مع بدء شهر رمضان المبارك، وانطلاق الأعمال الفنية، وعلى رأسها البرامج التى تنوعت وتعددت موضوعاتها خاصة برامج المقالب والتى أثارت غضب البعض باعتبارها تقوم على خداع الضيوف، ما دفع الشيخ السيد سليمان، عضو رابطة خريجى الأزهر الشريف بتحريمها، مبررًا ذلك باعتماد تلك البرامج على الخديعة والإيهام والكذب والترويع، وهو ما حرمه الإسلام.
أسامة العبد: الترويح عن النفس مطلوب ولكن لا يكون بالترويع
يقول أسامة العبد رئيس اللجنة الدينية بمجلس النواب، فى تصريحات لــ"برلمانى"، إن شهر رمضان كما نص عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار، وهو منحة من الله وموسم للعبادة، وأنزل فيه القرآن، وفيه ليلة القدر خير من ألف شهر.
وفيما يخص برامج المقالب قال "العبد"، "لابد أن نضع المسلمين أمام 3 نقاط، الأولى هى أن شهر رمضان شهر عبادة وليس شهرا للهو، واللهو أيا كان نوعه سواء كان بالترويع أو الخدع أو الخديعة فلا ينبغى، ولابد من اغتنام شهر رمضان فى عبادة الله ابتغاء الحصول على العفو والمغفرة".
وأضاف "العبد": "أما النقطة الثانية، فهى أن شهر رمضان شهر عمل وليس كسل وضياع أوقات، وأول غزوة للمسلمين كانت غزوة بدر ووقعت فى شهر رمضان الكريم، وانتصر فيها المسلمون وهم صائمون، فرمضان شهر للعمل والعبادة وليس الكسل".
واستطرد "العبد": "والنقطة الثالثة فهى أن شهر رمضان شهر صيام عن أى شىء يغضب المولى عز وجل، فالمسلمون يصومون عن حلال الله، فالأولى لهم أن يصوموا عن حرامه وعما يغضبه، وهو ليس شهر إصراف، والمسلسلات يجب أن تكون هادفة ولها مغزى يستفيد منها المستمع والمشاهد، والترويح عن النفس إن كان مطلوبا شرعًا، فلا يجوز أن يصل إلى حد الترويع والخداع.
واختتم "العبد" حديثه مؤكدًا، أن تلك النقاط الثلاث ينبغى الحفاظ عليها طوال العام، وخاصة فى شهر رمضان المبارك، فالوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك، فيجب استثمار تلك اللحظات، فى ذكر المولى وقراءة القرآن والدعاء والاستغفار وقيام الليل.
مهجة غالب: لا نستطيع تحريم برامج "المقالب" ولكنها مكروهة وبعضها تمثيل
فيما قالت مهجة غالب، عضو اللجنة الدينية بمجلس النواب، إنه لا يمكن تحريم أى شىء بشكل عشوائى، مشيرة إلى أن برامج "المقالب" على الرغم من اعتمادها على الخديعة، إلا أن القصد منها يكون المزاح، ولكن إذا تسببت تلك البرامج فى الترويع المبالغ فيه، فهذا أمر مكروه جدًا لأن الله سبحانه وتعالى نهانا عن ترويع الإنسان سواء مسلمين أو غيرهم.
وأضافت "غالب" أن معظم المشاركين فى برامج المقالب يكونون على علم مسبق بمحتوى البرنامج، ويعلمون أنه "مقلب"، والأمر يكون فيه قدر كبير من التمثيل، ولكن البرامج تؤثر على المشاهدين، وتجعلهم فى حالة شد عصبى، وخاصة الأطفال، الذى يسعى البعض منهم لتقليد مشاهد الحلقات، ويجب أن يكون هناك رأى لعلماء النفس عن مدى تأثير تلك البرامج على نفسية المشاهدين، ومن ثم نستطيع الحكم عليه بحرمانيتها من عدمه.
آمنة نصير: تقييم برامج "المقالب" يتم بشكل علمى وثقافى وليس بفتاوى التحريم والتحليل
فيما قالت آمنة نصير، عضو مجلس النواب إن كل البرامج ليست مقبولة، وليست كلها تتم على سبيل الترويح عن النفس، والكثير منها يمثل مضيعة للوقت ولا تحقق المتعة للمشاهدين، ويجب الارتقاء بثقافة الشعب المصرى.
وأكدت "نصير"، انها منذ أكثر من 4 سنوات لم تشاهد اى مسلسلات، نظرًا لسوء اداء المسلسلات الحديثة، ولم يعد هناك مسلسلات امثال "ليالى الحلمية"، و"المال والبنون" و"العسل المر"، ولم يعد هناك اى اعمال درامية تناقش قضايا مجتمعية وثقافية، مطالبة الرقى بثقافة المجتمع والناس.
ورفضت "نصير" التعليق ما قاله الشيخ السيد سليمان، عضو رابطة خريجى الأزهر الشريف، وتأكيده أن برامج المقالب فى منظور الشرع حرام شرعا، مشيرة إلى أن تقييم تلك الأعمال يكون تقييم علمى وثقافى، ولكن الإفتاء بشأنها وبشأن غيرها من الأمور الأخرى أصبح موضع تندر وفكاهة وأمرًا مملًا ، فيجب أن تناقش قضايا العصر بعيدًا عن التحليل والتحريم للرقى بثقافة المواطنين.
شكرى الجندى:رمضان شهر عبادة والحلال والحرام شأن الأزهر والأوقاف
فيما قال شكرى الجندى، عضو اللجنة الدينية بمجلس النواب، إن شهر رمضان شهر عبادة أكثر من كونه شهرا للمرح واللهو، مطالبًا الناس بالتفرغ للعبادة والذكر قدر الإمكان، والتقرب إلى الله لكسب ثواب الشهر الكريم.
وأكد "الجندى" أنه لا يمكن تحليل أو تحريم برامج "المقالب" المنتشرة فى شهر رمضان، لأن تلك الأمور من شأن المتخصصين كشيخ الأزهر ووزير الأوقاف، مؤكدًا أن شهر رمضان هو شهر للعبادة مع الله، والذكر والصلاة، ولا مجال للحديث عن الأمور الجانبية الأخرى، فلو التزمنا بذلك لن نلتفت لتلك البرامج.