الجمعة، 22 نوفمبر 2024 10:49 م

حازم حسين يكتب: الهولندى السابق يتقمص دور الكوميديان على حساب "البرلمانى".. تصريحات مثيرة وإفيهات واعتذارات.. من البوس للمواليد والمكياج ومعاداة المرأة.. هل يلحق النائب ببلدياته "عكاشة"؟

عجينة.. نائب "ربنا مسلّطه على نفسه"

عجينة.. نائب "ربنا مسلّطه على نفسه" عجينة.. نائب "ربنا مسلّطه على نفسه"
الأربعاء، 18 مايو 2016 11:00 ص
كتب برلمانى
لم يجد الوعى الشعبى المصرى، بتاريخه الطويل وفطنته الواسعة ونفاذه الخاطف إلى الجوهر، توصيفًا لمن يعمل ضد نفسه بنفسه، ويعادى مصالحه ويسبّب لنفسه المشكلات والمتاعب، أبسط وأعمق وأكثر تعبيرًا وإحكامًا من "ربنا مسلّطه على نفسه"، وكأنه وهو يعمل عكس مصالحه يعمل بتفانٍ وإخلاص كمن ينفّذ مشيئة إلهية، ولكن الأمر لا يخلو من "تسليط" بما تحمله الكلمة من معانى العنف والقسوة والترصُّد، وهو ما ينطبق بشكل كامل وتام على النائب إلهامى عجينة، عضو مجلس النواب عن دائرة جمصة وبلقاس بمحافظة الدقهلية، والذى لا يخلو يوم من أيام المجلس، ولا كلمة له تحت القبة، أو تصريح لموقع إخبارى أو صحيفة، من لمحة كوميدية ملفتة، أو هجوم مجانى لا معنى له ولا مبرر، أو منزلق جديد من منزلقاته المتكررة، والتى يبدو أنه لا نهاية لها، وأنه لا توصيف يحويها فعلاً وبشكل كامل إلا بالقول إن "عجينة" نائب "ربنا مسلّطه على نفسه".

13566077533360 copy

إلهامى عجينة.. رحلة شجارات طويلة فى 4 شهور برلمان


لم تمر أكثر من 4 شهور منذ انعقاد أولى جلسات مجلس النواب فى النصف الأول من يناير الماضى، ورغم أن هذه الفترة لم تكن كافية لأن ينجز المجلس كثيرًا من الأعمال على مستوى اختصاصاته وصلاحياته فى الرقابة والتشريع، إلا أنها كانت كافية لأن يخوض خلالها إلهامى عجينة كثيرًا من المعارك والشجارات، الكبيرة والصغيرة، المبررة أحيانًا والمجانية فى أغلب الأوقات، عبر تصريحات يسطير عليها الطابع الكوميدى، وهجوم على زملاء أو مسؤولين بشكل حاد، وخال من المعلومات أحيانًا، ما يدفع للتساؤل عن حقيقة هذه المواقف ومدى توفر الطبيعية والمصداقية لها، وهل يسيطر عليها قدر من الانفعال والافتعال فى آن، خاصة وأن النائب الحالى، وعضو مجلس النواب فى دورات سابقة، كان يعيش فى الخارج، وكان يحمل الجنسية الهولندية التى تخلى عنها فى وقت لاحق بسبب قانون البرلمان، تأكد بحكم المحكمة الإدارية فى المنصورة خلال أكتوبر 2010 بتمتعه بالجنسية المصرية وسقوط الجنسية الهولندية، ما يعنى أنه اتصل بالثقافة الأوروبية بما يسمح له بالتقارب معها حضاريًّا ومعرفيًّا، فلا يصح أن يمكث هناك سنوات وتتوفر له فرصة الحصول على الجنسية، وهو لا يجيد التطبع بطباع هذا المجتمع واحترام ثقافته وأفكاره، وهذا بالتحديد ما يوفر أسبابًا كافية للطعن فى صدق انحيازاته وبواعث هجومه على زميلاته فى المجلس فى أكثر من مناسبة، فلا شكّ أن النائب "الهولندى سابقًا" وصل إلى مستوى جيد من احترام المرأة والإقرار بحقوقها، ومن غير الطبيعى أن يعود من أوروبا بعد كل هذه السنوات لينتقص من المرأة المصرية، اللهم إلا إن كان يبحث عن الكوميديا لوجه الكوميديا، وتسجيل الحضور بأدوات وآليات غير أدوات وآليات العمل البرلمانى.

