الهجرة الغير الشرعية الخيار المميت الذى يلجأ إليه الشباب هربًا من شبح البطالة الذى يهدده فى مصر، باحثًا عن فرصة عمل فى دول أوروبا وعلى رأسها إيطاليا واليونان، إلا أن رحلة الهجرة دائمًا ما تكون محفوفة بالمخاطر، بداية من عبور البحر فى وحدات غير صالحة للإبحار، وصولا إلى المضايقات التى يتعرض لها الشاب نتيجة عدم وجود غطاء قانونى يحميه فى الدول المهاجر إليها، تحدث عدد من النواب البرلمانيين عن أسباب انتشار الهجرة الغير شرعية وكيفية مواجهة تلك الأزمة.
سوزى ناشد: الشباب بين خيارين كلاهما مميت.."البطالة أو الهجرة غير الشرعية"
عبرت سوزى ناشد، عضو مجلس النواب، عن أسفها لتكرار حوادث الهجرة غير الشرعية، مؤكدة أن هذه الحوادث ترجع إلى ارتفاع معدلات البطالة فى الدولة فضلًا عن عدم توافر فرص عمل ملائمة للشباب، الذين يضطرون لتقاضى مبالغ مالية من أسرهم، ما يؤدى إلى مشكلات نفسية تدفعهم إلى المخاطرة بحياتهم من أجل البحث عن سبل الحياة الكريمة.
وأضافت "ناشد" فى تصريحات لـ"برلمانى": "الشباب لا يهتمون بمخاطر الهجرة غير الشرعية، لأنهم يؤمنون بأن الموت قائم لا محالة، إذا بقوا بلا عمل فهو موت بطىء، وإذا هاجروا إلى الخارج فهو موت أو حياة كريمة تتحقق إذا استطاعوا النجاة من مخاطر الهجرة غير الشرعية، فهو بين خيارين كلاهما صعب ومميت.
طالبت "ناشد"، الدولة بضرورة زيادة التوعية بمخاطر الهجرة غير الشرعية، وإيجاد فرص عمل للشباب واحتوائهم، إلى جانب مواجهة تجار الهجرة، الذين يستغلون حاجات الشباب البسطاء من أجل تحقيق الثراء السريع، وهذا نوع من أنواع الاتجار بالبشر الذى يجرم بنص المادة 64 لسنة 2010 من قانون العقوبات المصرى.
النائبة هبة هجرس: ظروف البلد صعبة والناس تلجأ للهجرة غير الشرعية رغم مخاطرها
وقالت هبة هجرس، عضو مجلس النواب، إن الهجرة غير الشرعية صداع فى رأس الدولة، وعلى الرغم من توعية وزارة الشباب والرياضة والتليفزيون للمواطنين، إلا أن الأزمة مازالت مستمرة، وحتى الشباب الذين ينجون من مخاطر الهجرة غير الشرعية ويستطيعون الوصول إلى بلدان أوروبا كإيطاليا واليونان يعانون معاناة كبيرة هناك.
وأضافت "هجرس" فى تصريحات لـ"برلمانى"، "ظروف البلد صعبة، وهناك العديد من الأطراف التى تعادى مصر، وتسعى لعرقلة خطط التنمية، واتضح ذلك من خلال قضيتى الطائرة المصرية التى سقطت فى البحر المتوسط والروسية التى سقطت فى شبه جزيرة سيناء وقضية "جوليو ريجينى"، والرئيس عبد الفتاح السيسى يحاول جاهدًا تثبيت الدولة".
وأشارت "هجرس" إلى أن الدولة فى حالة حرب، كما أن الأوضاع بعد ثورتين لم تعد مستقرة، والاقتصاد المصرى يعانى من اضطرابات ويتأرجح ما بين الصعود والهبوط، وذلك بسبب ضعف موارد الدولة، وانحسار السياحة.
وأكدت "هجرس" أن هناك شريحة كبيرة من المواطنين تعيش ظروف اقتصادية صعبة، تدفعها للهجرة غير الشرعية، دون النظر لمخاطرها، رغبة منها فى تحسين أحوال معيشتهم، متوقعين أن هجرتهم إلى أوروبا ستوفر لهم سبل حياة كريمة، دون أن يعوا أن بلدان أوروبا تعانى مشكلات اقتصادية كبيرة وحتى الولايات المتحدة الأمريكية نفسها تعانى من تلك المشكلات.
طلعت خليل: علاج الهجرة غير الشرعية بتحسين مستوى المعيشة وتوفير حياة كريمة للمواطنين
من جانبه قال النائب البرلمانى طلعت خليل، إن الأزمات التى تعانى منها الدولة المصرية، وعدم قدرتها على توفير الحياة الكريمة للمواطنين، يدفعهم للبحث عن مصدر رزق فى أى مكان، ويدفعهم ذلك للهجرة غير الشرعية دون النظر لكمية المخاطر المحدقة بهم.
وأضاف "خليل"، علاج الهجرة غير الشرعية يتم من خلال تحسين اقتصاد الدولة وهى تملك المقومات التى تمكنها من الانطلاق، ولن تنتهى تلك الأزمة ما دام الاقتصاد يعانى من كبوات مستمرة، لأن المواطنين وخاصة فئات الشباب يبحثون عن تأمين مستقبلهم وتوفير مصدر للرزق والعيشة الكريمة، ويعتقدون أنهم سيحققون ذلك فى البلاد الأوروبية، دون أن يعوا أن تلك البلاد تعانى أزمات هى الأخرى.
إيليا باسيلى: الشباب يلجئون للهجرة الغير شرعية لعدم توفير سبل الحياة الكريمة لهم
فيما قال النائب البرلمان إيليا باسيلى، إن الشباب يلجئون للهجرة الغير شرعية نتيجة عدم حصولهم على وسائل كريمة لأكل العيش فى بلادهم، وحل أزمة الهجرة يتم من خلال توفير فرص عمل للشباب وسبل الحياة الكريمة، ويتم القضاء على البطالة بتشجيع الاستثمار والمزيد من المشروعات القومية.
وأضاف "باسيلى" فى تصريحات لـ"برلمانى" قائلا: علاج البطالة يبدأ بتحديد أنواعها أولا، فهناك نوعين من البطالة، بطالة مقنعة وهى أن يكون الأفراد يعملون دون إنتاج وهذا النموذج منتشر بشكل واسع فى القطاع العام، وقانون الخدمة المدنية جاء ليضع حدًا لتلك الفئة، خاصة وأن الوظيفة الحكومية التى تحتاج فردين يتم تعيين 10 أفراد للقيام بها.
واستكمل "باسيلى" قائلا: "أما النوع الثانى من البطالة وهى "بطالة المزاج"، بمعنى أن يكون الشخص قادر على العمل والفرص متاحة أمامه ولا يستغلها، بدعوى أنها غير ملائمة لدراسته، مؤكدًا على ضرورة استغلال أنصاف الفرص، حتى يحين وقت المناسب لتحصل على الفرصة التى تستحقها، وتكون حينها جديرًا بها.