كتب محمد صبحى
انطلق شهر رمضان بأجوائه وروحانياته، وعدنا إلى بعض العادات والطقوس السنوية التى يستحضرها الشهر الفضيل، أو أجبرناه على استحضارها، وعلى رأسها حالة البذخ والكثافة التى يشهدها الإنتاج الفنى والتليفزيونى والبرامجى والإعلانى، والأخيرة تحديدًا تشهد إنفاق عشرات الملايين من الجنيهات سنويًّا، وهو ما يجعل الأمر مثارًا للانتقاد والملاحظات والتعليقات بشكل سنوى، وهذا العام وبعد أن أصبح لدينا برلمان دخل النواب على خط الانتقاد والملاحظة، إذ استنكر عدد من أعضاء مجلس النواب ظاهرة إنفاق مبالغ مالية باهظة على إعلانات ومسلسلات رمضان، مؤكدين أن هناك تضادًّا واضحًا فى هذا المشهد، خاصة فى ظل ما تعانى منه مصر على المستوى الاقتصادى وما تمر به من ظروف عصيبة، موجهين الدعوة لرجال الأعمال للتبرع لصالح صندوق تحيا مصر، خاصة وأنه ينفذ مشروعات قومية تخدم المواطنين.
نائب العجلة: اتقوا الله فى الناس الغلابة والأفضل تسديد مديونية الغارمات
فى البداية، استنكر البرلمانى محمد الحسينى، عضو مجلس النواب عن دائرة بولاق الدكرور بمحافظة الجيزة والمعروف إعلاميا بـ"نائب العجلة"، حجم الإنفاق المالى على إعلانات ومسلسلات رمضان، مشدّدًا على أن هذا بمثابة استفزاز لمشاعر المواطنين، متابعًا: "اتقوا الله فى الناس الغلابة".
وأضاف "الحسينى" - فى تصريحات خاصة لـ"برلمانى" - أن الأفضل من إنفاق مبالغ باهظة على إعلانات رمضان، الاهتمام بدفع المستحقات المالية والمديونيات المتراكمة على الغارمات، إذ إن لدينا ما يقرب من 3 آلاف سيدة مسجونة بإجمالى مبالغ مستحقة عليهن 6 ملايين جنيه، بينما هناك إعلان واحد من سيل الإعلانات المعروضة تكلف 60 مليون جنيه.
مجدى ملك: مبالغ باهظة لإعلانات رمضان.. وأطالب بالتبرع لـ"تحيا مصر"
فى السياق ذاته، قال النائب مجدى ملك، عضو مجلس النواب عن محافظة المنيا، إن ما تملكه الدولة وما يملكه المصريون من ثروات ومقومات أكبر كثيرًا مما يتصوره البعض، متابعًا: "لدينا كثير من الموارد والثروات، ولكن نتيجة لسوء الإدارة والتوظيف تُنْفَق مبالغ باهظة على الإعلانات ومسلسلات رمضان".
وأضاف "ملك" فى تصريح لـ"برلمانى": "لو نمتلك حسن الإدارة والتنظيم فى استخدام الموارد لأصبحت مصر من الدول الكبرى المتقدمة والقوية اقتصاديًا، ولعل ما نشهده من تضاد فيما يخص المسلسلات وإعلانات رمضان يؤكد أن هناك سوء تنظيم فى إدارة الأمور، وأناشد المصريين وكل القادرين على العطاء، بضرورة توجيه جزء من ثرواتهم لصندوق تحيا مصر، خاصة أنه يعكف على تنفيذ مشروعات قومية تعود بالنفع على الفقراء وذوى الاحتياج الفعلى".
نائب: "الشركات بتصرف ملايين على إعلاناتها وبتبخل على صندوق تحيا مصر"
من جانبه، قال محمد إسماعيل، عضو مجلس النواب وعضو لجنة الإسكان بالمجلس، إن حجم الإنفاق على الإعلانات خلال شهر رمضان باهظ جدًّا، متابعا: "لما الرئيس السيسى دعا المواطنين للتبرع لصندوق تحيا مصر، وجدنا شُحًّا من جانب أصحاب تلك الشركات".
وأضاف "إسماعيل" فى تصريحه لـ"برلمانى"، أنه لو تم ترشيد النفقات على إعلانات رمضان، بحيث نصرف 50% فقط من المصروفات المنفقة عليها بالفعل، مع التبرع بـ50% الباقية لصالح صندوق تحيا مصر لاستغلالها فى تطوير العشوائيات، فذلك أفضل دون شك، فى ظل احتياج مشروعات الإسكان لمصروفات كثيرة للانتهاء من العشوائيات التى يسعى الرئيس عبد الفتاح السيسى للقضاء عليها.
هالة أبوالسعد: إعلانات رمضان مبالغ فيها ونحتاج رجال أعمال مسؤولين
بدورها، قالت الدكتورة هالة أبو السعد، عضو مجلس النواب عن محافظة كفر الشيخ ووكيل لجنة المشروعات الصغيرة بالبرلمان، إن أحدًا لا يستطيع عمل كنترول على شركات الإعلان، خاصة أن بعضها شركات عالمية كبرى.
وأضافت البرلمانية هالة أبو السعد - فى تصريحات خاصة لـ"برلمانى" - أن هناك بعض إعلانات رمضان تم الإنفاق عليها بشكل مبالغ فيه، فى ظل مرحلة عصيبة تمر بها الدولة المصرية، وتتمثل فى ضعف الحالة الاقتصادية، متابعة تصريحها بالقول: "لا بد من أن يكون لدى رجال الأعمال مسؤولية اجتماعية، خاصة أنهم على علم بأن مصر تمر بمرحلة عصيبة، وأنه لا بد من ترشيد الاستهلاك وترشيد الإنفاق على الإعلانات".