الرئيسان السيسى وماكرون يشهدان ترفيع العلاقات بين مصر وفرنسا إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية
تعقد فى القاهرة غدًا، الإثنين، قمة مصرية فرنسية بين الرئيس عبد الفتاح السيسى ونظيره الفرنسى إيمانويل ماكرون، الذى يصل القاهرة فى زيارة رسمية.
وتعقب القمة المصرية الفرنسية، مباحثات مصرية فرنسية أردنية، بحضور العاهل الأردني الملك عبد الله الثانى ابن الحسين.
ومن المقرر أن تطرق المباحثات بين الرئيسين السيسى وماكرون إلى العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين وسبل تعزيزها في مختلف المجالات الاقتصادية والتنموية والثقافية والتعليمية وغيرها. كما سيتم بطبيعة الحال التنسيق وتبادل الرؤى إزاء القضايا محل الاهتمام المشترك وسبل تخفيض حدة التصعيد في منطقة الشرق الأوسط في ضوء التداعيات السلبية الخطيرة للوضع الحالي والتي لا تصب في مصلحة أي طرف من الأطراف في المنطقة.
كما ستشهد الزيارة توقيع عدد كبير من الاتفاقيات في مختلف مجالات الاقتصاد والتعليم الأساسي والجامعي والطاقة والتنمية والنقل والصحة، وغيرها، علاوة على عدة اتفاقيات بين الوكالة الفرنسية للتنمية وعدد من الوزارات المعنية لتنفيذ مشروعات ذات أولوية للجانب المصري.
ومن المُقرر أن تشهد الزيارة ترفيع العلاقات بين البلدين إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية بما يعكس عمق وتشعب الأواصر التاريخية بين مصر وفرنسا.
العلاقات بين القاهرة وباريس علاقات تاريخية ممتدة وقائمة على الاحترام والتقدير المتبادلين، وقناعة راسخة لديهما بأهمية دورهما على الساحة الدولية والإقليمية في تعزيز ركائز الاستقرار والسلام في مختلف ربوع العالم، وهناك تواصل وثيق ودوري بين الرئيس السيسى والرئيس ماكرون وتفاهم بينهما إزاء ملفات التعاون الثنائي وكذا القضايا الإقليمية، كنا أن هناك تقاربًا كبيرًا في الرؤى بين مصر وفرنسا إزاء مُجمل الأوضاع الإقليمية والدولية وفي المنظمات الدولية.
وقال السفير علاء يوسف، سفير مصر لدى فرنسا، إن
الرئيس ماكرون سيحلُّ على مصر ضيفاً عزيزاً لمدة ثلاثة أيام، وهذه الزيارة تأتي في إطار العلاقات المتميزة التي تجمع مصر بفرنسا على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والثقافية والعسكرية والتعليمية وغيرها، وستعزز من أُطر التنسيق المُستمر القائم بين القاهرة وباريس إزاء القضايا الإقليمية والدولية في ضوء دورهما الفاعل على الساحة العالمية.
وأضاف "يوسف"، فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، أن الرئيس ماكرون سيصطحب معه وفدًا رفيعًا من وزراء الحكومة الفرنسية، فضلاً عن عدد كبير من رؤساء كُبرى الشركات الفرنسية العاملة في قطاعات النقل والاتصالات والدفاع والطيران المدني والطاقة وغيرها، علاوة على مُمثلين من قطاعات الثقافة والتعليم العالي، بما يعكس من جهة الأهمية الكبيرة التي توليها باريس لهذه الزيارة، فضلاً عن أنه يؤكد بوضوح من جهة أخرى حجم الثراء والتنوع الذي تشهده العلاقات بين البلدين.
وأوضح "يوسف" أن الزيارة مكثفة للغاية، حيث ستشهد توقيع عدد كبير من الاتفاقيات في مختلف مجالات الاقتصاد والتعليم الأساسي والجامعي والطاقة والتنمية والنقل والصحة، وغيرها، علاوة على اتفاقيات بين الوكالة الفرنسية للتنمية وعدد من الوزارات المعنية لتنفيذ مشروعات ذات أولوية للجانب المصري.
وأضاف سفير مصر فى فرنسا، أن الزيارة ستشهد تنظيم منتدى اقتصادي بتشريف الرئيسين وبمُشاركة أكبر الفاعلين في المجالات الاقتصادية من البلدين، بهدف موصلة استكشاف الفرص الاقتصادية المتنوعة بشكل أكثر تفصيلاً، وتعزيز الاستثمارات الفرنسية في مصر على نحو يُحقق مصلحة الطرفين، لاسيما وأننا نلمس رغبة فرنسية مُتزايدة في ضخ مزيد من الاستثمارات في مصر للاستفادة من المزايا والحوافز المُختلفة التي تقدمها الدولة، لاسيما في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس.
وحول زيارة الرئيس الفرنسي المرتقبة للعريش، أكد "يوسف"، زيارة العريش تحمل في طياتها الكثير من المعاني، فهي تبعث برسائل دعم فرنسية وأوروبية لمصر في إطار جهودها المتواصلة لإيجاد تسوية للحرب في قطاع غزة، ووقف نزيف الدم الفلسطيني الغالي لدى الشعب المصري، وإيصال المُساعدات الإنسانية إلى سكان القطاع، فضلاً عن الإفراج عن الأسرى والمُحتجزين.
وأشار إلى أن مصر تستضيف العديد من الجرحى الفلسطينيين في مستشفياتها في إطار دور مصر العروبي الداعم للقضية الفلسطينية لاسيما في مستشفيات سيناء وفي العريش، وستمثل زيارة العريش تأكيدًا فرنسيًا على الدعم الذي تقدمه مصر للشعب الفلسطيني، كما سيتم خلالها تقديم عدد من المساعدات الفرنسية للجرحى والمصابين الفلسطينيين.
وأشار إلى أن باريس تدعم خطة إعادة الإعمار في غزة، خاصة وأن هذه الخطة باتت تحظى أيضًا بدعم متزايد من جانب المجتمع الدولي بما في ذلك عدد كبير من الدول الأوروبية. وتجدر الإشارة على سبيل المثال إلى أن فرنسا وإيطاليا وألمانيا والمملكة المتحدة أصدرت بياناً مشتركاً الشهر الماضي يدعم هذه الخطة باعتبارها تقدم حلولاً واقعية لإعادة إعمار غزة وتحسين حياة سكان القطاع بشكل سريع ومستدام. وهناك اتفاق كامل في الرؤى بين القاهرة إزاء الرفض القاطع لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم.
واستبق "ماكرون" زيارته للقاهرة بإجراء اتصال هاتفى بالرئيس السيسي، تناول العلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل تعزيزها، وذلك في إطار الإعداد لزيارة الرئيس الفرنسي المرتقبة إلى مصر، حيث تم التباحث بشأن أهم موضوعات التعاون المطروحة خلال الزيارة، وآفاق تعزيزها بما يتفق مع مصالح البلدين الصديقين، بما في ذلك إمكانية عقد قمة ثلاثية مصرية فرنسية أردنية بالقاهرة خلال زيارة الرئيس الفرنسي إلى مصر.
كما تناول الاتصال تطورات الأوضاع في قطاع غزة، حيث تم استعراض الجهود المصرية لوقف إطلاق النار بالقطاع،
؛ حيث حرص الرئيسان على التأكيد على أهمية استعادة التهدئة من خلال الوقف الفوري لإطلاق النار وإنفاذ المساعدات الإنسانية، وشددا على أهمية حل الدولتين بإعتباره الضمان الوحيد للتوصل إلى السلام الدائم بالمنطقة.