھا الوحیدة فى تصورھم التى تخرج حزب النور من المنافسة، وھو ما سیؤدى إلى عدم استفادة (التحالف الجمھورى) من ترشح الدكتور سمیر زكى منسق لجنة المواطنة بالكنیسة فى "القائمة" وھو ما تراھن علیه تلك القائمة فى توجیه بعض أصوات الأقباط لصالحھا.

الخلاصة

خلصت الدراسة فى النهاية إلى أن احتمالات خروج قائمة (التحالف الجمھورى) من المنافسة تزید عن فرصھا فى دخول مرحلة الإعادة، وتغیر ذلك السیناریو یتوقف على مجموعة من العوامل، أھمھا:

1. حدوث تغیر فى مزاج الناخبین.
2. مدى قدرة القائمة على تطویر آلتھا الإعلامیة.
3. قدرة القائمة توصیل برنامجھا الانتخابى لعموم الناخبین.
4. قدرة القائمة على تحقیق التوازن بین الفئات التى یستھدفھا برنامجها الانتخابى.