اجتماع مجلس النواب اليوم copy

نائب البوس.. إفيهات طائشة ومفارقات يومية لا تنتهى


الضربة الأولى للنائب إلهامى عجينة فى برلمان 2015 بدأت بعد ساعات قليلة من التئام المجلس وانعقاد أولى جلساته، فبعد أقل من يومين على بدء جلسات المجلس، خرج النائب بتصريح غريب، مطالبًا نائبات البرلمان بالاحتشام، وهو الأمر المدهش، خاصة أن نائب البرلمان لم يظهر منهن ما يوجب هذه الدعوة، أو يخالف أسس وأبجديات الاحتشام والبروتوكول الرسمى فى العمل البرلمانى، ما أدى إلى ثورة عارمة من النائبات ضد التصريح، اضطر "عجينة" على إثرها للاعتذار، قبل أن يخرج فى تصريح لاحق مطالبًا بمنع "البوس"، أو تبادل القبلات بين الزملاء تحت القبة، قائلاً بالحرف: "مفيش راجل يبوس زميله في البرلمان، المفروض النائب يبوس مراته وولاده بس"، وهو ما أثار موجة من السخرية والانتقاد داخل المجلس وخارجه، خاصة وأن هذه التفاصيل الإنسانية الحميمية ضمن المفاصيل والأركان الرئيسية فى الشخصية المصرية بطبعها الاجتماعى وخلفيتها الإنسانية الحميمية فى التعامل مع الأصدقاء والزملاء، وفى تصريح تالٍ طالب النائب إلهامى عجينة بمنع الملابس الكاجوال.

وزارة الأوقاف copy

حالة الكوميديا والتصريحات والمواقف المثيرة والملفتة، التى لا يتوقف النائب إلهامى عجينة عن اختراعها وكتابتها وأدائها، تحت القبة أو مع وسائل الإعلام، استمرت خلال الأسابيع الماضية من عمر المجلس، فبعد القائمة الطويلة السابقة، دخل النائب مرحلة مختلفة مع الشجارات نصف الكوميدية/ نصف الجادة، بدءًا من شجاره مع وزير البترول، المهندس طارق الملا، إذ أرسل الوزير رسالة للنائب مخاطبًا إيّاه بصيغة المؤنث، فيما يبدو أنه خطأ إملائى أو التباس بسبب صيغة الاسم، وهو ما استتبعته صورة للنائب تحت القبة، مهاجمًا الوزير ومتطاولاً عليه، إلى حد القول: "الوزير خاطبنى على إنى واحدة ست، ولو فيه ست يبقى هو مش أنا"، محولا الأمر من منطقة الخطأ والالتباس إلى منطقة الهجوم والشجار الشخصى، ومؤكّدًا موقفه العنيف والحاد والمتطرف من المرأة، الموقف الذى يدفعه إلى الثورة لمجرد خطأ فى مخاطبته، وكأن الأنوثة سبّة، أو هكذا يراها النائب "الهولندى" ذو الثقافة نصف الأوروبية، والذى تحلّل مرة أخرى من هذه الثقافة فى تعليقه على تقرير الجهاز المركزى للمحاسبات عن وصول معدل الزيادة السكانية فى مصر إلى مولود كل 17 ثانية، معلقًا بالقول: "بنزيد واحد كل 17 ثانية علشان إحنا رجالة شغالين جامد".

