"المستريح"، لقب بدأ إطلاقه على محترفى النصب باسم "توظيف الأموال" منذ ضبط أحد المتهمين فى هذه النوعية من القضايا قبل شهور، والذى كان يحمل هذا اللقب فى أوصاف معارفه والمتعاملين معه، فأصبحت هذه التسمية لقبًا مسحوبًا على من ينصبون على المواطنين باسم توظيف الأموال، مستغلين حاجات الناس ورغباتهم فى تحقيق حلم الثراء السريع، ليخضعوهم بالأرباح الطائلة وبقدرتهم على تحقيق أحلامهم، فيسقط المواطنون فى الفخ، ليفيقوا بعدها على صدمة اختفاء أموالهم التى بذلوا كثيرًا من الجهد والعناء فى جمعها، وبعدما تمكنت أجهزة الأمن بالإسكندرية من ضبط أحد المستريحين، والذى نصب على المواطنين فى 70 مليون جنيه، تحدث عدد من أعضاء مجلس النواب عن المحافظة متناولين الأزمة وحلولهم المقترحة لمواجهة النصب وموظفى الأموال الوهميين.
عبد الفتاح محمد: الدولة مش هتحط لكل واحد مخبر يحميه وكفاية قعدة قهاوى
استنكر النائب عبد الفتاح محمد، استثمار المواطنين أموالهم لدى الذين ينصبون عليهم فى نهاية المطاف، مشيرًا إلى أن منذ عام تقريبًا تم ضبط "المستريح" وأحيل للنيابة وتم التحقيق معه، وجرت محاكمتهم وصدر عليه حكم نافذ، وعلى الرغم من أن مصر كلها كانت تتابع القضية إلا أن المواطنين لم يتعظوا من عمليات النصب، التى يتبعها موظفو الأموال، والمسلسل مازال مستمرًا.
وأضاف"عبد الفتاح" أن من بين ضحايا المستريحين دكاترة وموظفين وأساتذة جامعات ومحامين، وهذا أمر مثير للاستياء، أن تكون صفوة طبقات المجتمع من بين ضحايا المستريحين، مطالبًا بضرورة المواطنين بضرورة توخى الحذر، لأنه لا يمكن أن تضع الدولة على كل مواطن مخبرًا ليحميه، فلابد أن نتحلى بالذكاء.
وأضاف"عبد الفتاح" قائلًا: تفشى ظاهرة المستريحين تنبئ بأن النصابين والمحتالين مازالوا بيننا، ويمكن أن نتعرض لأى منهما فى أى وقت، ولذلك لابد أن نعلم أن مواجهة النصب مسؤولية مجتمعية، وعلى أى مواطن يتعرض لعملية نصب أن يبلغ الجهات المعنية مباشرة، لضبط المتهم قبل أن يستفحل أمره وتتفاقم الأزمة، وترتفع المبالغ المستولى عليها، ما يعنى مزيدًا من الضحايا.
ووجه "عبد الفتاح" المواطنين إلى ضرورة استثمار أموالهم فى المشروعات الصغيرة، وادخارها فى المؤسسات المالية الرسمية فى الدولة كالبنوك، كما طالبهم بضرورة العمل والسعى بدلًا من الجلوس على المقاهى لأننا نهدر الوقت.
حسنى حافظ: تقابلت مع المستريح.. ولا يملك من الفكر والعلم ما يمكنه النصب
وقال النائب حسنى حافظ، إنه يتعجب من المواطنين الذين يلجأون إلى تسليم أموالهم لموظفى الأموال، على الرغم من تحذيرات الإعلام والصحافة ومصر كلها من مخاطر تلك العملية، حتى أصبحت جملة "توظيف الأموال" جملة مشبوهة، مشيرًا إلى أن مصر تم ضربها اقتصاديا بعد قضية "الريان"، أشهر موظفى الأموال فى مصر، إلا أن ضعاف النفوس من المواطنين يلجأون إليهم.
وأكد "حسنى" فى تصريحات لـ"برلمانى"، أنه التقى بالمتهم الذى تم ضبطه مؤخرًا بمحافظة الإسكندرية بعدما نصب على عدد من المواطنين فى مبالغ مالية وصلت لنحو 70 مليون جنيه، وهو شخص عادى جدًا، ولا يملك لا الفكر ولا التعليم ولا الوعود التى تمكنه من إقناع المواطنين بتوظيف أموالهم لديه، ومن ثم النصب عليهم، فالأمر بالنسبة لى مثير للدهشة والاستغراب.
واختتم "حسنى" قائلًا: "يجب على المواطنين اللجوء إلى الجهات الشرعية من أجل استثمار أموالهم، مثل البنوك والمشاريع القومية، ولا يطمع المواطنون فى الحصول على نسبة ربح تصل إلى 20% والمخاطرة بأموالهم، وعليهم الاكتفاء بنسب البنوك، التى قد تصل فى بعض الأحيان إلى 7و8 %، مطالبًا المواطنين بالحذر وعدم الاستعجال.
نائبة تطالب المواطنين باستثمار أموالهم فى البنوك
طالبت مى محمود عضو مجلس النواب بمحافظة الإسكندرية، بضرورة توجيه المواطنين أموالهم للاستثمار فى المنافذ الشريعة وهى البنوك والمشاريع القومية التى تنفذها الدول، كمشروع قناة السويس الجديدة، التى تم طرح شهادت بنكية ذات عوائد مادية كبيرة قبل البدء فى تنفيذها، حتى لا يتم التلاعب بهم ويتم النصب عليهم باسم توظيف الأموال، كما حدث فى واقعة المستريح الذى ضبط مؤخرًا بالمحافظة بعد أن نصب على عدد كبير من المواطنين فى مبالغ وصلت لنحو 70 مليون جنيه.
وأضافت "مى" فى تصريحات لـ"برلمانى" قائلة، للنصابين طرق عديدة للوصول إلى المواطنين حتى يطمئنوا إليهم ويسلموا لهم أموالهم، ولابد من أن يكون هناك حملات توعية لفوائد الاستثمار وعوائد البنوك والمشروعات القومية، ومخاطر توظيف الأموال، التى دائمًا ما تنتهى بكوارث تذهب بأموال المواطنين أدراج الرياح، ويكون ذلك من خلال الإعلام، وعقد ندوات توعية وجلسات مع المواطنين فى عدة مناطق بمختلف أنحاء الجمهورية.
