طفت أزمة سفر النواب للخارج على سطح البرلمان، وأعلن عدد من النواب رفضهم لعدم وضوح الرؤية أو آليات اختيار أعضاء الوفود البرلمانية المسافرة، وجدوى تلك الوفود والنتائج التى حققتها، واستنكروا عدم الالتزام بالاتفاق المبرم بينهم على تناوب السفر بين الأعضاء، وفق ما صرح به النائب عماد محروس، وقد اتخذت الأزمة منحنى رسميًّا بعدما تقدم النائب أسامة شرشر بمذكرة لرئيس المجلس موقعة من 25 نائبا برلمانيا لمعرفة معايير اختيار النواب للسفر.
أسامة شرشر: مفيش مصارحة فى سفر النواب والجلسات أسبوع والتانى بعثات "عايزين نشتغل"
وفى هذا السياق، قال النائب البرلمانى أسامة شرشر، إنه تقدم بطلب موقع من 25 نائبا من مختلف الاتجاهات السياسية، إلى رئيس مجلس النواب الدكتور على عبد العال، لمعرفة معايير اختيار النواب للسفر، وكان هناك أكثر من 100 نائب آخرين يرغبون فى التوقيع، وذلك لعدم ووضوح الرؤية أو وجود آليات لاختيار النواب فى السفريات أو التشريح للبرلمانات المختلفة، وكأن الأمر سر حربى.
.jpg "اسامه شرشر (4)")
وأضاف "شرشر" - فى تصريحات لـ"برلمانى"، اليوم السبت - أن هناك نوعًا من أنواع الغموض يجعل النواب فى حالة ربط سياسى لهذا الموقف، وأنه طالب رئيس المجلس بإعلان ذلك على السادة النواب، مشيرًا إلى أن المادتين 81 و90 من اللائحة تنصان على خصم 1% من صندوق الأعضاء للسفريات، وأهل مكة أدرى بشعابها، وحق النواب أن يعلموا من يسافر ولماذا يسافر ولماذا وقع عليه الاختيار؟.
وأكد "شرشر" فى تصريحاته، على أن مبدأ الشفافية والصراحة والوضوح غير متوافر على الإطلاق، والأمين العام ينكر معرفته بآليات اختيار النواب للسفر، إذن فمن يعلم مكتب مجلس الشعب، أم هيئة مكتب الرئيس والوكيلين، وهم فى الأصل أعضاء، ولا بد من أن يرجعوا للأعضاء ويطلعوهم على معايير الاختيار، حتى لا يختلط الحابل بالنابل.
وأشار "شرشر" إلى أنه تم إرسال اسم أحد النواب منذ شهر للبرلمان العربى، وبعدها تم اختيار 3 نواب، مشدّدا على عدم رغبته فى السفر، أو الاشتراك فى عضوية إحدى اللجان، مرجعا ذلك إلى ممارسته دوره التشريعى والرقابى، الذى أناطه به الدستور بشكل كامل، ولكن الموقف الذى تم اتخاذه فى هذا الشأن هو موقف جماعى من السادة النواب، وأكد أنه تمكن من جمع توقيعات 25 نائبا، من بينهم الدكتور أسامة العبد ومحمد أنور السادات والأستاذ يوسف القعيد، وذلك فى غضون 5 دقائق فقط.
واختتم "شرشر" تصريحاته بالقول: "أنا تبنيت هذا الموضوع وتقدمت به لأن هناك حالة استياء وغضب من السادة النواب، ولأن عملية السفريات ومواعيدها غير منظمة، ونحن نعمل أسبوعا ونسافر أسبوعا، واحنا كنواب عايزين نشتغل، وأردت أن أحيط الرأى العام بكل ما يحدث داخل المجلس بمنتهى الشفافية، لهذا تقدمت بمذكرة لرئيس المجلس لإيضاح الحقيقة للسادة النواب".
عماد محروس: اتفقنا على سفر النواب بالتناوب وفوجئنا بأعضاء يغادرون فى وفود أكثر من مرة
فيما قال النائب عماد محروس، إنه وقع على الطلب الذى تقدم به البرلمانى أسامة شرشر، لمعرفة معايير اختيار النواب للسفر إلى الخارج، وكيفية اختيار أعضاء الوفود البرلمانية التى تشارك فى المؤتمرات الدولية والبعثات التى يرسلها البرلمان للدول الخارجية.
وأكد "محروس" - فى تصريحات لـ"برلمانى" - أنهم اتفقوا مع رئيس البرلمان الدكتور على عبد العال على أن يكون السفر بالتناوب بين النواب، ولكنهم فوجئوا بأن هناك نوابًا سافروا أكثر من مرة، دون الإعلان عن ذلك، ودون الإعلان عن الوفود أو تقديم تلك الوفود تقارير بما أنجزته خلال رحلتها.
وأوضح "محروس" أنه لا يستطيع القول إن الأمر يدار بالمحسوبية والمجاملات، ولكنه أكد أن الأمر يحتاج إلى حسن الإدارة والتنظيم من جانب الأمانة العامة للمجلس، مشيرًا إلى أن 12 أو 13 وفدا برلمانيا سافروا لعدة دول خارجية، ولم يقدم تقارير ولم يتم الإعلان عن تلك الوفود مسبقًا أو أسباب وآليات اختيار الأعضاء.
عبد الفتاح محمد: يجب الإعلان عن معايير سفر النواب للخارج حتى تطمئن قلوبنا
ومن جانبه، قال عبد الفتاح محمد، عضو مجلس النواب، إنه وقع على الطلب المقدم من جانب النائب أسامة شرشر لمعرفة معايير سفر النواب إلى الخارج، مؤكدًا أنه لا يوجد سوء نية من جانب مقدم الطلب وموقعيه، ولكنهم يريدون معرفة المعايير والأسباب التى تحدد الاختيار، حتى تطمئن قلوبهم.
وأشار "كمال" فى تصريحات لــ"برلمانى"، إلى أنه قرر التوقيع على الطلب نتيجة تكرار سفر بعض الزملاء للخارج، ورغبته فى معرفة المعايير التى استند إليها المجلس فى اختيار ممثلى البعثات المسافرة، وذلك من رئيس المجلس الموقر الدكتور على عبد العال، مطالبًا بتطبيق المساواة والعدالة فى الاختيار، وأن تكون المأموريات المسافرة إلى الخارج على قدر المسؤولية، متابعًا: "المأموريات التى تسافر إلى الخارج مهمة ومفيدة للبرلمان والدولة المصرية والمواطنين، لأنها مأموريات وطنية ولها فائدة، ولأجل تحقيق الفائدة القصوى منها يجب أن يتم الاختيار على أسس ومعايير سليمة، لنجاح المهمة".