2015-11-02T204014Z_1982829760_GF20000042796_RTRMADP_3_MIDEAST-INVESTMENT-EGYPT-GAS copy

المجلس القومى لحقوق الإنسان.. ضحية حلقة جديدة من "مسلسل عجينة"


مسلسل شجارات وطرائف إلهامى عجينة تواصل مع المجلس القومى لحقوق الإنسان، فخلال تواجد وفد من أعضاء المجلس فى البرلمان لحضور اجتماع لجنة حقوق الإنسان، إذ انفعل النائب وهاجم وفد المجلس، واصفًا إيّاهم بالفشلة، تبعه انسحاب أعضاء المجلس من الاجتماع قبل أن يبادر أعضاء اللجنة بتهدئتهم ويضطر النائب للمغادرة، ووصف الفشل نفسه حضر مرة أخرى فى غزوة جديدة من غزوات إلهامى عجينة، فى إطار تعليقه على إضراب الطيارين، قائلاً: "الطيارين فاشلين علشان مش عارفين يجيبوا معاهم شوية هوا من أوروبا"، ومن الطيارين يعود النائب إلى الحكومة واصفًا وزير الزراعة بالفشل أيضًا فى معرض مناقشة السياسات الزراعية وأزمة القمح.

ومن وصف الفشل الذى يشهره إلهامى عجينة فى وجوه الجميع، إلى مشاجرتين جديدتين فى يوم واحد، إذ تحدث خلال الساعات الماضية عن سياسات الاستيراد ومشكلة الاقتصاد، ورغم جدية الأمر لم يفوّت "النائب الكوميدى" الفرصة ليضع لمسته الخاصة والمحبّبة له، ليخرج من الأزمة الأساس إلى النساء مرة أخرى، قائلاً: "أنا ضد الستات اللى بتستورد مكياجها من بره مصر بما فيهم مراتى"، مؤكّدًا لمرة جديدة على موقفه الحاد والمتطرف تجاه المرأة، وكأن أزمة الاقتصاد واعوجاج سياسات الاستيراد ترتبط فقط بالنساء ومكياجهن، وفى اليوم نفسه لم يفوّت الفرصة ليصدم مرة جديدة بإحدى وزارات الحكومة، مهاجمًا وزارة الأوقاف فيما يخص سياساتها فى التعامل مع أراضى الوقف، إذ قال: "وزارة الأوقاف بترفض تدى أراضيها للوزارات التانية، وكأننا من إثيوبيا"، فيما يبدو أنه لا يعرف أن الأراضى التابعة لوزارة الأوقاف ليست ملكًا للوزارة، وأنها أراضى وقف والوزارة مجرد قيّم ومدير لها وحسب.

الهامى عجينه copy

إلهامى عجينة بين الهزل والجد.. هل يلحق النائب ببلدياته "عكاشة"؟


أمام مسلسل الشجارات الصغيرة والمواقف الكوميدية، الحادة والناعمة، المضحكة والمستفزة، وما تحمله من إشارات وفواصل وصعود وهبوط، يتبادر إلى الذهن سؤال مهم حول حقيقة هذه المواقف، وهل تمثل قناعات وانحيازات "عجينة" الفعلية أم أنها مجرد ركوب للموجة واستسهال للحضور والشهرة، وهل يكون استمراء هذا الحضور السهل والخفيف بوابة النائب المثير للغياب الصعب والثقيل، كما حدث من قبل مع مواطنه وبلدياته توفيق عكاشة، الذى حمل لواء الكوميديا والإثارة والشجارات الغريبة والمجانية منذ بدء البرلمان، وانتهى الأمر بخروجه مطرودًا منه بعد أسابيع، بسبب مواقفه وتصريحاته وانحيازاته التى لا مبرر لها ولا عقل وراءها، فهل يستمر إلهامى عجينة على درب "توفيق عكاشة" ليلحق به ويقتنص تذكرة طرد ثانية من المجلس لنواب الدقهلية؟ خاصة أن وكيل لجنة حقوق الإنسان طالب من قبل بعقابه على خلفية هجومه على أعضاء المجلس القومى لحقوق الإنسان، كما ثارت ضده زميلاته النائبات فى تصريحه السابق عن ملابسهن ومطالبته لهن بالاحتشام، واضطر على خلفية الهجوم للاعتذار، فهل يكف إلهامى عجينة عن إثارة غبار الكوميديا المجانية ويلتفت لجدية وفاعلية مهمته البرلمانية؟ أم يحرمنا السيناريو الردىء الذى يكتبه النائب ويمثّله ويخرجه من إطلالته الخفيفة قريبًا ونفاجأ به خارج المجلس؟ سؤال لا يملك إجابته إلا "عجينة" نفسه.



الأكثر قراءة



print